لا شك أن الإصلاحات التي تُجريها الأحزاب السياسية والمليشيات المسلحة الإسلاموية (سنيٍّة أم شيعية)، على بُناها الفكرّية أو هياكلها التنظيميِّة بطوعها واختيارها، أو قهرًا عبر القوة الضاغطة، أمر لافت للانتباه ومحفز للتفكير والتدبر خاصة بعد إعلان حركة (...)
تصريح (قاتل) أطلقته أمس، المديرة العامة لصندوق النقد الدولي (كريستين لاغارد) فحواه: "أن اقتصادات دول الشرق الأوسط أضحت مدمرة بسبب النزاعات والحروب وأزمات اللاجئين". وفصلت لاغارد في مدونتها الأمر على نحوٍ من : هناك أكثر من عشرين مليون نازح وعشرة (...)
يعتقد دونالد ترامب أنّ بوتين أفضل من أوباما، أعلن ذلك خلال لقاء أجرته معه شبكة (إن بي سي) وأضاف: “إنه زعيم أفضل إلى حد بعيد من رئيسنا وهو يقول أشياء عظيمة عني لذلك أقول عنه أشياء عظيمة”.
وبوتين منذ أن غادر (كي جي بي) بداية تسعينيات القرن المنصرم ظل (...)
كثيرًا ما اطلعت ووقفت على هوس أصيل لدى بعض (دهاقنة) الأكاديميا السودانية بضرورة تحويل كل ما يشغل الناس إلى مادة دراسية، النظافة وحماية البيئة، والآثار السالبة لوسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت والغذاء الصحي، والمخدرات والإسعافات الأولية ورفع (...)
أسوأ ما في الأمر أن تعتقد الحكومة أن على رؤوس مواطنيها (قنابير)، لكنها (معذورة) في ذلك، إذ أن تجربتها المديدة في ما ظلت تجترحه (سنويًا) وتُطلق عليه رفع الدعم التدريجي عن السلع والخدمات متزامنًا مع استمرارها في إدارة الظهر عن المواطن وتركه دون (...)
أشرنا أمس إلى نظرية التخلف الموسومة ب (الحلقة المفرغة) تنبني على حيثيات عديدة، ذكرنا منها أنماط حركة المجتمع في التاريخ وعلاقتها بالتقدُّم والتخلُّف، وتطرَّقنا إلى ما تسميها النظيرة بالحركة الدائرية (المفرغة) التي تعيد إنتاج نفسها دون أن تحدث أي (...)
انشغلت الكثير من المدارس الفكرية في النصف الثاني من القرن العشرين باجتراح وصف علمي ودقيق للتخلف من أجل تفسيره ومعالجته، وانطرحت في هذا السياق أسئلة من شاكلة: هل هناك شعوب مصيرها أن تبقى متخلفة؟ وهل للتخلف علاقة بالجنس واللغة والدين؟
ورغم أن الكثير (...)
بما أن حمدي هو عبد الرحيم الاقتصادي الإسلاموي المعروف الذي رسم (الكروكي) الابتدائي للراهن المتردي في معيشة الناس وفي الأوضاع الاقتصادية الماثلة برمتها، وحالها لا يُخفى ولا يسر عدوًا دعك عن وليٍّ حميم، أما حميدة فهو مأمون وزير الصحة بولاية الخرطوم، (...)
وبلغ التقليد بالسياسيين السودانيين مبلغًا يؤكد ما ظللنا نردده دائمًا، أنهم يفتقرون الخيال والذكاء والحصافة والبصيرة النافذة والذهنية الوقادة اللمّاحة، إذ أعلن (رهط أديس) أول أمس – بحسب يومية الصيحة – عن تشكيل لجنة لإنقاذ المفاوضات الجاريِّة هناك (...)
وفيما المعاناة هنا تبلغ أوجها وذروتها، فتضرب كل مناحي الحياة، وتنال من المواطنين على كافة المستويات بدءًا من (لقمة العيش) المتجسدة في الخبز الحاف، وإلى الماء والكهرباء والصحة والتعليم والمواصلات والنفايات وصعودًا إلى الحريات السياسية وما شاكلها، (...)
لأسبابٍ عديدة معقدة وشائكة ظل مُصطلحا (الوطنية والنضال) بعيدين عن النقد، ومن ثم التطوير على المستوييْن النظري والعملي، بجانب أنهما لم يحظيا بالقدر الكافي من التفسير في سياقهما التاريخي والراهن (خاصة في دول العالم الثالث) بقدر ما حظيت مصطلحات أخرى، (...)
وقناة الجزيرة البعيدة تستنفر الناس لنجدة أهلنا في شرق السودان، وصحافتنا وقنواتنا هنا ترزح في خرطوميتها المقيتة والقاتلة، قل مثلًا الصحف، لماذا لا تبعث موفدين يغطون كارثة السيول في الشرق، كم سيكلف ذلك الصحيفة؟ مصور ومحرر، تذاكر وإعاشه، كم المبلغ؟ وهل (...)
واقع الحال أن الأمور كلها دونما استثناء تمضي في هذه البلاد نحو الهاوية، وأن الغالبية الساحقة من المواطنين يسحقها الضنك والفقر والفاقة، أحياء لكنهم ميتون، يغضبون حين تنقطع عنهم الكهرباء، ويفرحون حين تتغرغر نقاط من الماء في حلوق صنابير منازلهم، هؤلاء (...)
من عطايا (الدنيا) المُعولمة التي أهدتها للبشرية أنها اختزلت الكثير من الإجراءات، وأطاحت بالبيروقراطية وجعلت الوقت أكثر نعومة وسلاسة، هذه العطايا عمت كل الدول إلا من لا ترغب حكوماتها في إسعاد الشعوب، فتنزع إلى حرمانها من تلك العطايا المبذولة (...)
(أفريقيا القديمة تكتشف من جديد)، كتاب يسرد تاريخ القارة (جنوب الصحراء) وسكانها خلال (1500) سنة أو أكثر لما قبل الاستعمار الأوروبي، الكتاب من تأليف (باسيل دايفيدسون) وترجمة (نبيل بدر وسعد زغلول) ومراجعة (محمود شوقي الكيّال)، ويقع في (129) صفحة من (...)
الأستاذ (موسى حامد) يحاور عبد القادر أبو قرون رئيس لجان الحسبة وتزكية المجتمع على (رابعة) عدد أمس من يومية الجريدة ويوقعه، الرجل يختزل تزكية المجتمع في (الأزياء النسائية) ومحاربة ما أسماه ب (التشيُّع) فقط لا غير، ولا يتحدث عن الفساد المالي والإداري (...)
الصورة أفصح من اللسان، ومن يقول بغير ذلك فليُرمَ بحجارة من سجيل، والصورة بعد، تتحدث بجميعِ اللُغات فيما اللسان مهما غدا طليقًا وذربًا فإنه يعجز ويصاب بالشلل إزاء (كذا لغة). الصورة تصيب القلب والعقل مباشرة، فيما تتلوى الألسنة لتقول ربع جملة الصورة، (...)
على عكس المدراس التشكيلية التي كانت تتمسك بالموضوع ووحدته، قرر بعض الرسامين الانطباعيين (الألمان) منهم على وجه الخصوص انتهاج اساليب فردية محاولين أن يضيفوا إلى اللوحة ما يعرف ب(قسوة الخطوط)، أدى هذا الاتجاه الجديد إلى التمادي في فصل الألوان حد (...)
ما لا شك فيه ولا جدال، أن وظيفة النقد الرئيسة هي (تصحيحية)، وهذا لا ينفي أهمية وظائفة الأخرى ك(البنائية، والتكميلية الاستدراكية) وخلافها، فالعملية النقدية الشاقة تسعى دائمًا إلى التنبيه لمواطن الخلل والقصور في موضوع أو فكرة ما من أجل تصحيحها وتقويم (...)
أشرنا في حلقة أمس إلى أن الإسلامويين، خاصة تيارات الإسلام الحركي (السياسي) تظل أعينهم مصوبة نحو السلطة لا ترمش عنها للحظة، رغم أنها سلطة (دنيوية) بالتأكيد ودون مراء، فلا أحد يصبو لسلطة (أخِروِّية)، لكنهم يظلون على الدوام يُنْكِرون ذلك ويروجون على أن (...)
ما يحتاج إلى شرح لا يحتاح إليه في حالة علاقة الإسلامويين بالسلطة، فهم حين يكونون خارجها يتوسلون إليها بطرق عديدة، يبتدرونها بتسويق أنفسهم، على أنهم حركات إصلاح اجتماعي وتوعيّة دينية ولا علاقة لهم بالسياسة، وأنهم يسلكون إلى ذلك الحكمة والموعظة الحسنة (...)
مُذ ابتدرت النخبة السودانية العمل السياسي المدني المُنظم (مؤتمر الخريجين) وإلى وقت قريب لعله 2010م حين ذهب جنوب البلاد إلى حاله مستقلًا عن الأرجاء الأخرى، ظل الخطاب السياسي على علاته ووهنه وأوهامه متحركًا بكافة تلاوينه الحزبية، ودأبت القوى المدنية (...)
على هامش أحداث تركيا الأخيرة يتبدى العنف والإزاحة والتخوين والاتهامات والضجيج الهائل، وشعار رابعة العدوية ينتقل إلى ميدان تقسيم، إلا أن الحقيقة تظل مختبئة في المتن المنسي، وهكذا ولذلك، كتبنا أمس هنا تحت عنوانٍ اخترناه بعناية وحذر شديدين (ديمقراطية (...)
ما جرى في تركيا ليلة أول أمس وأمس، من أحداث دراماتيكية عقب إعلان مفرزة من الجيش توليها السلطة وفرضها للأحكام العرفية، وما أعقب ذلك من تطورات عصفت بالمحاولة الانقلابية وأفشلتها، كان اختبارًا حقيقيًا لإرادة الشعب التركي وتمسكه باختياراته وحريته، فلم (...)