كانت أول مرة أسمع فيها بالصوفي المثير للجدل (الأمين الكباشي المكاشفي)، قبل عدة سنوات ربما 2008م، عندما كتب الزميل أمير الشعراني تقريراً غاية في الروعة عنه لصالح يومية (حكايات) تحت عنوان (شيخ الأمين محايتو بيبسي وحيرانو جكسي وبخراتو جلكسي)، وهذا عنوان غاية في الإثارة والجاذبية. ثم رويدا رويدا اختفى شبح الشيخ الأمين عن ذاكرتي قبل أن يعود إليها مجدداً في اعقاب الأحداث الأخيرة التي تفجرت بينه وبين سكان بيت المال وود البنا وسوق الشجرة، التي ظننا أنها وضعت أوزراها قبل أن نفاجأ أمس بمذكرة تتضمن 5 بلاغات ضد الشيخ وحاشيته، وزعتها طائفة من أهل الأحياء المذكورة على الصحف تطالب فيها السلطات المحلية بنقل زواية الأمين إلى مكان آخر وترحيله عن الحي مرة وإلى الأبد، وتقول المذكرة إن الأمين وحوارييه كانوا اعتدوا على بعض سكان الحي ممكن خرجوا عن الطريقة بعد أن كانوا أعضاء فيها. وأذكر أن شيخ الأمين كان ترافع عن طريقه ونفسه في صالون الراحل الأستاذ سيد أحمد خليفة قائلاً: إن نشاطهم في المسيد بأم درمان يتم في العلن (في الشارع)، وإنه - كشيخ - لم يقبض عليه في أعمال دجل أو شعوذة، وكشف عن أن أهم مصادر أمواله هي شركة في دبي، وتوكيل لشركة مكيفات بالسودان، ومدرسة خاصة، ومركز لغسيل الكلى بإثيوبيا، لكن بعض ممن لم يسمهم حاولوا استثمار شجار نشب بين شابين أحدهما من سكان الحي (عضو سابق في الطريقة). وأشار الشيخ الأمين الكباشي في ذات المنبر إلى أن حوارييه ليسوا كلهم برجوازيين، فبينهم من هو غسال عربات، مثلما بينهم ممثلين ك(نور الشريف)، وممثلات (لم يكشف عن أسمائهن). وأمس، عقب صلاة الجمعة، وأثناء الوقفة الاحتجاجية التي نظمها سكان الحي للمطالبة بايقاف انشطة الطريقة إلى حين البت في القضية المرفوعة ضدها، اعتدى بعض منسوبي الطريقة على الزميل سعيد عباس المصور بالسوداني، وأوسعوه ضرباً وشتائم مقذعة على حد قوله، وبالتالي ولأن سعيداً لم يذهب إلى هناك لمناصرة طرف دون الآخر، وإنما ذهب لأداء واجبه المهني (المحايد) فإن ما حدث له يجعلنا نظن أن مطالب أهل الحي برحيل الشيخ (حقيقية)، وأنهم لا يفترون عليه بالكذب، بل يعانون أشد المعاناة من وجود هو وطريقته بين ظهرانيهم. وهنا لا بد من الإشارة إلى أن أهالي بيت المال، وسوق الشجرة، وود البنا، اتسموا وتميزوا بروح التسامح وبالتدين (اللطيف) إن صح التعبير، فهم أهل محبة وسلام وأهل شعر وغناء ومديح وشجن وكرة قدم (يعني ناس فنانين ومبدعين)، لا يستخدمون عضلاتهم ولا يثيرون المشاكل ويختلقونها، فلماذا لا ينظر الشيخ الأمين الذي بدا لي من عنوان أمير الشعراني سالف الذكر (حيرانو جكسي ومحايتو بيبسي)، وكأنه رجل متلطف وذو وجدان يشع عاطفة وعشق، لماذا لا ينظر إلى علاقته المتدهورة مع أهل الحي، أو حتى طائفة منهم ويضعها في الأولوية ويسعى لمباصرتها بتقديم (البطلجية) من حوارييه إلى الجهات العدلية للاقتصاص منهم، وبتقديم اعتذار واضح لأهل الحي عن المخالفات التي يقومون بها، وتعويضهم مادياً ومعنوياً بمن فيهم الزميل سعيد عباس. الصوفية تسامح وإخاء ووجدان سليم، وفي بعض الأحيان تحتمل وتستوعب ما هو أسوأ مظاناً من (الجكسي والبيبسي والجلكسي)، واللا شنو يا شيخ الأمين؟ الحصة الأولى - صحيفة اليوم التالي