من المعروف عن الفيس بوك أنه موقع للتواصل الإجتماعي ، يتيح لك التعرف على العديد من الأصدقاء و التواصل معهم بشكل إيجابي ، قد تجمعكم إهتمامات مشتركة ، تجعل التواصل مفيدآ بين مجموعة الأصدقاء و الأقرباء هذه . تبادل المعلومات و الأفكار و ربما المشاريع الناجحة . ظروف الاغتراب وحالة الضغط و الكبت التي يعاني منها الشباب ، أو ربما بعض المشاكل التربوية و السلوكية و النفسية التي يعاني منها البعض ، تجعل هذا الملتقى الجميل مجرد غرف دردشة مغلقة على ( ذكر و أنثى ) دون رقابة ، مما يسمح لهم التعري و تقيؤ كل القذارات الفكرية و السلوكية داخل هذه الغرفة . و تنوعت الأساليب في إصطياد الفرائس ، في كل موسم يرمى الطعم على حسب حوجة الفريسة ، و في ظل الظروف الإقتصادية المتدهورة و المتدنية ، و التي تسببت بشكل رئيس في عرقلة ( الزواج ) في مجتمعاتنا ، و إرتفاع نسبة العنوسة بين الشابات و قلة الفرص المتاحة للحصول على ( زوج ) ، ولدت هذه التقليعة الجديدة ، أن يربط الصياد كلمة ( عريس ) في طرف صنارته ، ثم يلقي بها تجاه فم فريسته المنشودة لتلتقط الطعم بسهولة . يبدأ الصياد في إغراء الفريسة و إغوائها بكل الوعود الكاذبة ، بينما يسيل لعابه و هو يراها تستسلم شيئآ فشيئآ للفكرة ، حتى تؤمن بالكذبة و تثق به . تأتي الطلبات تباعآ : رقم الهاتف : للتعارف.. صورة شخصية : ليراك بصورة أفضل رقم الواتس آب : ليضمن إستمرارية التواصل ... عنوان الإسكايب : للتواصل بصورة مرئية . و في كل يوم تتورط الضحية في مشاعر ظاهرها جميل ، و باطنها قذر . أنا لا أشمل الجميع ، بالتأكيد هناك فئة جيدة و صادقة و جديرة بأن توطد علاقتك بها في كل المسارات سواء أكانت صداقة خارج الإسفير ، عمل و شراكة ، زواج .. نماذج كثيرة كللت بالنجاح و بالتأكيد هذا أمر طيب و سار . لكن بالمقابل هناك علاقات محبطة ، و قادت الكثيرين للإنحدار و تسببت في أعطاب نفسية لا يمكن إصلاحها ، أهمها ( فقدان الثقة بالجميع ) . هنا أود أن أشرح بعض المفاهيم المغلوطة : الصورة الشخصية على البروفايل ، تعني ببساطة : هذه أنا . و ليس ذاك المعنى : إنظروا لي كم أنا جميلة ! منشوراتي اليومية تعني : هذه إهتماماتي ... وهذه طريقة تفكيري .. تعليقاتك - إعجاباتك تعني : هذا نمطي و أسلوبي و ما يليق بي . الصورة الحقيقية هي محاولة للظهور بمصداقية أكبر في عالم (زائف) و (وهمي) ، و ليست دعوة لكل من يرى في نفسه الكفاءة ليكون ( عريس الغفلة ) ، أن يقدم أوراقه حتى يُنظر بشأنها . تناولك للحب في (كتاباتك) لا تعني أبدآ أنك تعاني من ( العوز العاطفي ) ليتصدق ذوي القلوب الرحيمة بمشاعرهم بسخاء منقطع النظير ، حتى لا تعرف الشفه العليا ما نطقت به الشفة السفلى ! الكتابة عن الحزن لا تعني بأنك منهار تمامآ و بحاجة للمواساة من (غرباء) و (عابري فيس) ! ليس كل ما نكتبه يمثل (الحالة النفسية) التي نمر بها ، فلا تجهدوا أنفسكم في فك الشفرات الخفية و قراءة ما وراء السطور ! يمكن للحياة أن تكون أكثر نقاء و عفوية ، و ألا نحاول أن نجد معنى لكل شيء و مقابل لكل فعل . الصورة لا تعني أني في سباق لإلتقاط أكبر عدد من اللايكات و عبارات الإطراء ، و ليست خاضعة للتقييم ، أنتي جميلة - أنتي عادية - أنتي بشعة ...أنتي ...... ألخ. لأنه و مهما كان الإنطباع و التقييم لن يغير من حقيقة أن هذه (الصورة) تمثل شخص بعينه . أتمنى أن نرتقي في بعض مفاهيمنا و نسمو قليلاً عن مستوى السطح و نصبح جوهريين في نظرتنا للأشخاص / للأشياء / للافكار/ للاطروحات.. كل الشكر و التقدير و الإحترام لأصدقائي الذين يهتمون و يثقون بما أكتب . -----