قال الرئيس السوداني، عمر البشير، مساء اليوم الخميس، إن الحكومة لن تسمح لأحزاب المعارضة بإجراء أي اتصالات أو التنسيق مع متمردي الجبهة الثورية المناهضة للحكومة. جاء ذلك في كلمته خلال الجلسة الختامية لمجلس شورى حزب "المؤتمر الوطني" الحاكم، وهو أول خطاب له بعد مباشرة مهامه بالقصر الرئاسي بعد إجرائه عملية جراحية لاستبدال مفصل ركبته اليمنى. وأضاف: "لن نسمح بوجود موالي للجبهة الثورية في أماكن سيطرة الحكومة" في إشارة إلى الأماكن خارج سيطرة التمرد. ومضى البشير قائلاً: "كما لن نقبل توقيع المعارضة المدنية اتفاقات مشتركة مع متمردي الجبهة الثورية وأبناؤنا يقاتلون ويموتون في (ولايتي) جنوب كردفان والنيل الأزرق و(إقليم) دارفور"، ووصف الجبهة الثورية ب"الخائنة والعميلة". و"الجبهة الثورية" هي تحالف شكل في نوفمبر/ تشرين الثاني 2011 يضم الحركة الشعبية قطاع الشمال، التي تحارب الحكومة في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق المتاخمتين لدولة جنوب السودان، بجانب ثلاث حركات متمردة في إقليم دارفور، غربي السودان، أقواها حركة العدل والمساواة. واتهم الرئيس السوداني بعض الأحزاب (لم يسمها) بتجاوز الخطوط الحمراء في مسألة الحريات، ولفت إلى أن "بعض القوى السياسية أساءت استخدام الحرية وعملت على إحباط معنويات الشعب السوداني". وجدد التزام الحكومة بحماية العمل السياسي للأحزاب، واعتبر أن "الحرية حق لكل مواطن، لكن بمسئولية وسقف وعلى أن لا تتعدى حريات الآخرين والحرمات". وأشار إلى أنه "لن يكون هناك أي تأجيل للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة في 2015"، وأضاف: "من يريد أن يحكم، الفيصل بينه وبيننا صندوق الانتخابات". وباشر الرئيس السوداني، الخميس، مهامه بالقصر الرئاسي، بعد إجرائه عملية جراحية لاستبدال مفصل ركبته اليمنى، حيث خضع بعدها لفترة نقاهة امتدت لنحو 3 أسابيع، اكتفى بعدها بممارسة المهام الديوانية فقط بمقر إقامته. ولم يظهر الرئيس البشير طوال الأسابيع الماضية في أي نشاط ميداني أو في الخطابات الجماهيرية التي اشتهر بها. وبحسب وكالة الأنباء السودانية الرسمية، أقام العاملون بالقصر الرئاسي، احتفالاً بمناسبة مباشرة البشير مهامه بالقصر الرئاسي، بعد 40 يوماً من إجراء عملية جراحية، وبدوره حيا الرئيس السوداني العاملين بالقصر الرئاسي، وأعرب عن شكره وتقديره لاهتمامهم بصحته. وعلى مدار عامين تتواتر شائعات عن اعتلال صحة الرئيس السوداني الذي أجرى في نوفمبر/ تشرين الثاني 2012 عملية جراحية في الحنجرة بالسعودية وصفها القصر الرئاسي بأنها "صغيرة"، وكانت الثانية له خلال 3 أشهر.