أثارت الزميلة الأستاذة لينا يعقوب في تقريرها يوم أمس حول الملايين التي ضبطت مجازا مع نجل الدكتور عوض الجاز بمطار دبي، ملاحظة مهمة، هي أعداد الحقائب التي ادخلها المسافر للطائرة لجهة أن مبلغ عشرة ملايين يحتاج لعشرين حقيبة يضعها الراكب في كابينة الطائرة. أطلق مبارك الفاضل الإشاعة وأهمل كل الآليات التي من شأنها تقويض إشاعته، فخطوط الطيران التابعة "للأياتا" تتقيد بلوائح صارمة لا تسمح لأي راكب بحمل حقيبة خاصة يزيد وزنها على العشرة كيلوجرامات إضافة لطول وعرض الحقيبة التي يجب أن تكون حقيبة يدوية وليس حقيبة شحن. طبعا ليس من المعقول أن يكون نجل وزير الطاقة قد شحن ملايين الدولارات مع "العفش" الخاص بحقائب الملابس، لأنه في هذه الحالة سيحتاج بالتمام ل12" شنطة كبيرة، وستكون النقود في هذه الحالة معرضة للفحص "بالليزر" ولن تكون تحت سيطرته لأنه شحنها كأي قمصان أو أحذية وستصبح الدولارت في هذه الحالة معرضة لسطو مفتوح من عمال الشحن الذين لا يبرعون عادة إلا في هذا المضمار. خطوط الطيران التابعة "للأياتا" تصدر كل عام حزمة متكاملة تتصل بأسعار التذاكر والوزن المسموح به وعدد القطع وهيئة الحقيبة الخاصة، كما تمنع منذ عامين حمل العطور أو السوائل أو معجون الأسنان داخل كابينة الطائرة، وقد مررت بهذا الحاجز قبل عامين فقد كنت أحمل باقة عسل جلبتها من سوق نيالا وكان عسلا من منطقة "كبم" المعروفة بإنتاج العسل الأصلي، لكن مضيفة "لوفتهانزا" وهي مضيفة المانية تمنعت بثقافة الجنس الآري ومنعتني من وضع العسل داخل الطائرة، كنت اتوسل وكانت تتمترس خلف قرارات "الأياتا"، وكان بؤبؤ عينها ينذر بشر مستطير فاضطررت للنزول من الطائرة مع عسلي الذي منحته هدية لاحد عمال الشحن فتقبل مني الهدية مثل مهاجم كرة قدم استقبل كرة معكوسة، أسال الله "الاينفعو"!. الراجح أن أي مهرب أموال راشد لن يجنح لطريقة الشحن "الكارقو" أو العفش الشخصي، سوف يلجأ للحقيبة اليدوية الخاصة التي يجب ألا يزيد وزنها عن العشرة كيلوجرامات، وبهذه الطريقة المأمونة السليمة فإن نجل الدكتور الجاز يحتاج لأكثر من عشرين حقيبة يدوية خاصة، وحتى لو اننا استسلمنا بأن سلطات أمن مطار الخرطوم تواطأت معه، فكيف سيسلم من المضيفة وأمن الطائرة الذي لا يتبع لجهاز أمني بعينه؟!!!. أناشد الأخ مبارك باسم الاخوة وأيام التيه الغابرات، أن يحترم عقولنا في "الجايات" وأن يتوخى الدقة والذكاء في الإشاعة القادمة بحيث يضفي عليها قدرا من الظلال المستوفية "للمعايير الدولية" للإشاعة، فالإشاعة أيضا تحتاج للشفافية وللخيال الندي وللحبكة الموضوعية التي تنتمي للواقعية، وأناشده أيضا أنه في حال ركونه "للفنتازيا" يجب مراعاة أنها تتطلب أيضا قدرا من المعيار السلس الذي يجعل الفنتازيا مهضومة وسهلة على الحلقوم والأنف والأذن والحنجرة!. أقاصى الدنيا - محمد محمد خير صحيفة السوداني