* لا أحد يعلم سقف الأسعار التي ظلت تواصل الارتفاع قبل تطبيق الإجراءات الاقتصادية الأخيرة وبعدها في متوالية هندسية متصاعدة بلا ضابط ولا رابط ولا مبرر مقبول لها. * تحدثنا في عهد مضى عن أن زيادة الأسعار طالت حتى بسكويت الأطفال، الآن زيادةالأسعار طالت أول ما طالت لبن الأطفال، وارتفعت أسعار اللبن بصورة مبالغ فيها حتى أصبحت غالب الأسر لا تستطيع شرائه. * قبل يومين دخلت إحدى الصيدليات لشراء بعض الأدوية، وعند دفع الثمن اكتشفت أن أسعارها قد زادت، عندها "حوقلت" وقلت لا حول ولا قوة إلا بالله فردَّ عليَّ البائع في الصيدلية "لسه" الأسعار الجديدة لم تُعلن بعد!! خرجت وأنا أقول: ربنا يلطف بعباده. * الخبز الذي سمعنا أكثر من تصريح تطميني حوله، تأثر بصورة ملحوظة للعين المجردة ، وفي بعض المخابر أصبحوا يبيعون الثلاثة أرغفة بجنيه، وكانت بعض المخابز قد أعلنت عن عدم وجود خبز بها فيساعة مبكرة على غير العادة، وعادت الصفوف تظهر أمام بعض المخابز!!. * هذه أمثلة لبعض ما جرى من زيادات في أسعار كل السلع، مثل زيت الطعام الذي أصبح هو أيضاً بعيد المنال بالنسبة لكثير من الأسر، حتى (مياه الصحة) لم تسلم من الزيادات !! ولا أحد يستطيع الإجابة عن السؤال لماذا وإلى أين ستنتهي بنا هذه الزيادات التصاعدية. * ألا يستوجب هذا الانفلات المجنون في الأسعار الإسراع بعقد المؤتمر الاقتصادي الذي أُعلن عن انعقاده، وكم كنا نريده أن يكون قبل الإقدام على تنفيذ الإجراءات الاقتصادية الأخيرة التي قيل أنها ستُحقِّق الاستقرار الاقتصادي، لكنها زادت طينة الوضع الاقتصادي بلة. * إننا لا نطالب فقط بالإسراع بعقد المؤتمر الاقتصادي الذي لابد أن يُدعى له خبراء الاقتصاد من كل الأحزاب ومن الأكاديميين ، ليس فقط لتشخيص الحالة الاقتصادية.. خاصة في ظل سياسة السوق الحُر التي أسيئ استغلالها، على الأخص في ظروف الاختناقات والاختلالات. * لا نريد أن نسبق علماء الاقتصاد ولا ندَّعي علماً مُسبقاً بالحلول، لكن لا خلاف حتى وسط المسؤولين عن الشأن الاقتصادي والمالي بأن ما حدث من انفلات أسعار لا يخلو من سوء استغلال وإن كان أيضاً لا يخلو من أسباب أخرى متعلقة بالرسوم والجبايات التي تُفرض على السلع بأسماء ومبررات مختلفة. * المهم أن الحالة الاقتصادية تستوجب الإسراع بعقد هذا المؤتمر بمشاركة مختلف المدارس الاقتصادية، وأن تكون مخرجاته واجبة التنفيذ. كلام الناس - نور الدين مدني [email protected]