الخروج عن المألوف بجديد أو تطوير قديم بشكل مبهر أو التأثير على الناس للوصول إلى الهدف الذي ينشده الجميع يعتبر من نظريات القيادة ، وهي كمصطلح أثار العديد من الأسئلة وطرح العديد من الفرضيات ، ليأتي مصطلح جديد يثير أسئلة أكثر وهو القيادة التحويلية ، ولدورها الخاص والحاجة إليها في المرحلة الماثلة ناقشها كتاب بعنوان : القيادة التحويلية و الإبداع الإداري ؛ لمؤلفه د. كمال الدين حسن علي بابكر بمركز ركائز المعرفة للدراسات والبحوث وقد ذكر الكِتاب أن هذا النوع من القيادة يؤدي الي نتائج غير متوقعه مستنداً الي عناصر القيادة التحويلية مثل التأثير المثالي ، الدافعية الإلهاميه ، الإستماله الذهنيه و الإعتبارات الفرديه أو الشخصيه . وقد تناول دكتور كمال حسن علي ، قضية القيادة و مفهومها و تطورها معتبراً أن عبارة القائد التحويلي أتت كتطور في القرن الواحد والعشرين لما يسمي بالمدير قديماً أو ما يسمي بالقائد في القرن العشرين ، وأن التطور الحالي و الانفتاح الإلكتروني الذي مكّن من التواصل السريع أوجب ضرورة القياده التحويلية بالمؤسسات ، فقائد تحويلي مواكب يلهم ويحفز و يطور رؤية و رسالة المؤسسة ، يستطيع أن ينتقل بالأداء الإداري بالموظفين من الروتين الوظفي الممل إلي أُسلوب إداري جديد لا تتكرر فيه الاعمال . وأكد المؤلف علي ضرورة الإهتمام بالمبدعين في المؤسسات معتبراً إياهم من الركائز الأساسية للمؤسسة وذكر بأنهم رأس المال الحقيقي ويجب الحفاظ عليهم والعمل علي تطويرهم و تهيئة البيئة الإبداعية لهم التي تؤدي بالضرورة لنجاح وتميز المؤسسة ، كما أشار لضرورة أن يتجاوز القائد التحويلي العقاب علي الافكار أو النتائج الخاطئه وأن يعمل علي التحفيز و تطوير الافكار ويركز علي التحفيز الإيجابي لتحقيق الاهداف عبر الأفكار الجديدة وتشجيعها وصولاًً للإبداع الإداري . ويعتبر الكتاب إضافه للمكتبه السودانية في مجال الإداره عموماً و في مجال القياده بشكل خاص ومما يؤكد ذلك أن قامت المنظمة العربية للتنمية الإدارية وهي من اكبر بيوت الخبره في المجال الإداري بتبني الكتاب وقد قامت بطباعه كتاباً كان لها أثر او إضافه في مجال الإداره ؛ ومما يشار اليه أن الكتاب رسالة دكتوراه قدم المؤلف فيها دراسة تطبيقيه علي قطاع الاتصال في السودان و قد شملت كل من شركة سوداتل ، شركة زين ، شركة كنار شركة (ام تي ان ). وقد اجمع الحضور علي اهمية الكتاب و ضرورة ان يتوفر في المؤسسات السودانيه وأن يكون في متناول جميع المسئولين و القيادات معتبرين أن البلاد في هذه الفتره تحتاج الي قاده بمواصفات القائد التحويلي الموجود في الكتاب ، كما ألقي البعض اللوم علي المؤلف في إختياره شركات الاتصال في الدراسه التطبيقيه معتبرين أن هذه الشركات تركز أساساً علي إختيار المتميزين و المبدعين وكان الأفضل أن تتم الدراسه التطبيقيه علي مؤسسات القطاع العام لإستخراج نتائج اكثر فائده وواقعية و توصيات تدفع بعجلة التنمية و تنهض بالمؤسسات العامة و الخاصه في المجال الإداري عموماً و إدارة الاعمال بشكل خاص . و تكمن خلاصة الكتاب في عملية التغيير الإيجابي في البشر و إخراج الكوامن الإبداعيه الداخليه التي تقود إلى النهوض الاقتصادي والتنمية المجتمعية.