كشف محافظ بنك السودان المركزى، الدكتور صابر محمد الحسن، ان الطلب على الصادرات السودانية ظل فى انخفاض مستمر نتيجة للحظر التجارى الاقتصادى من قبل اميركا، باعتبار انها تمثل ربع الاقتصاد العالمى، واكد ان صندوق النقد الدولى لم يمنح السودان تمويلا منذ22 عاما، كما ان معظم المؤسسات التمويلية توقفت عن دعم السودان نتيجة للعقوبات الاقتصادية. واعتبر الحسن، الذى كان يتحدث فى منبر السياسات بجامعة الخرطوم امس، السودان،رغم كل ذلك، الدولة الوحيدة فى العالم التى عملت على اصلاح اقتصادى دون مساندة مالية خارجية،واصفاً المناخ الاقتصادى الداخلى بأنه فى غاية الصعوبة. واعترف صابر بأن اثر الازمة المالية على السودان «كبير» خاصة لجهة انخفاض اسعار النفط الذى يشكل 18 % من الناتج الاجمالى المحلى، ويمثل 50 % من ايرادات الدولة، و80 % من التدفقات النقدية الخارجية، مبينا ان البنك المركزى يفقد ما نسبته 80 % من الايرادات البترولية الامر الذى يشكل عبئا اضافيا، مؤكدا استمرارالازمة وتأثيرها على الاستثمارات الخارجية وتوقف الدعم الخارجى، ودعا الى تخفيض الانفاق وعدم اللجوء الى فرض ضرائب جديدة والتوجه الى انعاش الموارد المحلية والتنسيق بين السياسات النقدية والمالية، وحذر من التوسع الكبير فى المجال النقدى كى لايزيد من عملية التضخم، وعدم اللجوء الى الاستدانة او طباعة النقود، وقال ان معظم الدول المنتجة للبترول اصيبت بلعنة البترول والسودان ليس استثناءً، واضاف لكن التحدى هو كيفية تحويل الميزة النسبية الى واقع فى الانتاج للمنافسة العالمية.
