جراسا نيوز - جراسا - بقلم * صابرين فرعون من الأسماء التي ظهرت الفترة الأخيرة على الساحة الأدبية السودانية أ. أسامة رقيعة الذي يضعنا في أجواء المجتمع السوداني ويعرفنا على بعض عادته وتقاليده من بساطة وتدين وصوت الضمير ..يدخل بعض المفردات التي تستخدم في الحياة اليومية و يسلط الضوء على الجانب الإنساني الذي يأتي ببساطة وعفوية وطنه .. في روايته ' اللحن المفقود ' والتي تأخذ شكل الرواية البوليسية من خلال الحدث الرئيسي وهو البحث في التباسات قضية قتل ويتخلل بعض مفاصل الحدث الرئيسي أحداث ثانوية كالحب والإعجاب من طرف واحد وتكون نهايته خيبة يشد القارئ بتفاصيله بخيط التشويق حتى آخر الرواية .. كما يذكر بعض الحكايات الشعبية التي تتناقلها الألسن وإن دل ذلك فيدل على أن الحكاية أدب تربوي تهدف لخلق وتعزيز رسالة سامية في أفراد المجتمع بالإضافة للإمتاع والتسلية خاضعة للزيادة والنقصان وبعض التوابل في القص والسرد خاصة أنها موروث شفوي التناقل .. هذه الحكايات أيضاً لها مدلولها في السرد الروائي فهي تختزل الوصف وتلعب دوراً هاماً في التفاعل بين النص والقارئ وتخضع لضوابط سردية قائمة لدى الكاتب نفسه ... لا يختم الرواية وإنما يترك مجالاً لجزء ثانٍ في كتاب آخر .. مخلفاً تساؤلات للقارئ يبحث بها في دورة الحياة خارج إطار الرواية : لماذا نسعى للحقيقة ؟ هل نبحث عن نقطة معينة نصل ذروة ابتهاجنا في إظهارها ووضوحها أم لندخل دوامة أخرى من التساؤلات ؟ يختم روايته ب : ' لم أعد أريد براءة عبد القيوم..... أريد واقعاً، أريد حاضراً، يمثل أمامي ويشبعني، واقعاً مليئاً بالمحبة والصدق والإيمان، واقعاً يترنم على لحن الأحلام ثم يمنحنا ما نشدّ به عضد الخير بيننا، هل أحتاج إلى فاطمة أم إلى الشعور الذي أحسسته معها؟ لا أنا لا أحتاجها بل أحتاج للشعور الذي تصورته قد يكون معها، أحتاج للحب، أحتاج لحشمتها، وإلى ملمح الوضاءة الذي يعلوها عند الوضوء، أحتاج أنْ أسير ويدي في يدها فأسقيها كؤوساً من ينابيع الحنان المترعة في داخلي . ' الروائي أسامة رقيعة من السودان , تخرج من كلية القانون من جامعة الخرطوم , يعمل في سلك المحاماة والاستشارات القانونية , له قصص قصيرة منشورة عبر المواقع والصحف العربية ومقالات صحفية ومؤلفات في حقليّ القانون والأدب .. أوجز أعماله الأدبية مجموعة قصصية ' مذكرات مدام س ' و رواية ' أحداث منتصف النهار ' و ' زهور البلاستيك ' و سيرة وتراجم ' عبقرية سعيد لوتاه ' و في أدب الرحلات ' خواطر وترحال ' و رواية ' الوتر الضائع و رواية ' اللحن المفقود ' .