«1» .. وفي جملة واحدة الشأن السوداني المعقد يجمع بين الأمير سلمان = السعودية = والجبهة الثورية.. وإعلان باريس وحديث أديس أبابا أمس ومكاتب الشيعة في الخرطوم وأحداث الأسبوع الماضي و.. و.. .. ومنتصف العام الماضي.. قادة الجبهة يدخلون مكتب الأمير سلمان. وحسن تاور وأبو عاقلة يجلسان على يمينه ويحيى إدريس على يساره. .. ويحيى الذي يتحدث يقدم للأمير سلمان صورة تكفي لتجعل الطيران السعودي يهدم الخرطوم. والأمير سلمان يقول بهدوء : لا عداء عندنا للشعب السوداني.. سكت قليلاً ليقول : ولا الحكومة السودانية. .. ووجوه الجالسين تكتم الدهشة قال : كل ما في الأمر هو مكاتب الشيعة في السودان. الوجوه يعود إليها الأمل.. قال: السودانيون /نعلم/ إنهم سنيون حتى النخاع والفكر الشيعي تستحيل زراعته هناك. والوجوه تحتار قال: ما نخشاه.. ونعلم أن طهران تسعى إليه وحده هو أن تدير طهران إفريقيا من السودان. قال: متى ما أغلقت الخرطوم نوافذ الخطر هذا فلا نزاع بيننا وبين الخرطوم. مساء اليوم نفسه اجتماع الثورية ينتهي إلى : ضرورة بقاء النزاع بين السعودية والخرطوم. قالوا: وهذا يتم بحملة واسعة عن (خطر شيعي يتمدد في السودان). قالوا: وأئمة مساجد وبكتابات تصرخ بهذا يمكن تنفيذ الخطة. .. والتنفيذ ينجح.. بالفعل. (2) في الأيام ذاتها كانت الجبهة تقوم بخطوة أخرى لجذب المعارضة إليها. والشهر الأسبق وفجأة الصادق المهدي يهاجم قوات الدعم السريع.. الصادق بحديثه ينقر بوابة التجمع بعصاه.. لا أكثر. وحديث باريس منتصف الشهر الماضي كان هو صرير الباب يفتح. (3) .. وأبواب أخرى تفتح منها أبواب الأسلوب الجديد. وأمس الأول في أديس أبابا الثورية تقول (نطلب الحريات والدستور و..). والثورية من هناك = وهي تقول = وغندور من هنا وهو يسمع كليهما كان يعلم أن شيئاً آخر تماماً تماماً هو ما تريده الجبهة. وكلاهما يعلم أن استجابة الخرطوم للمطالب هذه شيء لا معنى له من هنا. وأن الخراب سوف يستمر استجابت الخرطوم أم لم تستجب. وما يجعل كل شيء يقفز الآن ويزدحم ويتسارع هو شعور كل جهة بأن نهاية الطريق تقترب. وعسكرياً = التمرد آخر مشاهده هي.. الحلو وهو يهرب من فارايانق. وجنود العدل وهم في ليبيا مرتزقة. وسلفا كير يشغله مشار. .. وسياسياً : السعودية تقترب.. والخليج بالتالي معها. وشلالات المال التي تسكب في العمليات العسكرية.. تنقطع. و... .. وما (سوف) يحدث بعضه هو : طهران إن هي أطلقت بعض رجالها في الخرطوم / وفي سفارات معينة/ للعمل.. أطلقت الخرطوم رداً حاسماً. و.. و.. .. المشهد الآن هو : التمرد (يوسط). والصادق وعقار يوقعان معاً باسم جهة واحدة.. من هناك. وغازي وغندور يديران الحوار باسم جهة واحدة هنا. الجبهة لن تأتي.. كل ما في الأمر هو أنها سوف تبحث عن أسلوب جديد للحرب. .......... سودابوست.. جهة مثيرة نحدث الآن. وبورتسودان تنتهز أيام الظمأ (وحراق الروح) لإطلاق الكشات. .. ومقاهي بورتسودان تقول إن (1600) ميل من الأسفلت ولا أنابيب للماء. قالوا: كيف تتعطل أنابيب الماء الثلاثة.. دفعة واحدة؟! آخر الليل - اسحق احمد فضل الله صحيفة الانتباهة [email protected]