ü جلست ممسكاً بالقلم ساعاتٍ طوال أفكر فيم أكتب .. ü فمن أصعب الأشياء على الكاتب أن يكتب حين يكون الجو مفعماً بكل ما هو ( ثقيل !!) .. ü أو بالأحرى أن يكتب دون أن يطرأ على فعله المضارع ما يستبدل حرفه الأخير بحرف (الميم) .. ü جلست اذن (اصنقع) و (ادنقع) و (ابحلق) في اللا شئ ولكن دون جدوى .. ü فكل الذي فكرت أن اكتب فيه وجدته (غير ممكن) .. ü وعدم الامكان هنا مرجعه لانشغال المحل ب (حركة) المناسبة. . ü أو ربما منع من ظهور ما نفكر في الكتابة فيه (التعذّر) .. ü أو ربما هو (الثقل!!)..... ü وأبصرت كذلك صديقي (الحبيب) محمد ساتي وهو يسلمني خطاباً من رئيس مجلس إدارة شركة الشكابة التي تصدر (صوت الأمة) يقول فيه أن عليَّ التوقف عن مزاولة عملي كرئيس تحرير لحين المثول امام مجلس محاسبة لعدم التزامي ب(خط الحزب) .. ü ثم أبصرت الحزب وهو يلتزم بالخط المذكور حتى اوصله للذي يوصل إليه الدجاج من يتبعه حسب المثل الشعبي الشهير .. ü وأبصرت كذلك في ما يبصر (الصاحي كالنعسان) سلاطين باشا وهو يتسلل هارباً من الخليفة في جنح الظلام وقد ضربت أم درمان- ساعتذاك- (كتاحة) لها (شواظ) كأنما هي هدية شيطانية ل (شويطين) تعمي أبصار العسس والجواسيس والملازمين .. ü ولقب ( شويطين ) هذا هو الذي كان يطلقه خليفة المهدي على سلاطين .. ü ثم أبصرت ردولف سلاطين وهو يعود إلى أم درمان ذاتها مرة أخرى ليستقبله بالأحضان بعض من كانوا يصفعونه على قفاه وهم يزمجرون بمشابه من المفردات لكلمة (علج) .. ü وابصرت (عاصفة) شكسبير التي (كتاحة) سلاطين، قياساً إليها، مجرد هفهفات نسمة ليلية - وهي تعوي وتزأر في عرض البحر بفعل سحر بروسبيرو (المظلوم) لتجلب إليه اعداءه حتى جزيرته النائية بعد إغراقها سفينتهم.. ü وأبصرت بروسبيروهذا وهو يعود بعد ذلك الى دوقيته المنتزعة بميلانو ومعه ابنته ميراندا.. ü وأبصرت خلال بحلقتي هذه زميلنا ابن مروي محمد صالح الملقب ب (المحافيظ) وهو يحاجج استاذ اللغة العربية التهامي في عدم لباقة الأديب عبد الله الطيب حين يقول في قصيدته عن القط (وهرّت ثم مدّت مخلباً لما ضربناها) .. ü وأبصرت بعد ذلك رسالة أتتني عبر استقبال الصحيفة كُتب فيها: (زميلك ابن أمري محمد صالح تعيش انت) .. ü وأبصرت استاذ التهامي هذا نفسه وهو يشرح لنا أثناء حصة النحو الإعراب التقديري الذي يصاحب الاسم (المقصور) أو (المنقوص) أو المضارع (المختل) ليصعب - من ثم - ظهور الحركة بسبب التعذر، أو الثقل، أو انشغال المحل بحركة المناسبة .. ü ثم أبصرت ما خطه قلمي وأنا بين حالة اليقظة والاحلام هذه لأجد (قصوراً) و (نقصاً) و (اختلالاً) .. ü فقد منع من ظهور ما نود أن نقوله اليوم (التعذُّر!!) .. ü أو ربما هو ( الثقل !!) .... ü سواء الثقلُ الخاص ب(الجوالعام !! ) على نحو ما ذكرنا .. ü أو( ثِقل) بعضٍ من (البشر!!!!) .