* فوجئت برسالة عبر البريد الإلكتروني من الدكتور (سوني لي) رجل الأعمال الأمريكي الذي زار بلادنا قبل أيام قلائل وثارت ضجة غريبة تتهمه بأنه (سيناتور) مزور.. وبدأت بعض الجهات التي زارها ومنها وزارة الخارجية في درء التهمة عن نفسها كأنما يؤكدون ادعاء (السيناتور المزور).. * رجل الأعمال الأمريكي الذي تجدون رسالته مرفقه (بالإنجليزية) وفيها عتاب محزن.. قال إنه تعرض لحملة (اغتيال الشخصية) بتلك الأوصاف التي تجرعها على يد الصحافة السودانية.. وقال رجل الأعمال الأمريكي إن ترتيب زيارة السودان استغرق منه عاماً كاملاً نسبة لمشغولياته وارتباطاته المزدحمة.. وإنه أتى إلى السودان من أجل مد يد المساعدة للأجيال الشابة وليساهم في جعل المستقبل أكثر إشراقاً.. ويختتم رسالته بأنه: ومع ذلك يجب أن نرمي بكل السلبيات خلف أظهرنا ونواصل عملنا وتعاوننا من أجل مستقبل جدير للبلد الجميل السودان.. * بصراحة، من رسالة رجل الأعمال الأمريكي واضح أنه يلقى ياللوم على (صحفي سوداني) لم يذكر اسمه.. هو الذي تولى كبر تلفيق تهمة (تزوير السيناتور) وأنا شخصياً لا أعرف من هو هذا الصحفي المقصود، لكنني فعلاً دهشت من (حملة صحفية) كاسحة تتهكم على السيناتور (المزور!!) للدرجة التي جعلت المؤسسات الحكومية التي استقبلته تسارع في تبرئة نفسها من أية علاقة به.. ولا أجد في نفسي حرجاً من توجيه اللوم فعلاً إلى زملائي الصحفيين الذين تعجلوا الحكم ولم ينتبهوا إلى ما يجره مثل هذا الخلط على بلادنا من أذى وتشويه لسمعتنا الدولية.. فمثل هذا الرجل المؤثر في بلده أمريكا بالتأكيد مهما تسامى في رسالته لي.. وحاول أن يصفح ويعلو فوق مرارات التهم التي وجهت إليه إلا أن ما يعلق بالنفس لا يحفزه على إشاعة صورة إيجابية عن بلدنا في محيطه (المؤثر) في أمريكا.. * صحيح نحن هنا في بلدنا السودان ولِعون لحد الوله بالألقاب.. وصحيح أن بعضا من الذين يفخمون أنفسهم بألقاب علمية من شاكلة الدكتور أو البروفيسور أو غيرهما ليس لهم من تلك الألقاب إلا زفير اللسان.. وبعضهم ليس في سجله الأكاديمي ولا حتى شهادة ثانوية.. لكن المجتمعات الراقية في أوروبا والغرب لا تحفل لأبهة الألقاب.. هناك عندهم الإنسان بمقاسه الفعلي.. بنفعه لنفسه ولمجتمعه.. لكننا هنا نوقر اللقب ونسفه العمل.. رؤساء التحرير عليهم مسؤولية كبيرة في حراسة البوابات الصحفية لكبح مثل هذا الأذى الوطني.. فالصحافة مرآة حقيقية لرشد المجتمع.. وما نكتبه يعبر الحدود ويشكل رأياً عاماً لنا أو ضدنا.. والدليل أن عمود حديث المدينة الذي دافعت فيه عن رجل الأعمال الأمريكي وصل إليه مترجماً وحرك فيه الحماس للرد وتوجيه شكر على الكلمات التي برأت فيها ساحته من تهمة لم يرتكبها. حديث المدينة - صحيفة اليوم التالي [email protected]