*أتيح لنا نهار الأربعاء الفائت أن نصعد تسع طبقات معمارية فوق سطح النهر عند ملتقى النيلين، سألت لحظتها (مندوب فندق كورال)، هيلتون سابقاً، إن كانت إدارة الفندق (تقرِّش) المناظر المدهشة لهذه الأنهر التي تجري من تحت الفندق! أعني أنهر النيل والنيل الأزرق والأبيض! *فنحن هنا على ارتفاع تسع طبقات لنجسِّر (المسافة التاريخية) للجناح الذي أُفتتح مطلع سبعينيات القرن الماضي تحت اسم هيلتون، والتعديلات التي أجرتها للجناح الآخر فيما بعد، شركة كورال التي آل لإدارتها أشهر فنادق الخرطوم. *قبل أن نذهب بعيداً، وللذن يقرأون بتطرف، أن هذا المنشط الذي شهده أكثر من عشرين إعلامياً سودانياً لم يكن إلا تعزيزاً لدور الدولة السودانية في تنشيط ذاكرة وتقنيات صناعة الفندقة وازدهار ثقافة السياحة، في عاصمة تجري من تحتها الأنهار كما لو أنها جنة الله في الأرض. *وإنْ كان أهل كورال قد صعدوا بنا لإبهارنا بعمليات التحديث التي شهدها أحد الأجنحة، وعلى أنها تستوعب كل المواصفات العصرية العالمية على افتراض أن كل تقنيات القرن المنصرم قد عفا عنها الدهر! *لم أملك أنا شخصياً إلا أن أصبح أسيراً للجناح الكلاسيكي القديم الذي لم تشمله أياي العصرنة، والمدهش أن دليلنا الفندقي قد قال، إن كثيراً من زوار البلاد ولاسيما الآسيويين يفضلون هذا الجناح الكلاسيكي، وأضاف أيضاً، بأن السيدة كوندليزا رايس عند زيارتها للخرطوم قد فضلت هذا الجناح. *سألت السيد (أبو بكر) رجل صناعة الفنادق الأشهر في السودان، إن كان بالإمكان تقديم نوع (ثقافي أخلاقي) من السياحة والفندقة في ظل طرحنا ومشروعنا الفكري، سياحة خالية من المشروبات الكحولية والرقص والصخب والمجون، لطالما ارتبطت هذه الثقافة حول العالم بهذه الأدبيات! *قال رجل (الفندقة السودانية الكويتية)، كثيرون هم الذين أُصيبوا (بالتخمة المادية) فأضحوا يبحثون عن (السياحة النظيفة) الهادئة، وهي عودة في سياقها أوفلسفتها تشبه كثيراً أدبيات العودة إلى (الدواء الأخضر) والطبيعة. **يذكر أن (كورال الخرطوم) قد نظم منشطاً إعلامياً حاشداً نهار الأربعاء الفائت، وذلك بمناسبة زيارة السيد لورانس المدير الإقليمي لشركة (HMH) المقيم بمدينة دبي، الشركة التي تدير كورال الخرطوم وبورتسودان، وتبحث عن أفق جديد وشراكات جديدة لمساعدة (بلاد النيل والشمس والصحراء) في تقوية بنياتها الفندقية والسياحية. *مخرج.. لو تذكرون مباراة (مصر والجزائر) الشهيرة بالخرطوم، لم تكن الشقيقة مصر وحدها التي خسرت ولقد سجلت الخرطوم هي الأخرى يومئذ خسارة (فندقية سياحية) باهظة، وهي تعجز في استيعاب بضع آلاف زائر!.. كما لو أن لسان حالنا قول ذلك الأعرابي.. أضاحك ضيفي قبل إنزال رحله.. ويخصب عندي والمحل جديب فما الخصب للأضياف أن يكثر القرى.. ولكنما وجه الكريم خصيب ملاذات آمنه - صحيفة اليوم التالي [email protected]