*عجزت عن الكتابة – لزاويتنا هذه – البارحة.. *فالقلم قد يُصاب ب(العي) حين يكون الجو من حوله مفعماً بكل ما هو (ثقيل!).. *ويتعذر عليه -تبعاً لذلك – أن يكتب دون أن يطرأ على (فعله) المضارع ما يستبدل حرفه الأخير ب(الميم) .. *وكل الذي فكر أن يكتب فيه وجده (غير ممكن) .. *وعدم الامكان هنا مرجعه لانشغال المحل ب(حركة) المناسبة. . *أو ربما منع من ظهور ما يفكر فيه (التعذّر).. *وجلست أبحلق في ال(لا شيء!).. *وأثناء بحلقتي هذه ابصرت في ما يبصر )الصاحي كالنعسان( جعفر نميري وهو (يهز ويرز) قافزاً من على ظهر عربة مكشوفة.. *وأبصرته وهو يخطب في حشد (محشود!) مستهلاً بعبارته الشهيرة (مواطني الثوار الأحرار).. *ثم أبصرت المواطنين هؤلاء وهم (أحرار!) بعد أن لم يعد نميري (حراً).. * وأبصرت أيضاً سلاطين باشا وهو يتسلل هارباً من الخليفة في جنح الظلام.. * و أم درمان – وقتذاك – غشيتها (كتاحة) لها (شواظ).. *و كأنما هي هدية شيطانية ل (شويطين) لتعمي أبصار الجواسيس والملازمين والعسس .. *ولقب ( شويطين ) هذا هو الذي كان يطلقه خليفة المهدي على سلاطين .. * ثم أبصرت ردولف سلاطين وهو يعود إلى أم درمان ذاتها مرة أخرى.. *ويستقبله بالأحضان بعض من كانوا يصفعونه على قفاه وهم يزمجرون بمشابه من المفردات لكلمة (علج) .. *وابصرت (عاصفة) شكسبير – التي (كتاحة) سلاطين قياساً إليها مجرد هفهفات نسمة ليلية – وهي تعوي وتزأر في عرض البحر.. *وما ذاك إلا بفعل سحر بروسبيرو (المظلوم) لتجلب إليه اعداءه (لحد عنده!).. *أي لحد جزيرته النائية بعد إغراقها سفينتهم.. *وأبصرت بروسبيروهذا وهو يعود بعد ذلك الى دوقيته المنتزعة بميلانو ومعه ابنته ميراندا.. *وأبصرت خلال بحلقتي هذه زميلنا محمد صالح وهو يحاج أستاذ (العربي) في قصيدة لعبد الله الطيب.. * وأبصرت بعد ذلك رسالة أتتني عبر استقبال الصحيفة كُتب فيها (زميلك محمد صالح تعيش انت).. *وأبصرت أستاذ العربي هذا نفسه وهو يشرح لنا أثناء حصة النحو الإعراب التقديري الذي يصاحب الاسم (المقصور) أو(المنقوص) أو المضارع (المختل).. *ويصعب – من ثم – ظهور الحركة بسبب التعذر، أو الثقل، أو انشغال المحل بحركة المناسبة .. * ثم أبصرت ما خطه قلمي وأنا بين حالة اليقظة والاحلام هذه لأجد (قصوراً) و (نقصاً) و (اختلالاً) .. *فقد منع من ظهور ما نود أن نقوله اليوم (التعذُّر!) .. *أو ربما هو ( الثقل !!!).