قرأت خبرًا عن اتجاه إدارة التعليم بمحلية بحري لإصدار توجيهات صارمة لإدارات المدارس الثانوية لتهيئة الظروف للطلاب منعاً للتسرب وجعل الطالب لا يمل المدرسة وإنفاذ برامج تربوية مشبعة لرغبات الطلاب وتطرق مدير المرحلة الثانوية بالمحلية الإمام عبد الباقي إلى انحسار ظاهرة تسرب التلاميذ من المدارس هذا العام ولكن مع أن الخبر يحمل بشرى سارة بأن نسبة التسرب تراجعت إلا أنه ما زال هناك كثير من الطلاب نراهم أثناء الدوام المدرسي خارج أسوار المدارس يتنقلون بلا هدف أو دليل في الأسواق والمنتزهات والحدائق المفتوحة وبين نوادي المشاهدة وصالات لعب البلياردو التي تفشت في المناطق السكنية كافة ولا بد من المحاسبة والمتابعة والمراقبة لأبنائنا وبناتنا من الطلاب من قبل الأسر أولاً وأخيرًا لأن الأسرة تعتبر راس الرمح في العملية التربوية وترغيب الطالب أو الطالبة في الدراسة ومن ثم يأتي دور المدارس ومديروها وأساتذتها في توفير البيئة المدرسية المناسبة التي تجعل الطالب لا يغادر مقاعد الدراسة إلى التجول دون هدف في الطرقات والشوارع والكباري ويقع في مشكلات شائكة في كثير من الأحيان نتيجة هذه التصرفات وقطعاً تحسب على الطالب نفسه وأسرته ومدرسته ولا بد من البحث وراء الأسباب الحقيقية والدوافع التي تجعل الطالب يهرب من المدرسة برفقة أصدقائه بالطبع إلى خارج أسوار المدرسة وعلى الأسر أن تتواصل بطريقة دائمة مع إدارات المدارس والقيام بزيارات دورية أو حتى مفاجئة لتعرف هل الابن أو الابنة مداوم على المدرسة أم هنالك تقطع في الحضور وماذا عن علاقاته داخل المدرسة بزملائه من الطلاب أو الطالبات وماذا عن مستواه الدراسي وغيرها من الأسئلة التي يمكن أن نتعرف من خلالها على طريقة نهج وعقلية الطالب وكيف يفكر وماذا يفعل خلال الساعات التي يغادر فيها من المنزل إلى المدرسة وهنالك كثير من الشواهد على ضياع مستقبل الطلاب نتيجة لإهمال الأسر وغفلتهم الدائمة عن متابعة الأبناء بسبب الانشغال بتوفير لقمة العيش وأمور أخرى غير واضعين في حساباتهم بأن هنالك مشكلات خطيرة يمكن أن تلحق بالطالب أو الطالبة نتيجة لعدم المراقبة والمتابعة لسلوكياتهم خاصة أنهم مراهقين ومراهقات في مقتبل العمر ومن السهل جداً أن يستدرجهم رفقاء السوء إلى ارتكاب أفعال وجرائم تتنافى مع العرف والأخلاق لذا من الواجب والمهم أن تولي الأسر وأربابها مقداراً كبيراً من الاهتمام بالطلاب والطالبات ومتابعة (خط سيرهم) وتقديم النصح والإرشاد في شكل مبتكر دون التشدد منعاً للتضييق عليهم حتى لا يفتح الباب لتسيبهم من المدارس ومحاولة توفير الأجواء الأسرية المناسبة والاستماع لمشكلاتهم والاهتمام بمشورتهم وابداء رأيهم حتى نزرع في أنفسهم الثقة وأن نخلق نوع من الصداقة بين الأبناء والآباء مما يتيح لنا أكبر قدر من التقارب الفكري لفهم مشكلاتهم وحلها في التوقيت المناسب ويقع على عاتق المدارس ومدرائها أيضاً مسؤولية كبيرة بمخاطبة الأسر بشأن تسرب أبنائها من المدارس في حال حدث الأمر وعقد لقاءات دورية بين مجالس الآباء والمدارس لمناقشة أمور مشتركة والمحاولة قدر الإمكان على خلق جسر تواصل مع الأسر لتجسير المسافة وحل المشكلات في إطار موحد للطلاب وجميعنا ندرك مدى المخاطر التي تنجم عن تباعد تلك المسافة بين الأسر والطلاب والمدرسة مما يجعل الطلاب دون هدف يسعون لتحقيقه ويوقعهم في مشكلات التسرب والتهرب وإدمان المخدرات والسجائر وغيرها من أشكال الإدمان المختلفة والانتشار بين محلات الشيشة (وبالزي المدرسي) والجلوس في الطرقات والشوارع والكباري وميادين تعلم قيادة السيارات والمواتر وهي مناظر تصادفنا جميعاً ولسنا ببعيدين عنها وربما يومياً يلاحظ كل منكم هذا المنظر دون أن يكون لديه الحق أن يسأل الطالب لما أنت خارج أسوار مدرستك أثناء اليوم الدراسي؟. رشا التوم صحيفة الإنتباهة