تمخضت سياستنا الزراعية فولدت فأرا.. ولا ذنب للسيد مدير البنك الزراعي الأستاذ صلاح حسن، وهو يخرج للإعلام ليعلن أن مساحتهم التأشيرية لمحصول القمح قد قفزت هذا العام إلى ثمانمائة ألف فدان.. لا ذنب للرجل صلاح الدين سوى أنه ينتمي إلى منظومة هذه هي غاية إرادتها وجهدها وحيلتها.. ويحق للأخ مدير البنك الزراعي أن يحتفي بمساحته التأشيرية الجديدة ويولم لها إعلاميا.. ذلك إذا عرفنا أن مساحة من سبقوه قد أشرت إلى ستمائة ألف فدان قمحا في العام الفائت لم يزرع منها أكثر من ثلاثمائة ألف فدان فقط .. وستدرك فقر تطلعنا وضحآلة إرادتنا وتراجع عزيمتنا إذا عرفت المجموع الكلي الذي أحرزنا منه ثلاثمائة ألف! لحظتها ستهتف لن ينجح أحد.. مشروع الجزيرة وحده يضم مليوني فدان.. وإذا أضفت الشمالية يمكن في هذه الحالة تتحدث عن أكثر من عشرة ملايين فدان تصلح لزراعة القمح بطول البلاد وعرضها ! لا تنسوا أن الثمانمائة ألف فدان هذه سعة أحلامنا المديدة، التي إن أصبنا نصفها حسب ما بأيدينا من تجارب.. نكون لحظتها قد فزنا فوزا عظيماً.. فلماذا والحال هذه والمساحة.. لا نحلم بثلاثة ملايين فدان لنحقق نصفها.. أين تكمن المشكلة! فإذا قلنا الإمكانات المادية.. أفلم تكن أرض الله واسعة لنهاجر فيها لجلب المستثمرين.. فعلى سبيل المثال، إن أصدقاءنا الصينيين الذين زرعوا لنا ما هو أصعب من الأراضي الصالحة للزراعة.. وأعنى زراعتهم لعشرات الآلاف من الهكتارات من الصحاري والضهاري بأنابيب النفط.. المسافة الباهظة من تخوم الاستوائية إلى سفوح البحر الأحمر.. فيمكن أن يزارعوننا ويستزرعوننا ذلك فضلا عن بقية الأصدقاء الآخرين في المنطقة وحول العالم! غير أن إمارة مثل إمارة قطر الصديقة التي تسبح في الخليج العربي على مليارات المليارات من الدولارات والإمكانيات الهائلة.. لم نستثمر علاقتنا المتطورة والاستراتيجية معها، ولم نستنفد بعد الفرص المتاحة لصناعة شراكة إنتاجية كبيرة معها فى مجال صناعة الغزاء العالمي فضلا عن أنشودتنا الإقليمية التي تعرف (بتحقيق الأمن الغذائب العربي).. هنالك فرصة هائلة أن نهبط الدوحة مرفوعي الرأس لنؤسس لشراكة متكافئة نحن بأرضنا ونيلنا وأشواقنا وسواعدنا السمر ونياتنا البيضاء.. وهم في المقابل بثروتهم ونفوزهم العالمي.. وأكرر هناك فرصة للذهاب للدوحة على غير حاجة لمد قرعتنا وعرض حاجتنا.. نحن أغنياء إذا قرشنا نيلنا وسعرنا أرضنا البكر قيمنا هاماتنا وتاريخنا .. غير أن أزمتنا تكمن في ضيق أفقنا وقصر خيالنا وتراجع إرادتنا والجهل بمقدراتنا.. ولهذا نحن نحدد مساحتنا التأشيرية.. ثمانمائة ألف فدان.. حسب ما يوجد في خزنتنا الخاوية وليس بمساحة وحجم ومنطق عبقرية طرح مشاريعنا وتسييل مكتسباتنا وتأسيس مشاركاتنا.. إن تكن أنت بعيدا فخيال الشعر يرتاد الثريا.. فالقصة تبدأ بالخيال والحلم الكبير.. مخرج وكالعادة عكير الدامر: مابتخدر البسقوها بعد النشفة وكت الروح تروح طعن الآبار مابشفى يارمز الوفا النادر عريس الكشفة مع المعدودة مابنفع دوا المستشفى ملاذات آمنه - صحيفة اليوم التالي [email protected]