«1» .. وكل ما يجري من حرب «الآن».. يصنع قبل «الآن».. بسنوات.. «داعش والحوثيون وأوكرانيا و... و..». وكل شيء للحرب «القادمة» يكتمل إعداده الآن. وبعض ما يُعد الآن هو : حرب شيعية في الحدود السعودية اليمنية.. وأخرى شرق السعودية. .. وانفصال اليمن جنوبه عن شماله. وقصف مصري لجزء من إثيوبيا. .. وكل شيء في الفوضى ما يميزه هو أنه ليس من الفوضى. فإيران/بعد فصل اليمن الجنوبي/ تضع يدها على باب المندب من هنا وعلى الخليج من هناك ليصبح حلقوم النفط كله تحت يدها. و«60%» من نفط العالم يمر من البوابتين هاتين. ثم أنبوب نفط روسيا الذي يمتد الآن. عندها.. الشرق بكامله يدار من طهران وموسكو. «2» وكل ما يجري الآن أبرز ما فيه هو أنه يُصنع بعيداً عن «الآن». فإيران تجعل الحوثيين في قطر معروف منذ عام 2005م.. يجري إعدادهم هناك.. ومليارات تنفق. وإيران تصنع في اليمن حكاية علي عبد الله صالح. فأيام الربيع العربي في اليمن كانت الثورة.. هنا تطيح بعلي عبد الله.. ومن هناك حادث في منزل علي عبد الله صالح يصنع حلف الحوثيين مع الرئيس السابق هذا. وأيام الثورة تحمل الشاشات مشهداً لعلي عبد الله صالح بوجه محترق. كان من يحرق وجه الرئيس السابق هو الضابط المحسن. ومحسن من قبيلة حاشد. .. وعلي عبد الله صالح يجعل عدوه الآن هو المحسن.. وقبيلة حاشد. ويصنع حلفاً مع الحوثيين للانتقام. وعلي عبد الله صالح هو من يدير اليمن الآن بعد دخول الحوثيين لصنعاء. وعلي عبد الله صالح من يديره هو إيران. ثم الوصول لمشروع بوابات النفط. بعدها يكتمل وصول إيران لبوابات العالم السني في آسيا.. السعودية. بعد أن وضعت يدها على بوابة العالم السني في إفريقيا..«مصر». .. وإيران تخطو خطوة أخرى ضخمة.. ففي الأسبوع الأسبق إيران تحصل على حكم برفع الحصار الاقتصادي الأوربي الأمريكي عنها. وإيران التي تحصل على المليارات في الأسابيع القادمة تتجه إلى شراء المشروع الأمريكي في سوريا «إبقاء الأسد وصناعة المعارضة اللينة التي تبعد الإسلاميين». ثم .. ليبيا.. والسودان.. وشرق إفريقيا.. المشروع القادم.. ففي ليبيا كانت إيران تلتقط حفتر «وتجعله تحت عباءة السيسي» بعد أن اكتمل إعداده لسنوات. وحفتر أسير/ الحرب في تشاد أيام الحرب الليبية التشادية/ كان يعلن عداءه للقذافي من هناك.. ثم يطير إلى أمريكا لعشر سنوات. ثم يقفز إلى ليبيا بعد الإطاحة بالقذافي.. وما يقوده معروف. .. وتحت «عباءات» أخرى إيران تتسلل الآن إلى ليبيا وإلى السودان من الغرب. وإيران تقطع شوطاً بعيداً تحت عباءات كثيرة في شرق السودان. .. تحت عباءات وعمائم سودانية. إيران تعد لما يجري في اليمن منذ سنوات... إذن. وروسيا تعد لما يجري في أوكرانيا الآن منذ سنوات... إذن. ودول حولنا تعد لما يجري منذ سنوات «بعضها يشتري ويبيع في السوق الحار».. وهذا يصبح شهادة على أنها كانت تعلم ما يجري. والعالم اليوم من لا يخطط فيه.. يهلك. ونحن؟! آخر الليل - اسحق احمد فضل الله صحيفة الانتباهة [email protected]