السودان يتصدر العالم في البطالة: 62% من شعبنا بلا عمل!    "واتساب" تحظر 7 ملايين حساب مُصممة للاحتيال    نجوم الدوري الإنجليزي في "سباق عاطفي" للفوز بقلب نجمة هوليوود    بيان من لجنة الانتخابات بنادي المريخ    كلية الارباع لمهارات كرة القدم تنظم مهرجانا تودع فيه لاعب تقي الاسبق عثمان امبده    رواندا تتوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة لاستقبال ما يصل إلى 250 مهاجرًا    يامال يثير الجدل مجدداً مع مغنية أرجنتينية    بيان من الجالية السودانية بأيرلندا    شاهد بالفيديو.. السيدة المصرية التي عانقت جارتها السودانية لحظة وداعها تنهار بالبكاء بعد فراقها وتصرح: (السودانيين ناس بتوع دين وعوضتني فقد أمي وسوف أسافر الخرطوم وألحق بها قريباً)    شاهد بالصورة.. بعد أن أعلنت في وقت سابق رفضها فكرة الزواج والإرتباط بأي رجل.. الناشطة السودانية وئام شوقي تفاجئ الجميع وتحتفل بخطبتها    البرهان : لن نضع السلاح إلا باستئصال التمرد والعدوان الغاشم    وفد عسكري أوغندي قرب جوبا    تقارير تكشف خسائر مشغلّي خدمات الاتصالات في السودان    تجدّد إصابة إندريك "أحبط" إعارته لريال سوسيداد    توجيه الاتهام إلى 16 من قادة المليشيا المتمردة في قضية مقتل والي غرب دارفور السابق خميس ابكر    مجاعة تهدد آلاف السودانيين في الفاشر    لدى مخاطبته حفل تكريم رجل الاعمال شكينيبة بادي يشيد بجامعة النيل الازرق في دعم الاستقرار    عثمان ميرغني يكتب: لا وقت للدموع..    السودان..وزير يرحب بمبادرة لحزب شهير    الهلال السوداني يلاحق مقلدي شعاره قانونيًا في مصر: تحذير رسمي للمصانع ونقاط البيع    "ناسا" تخطط لبناء مفاعل نووي على سطح القمر    ريال مدريد الجديد.. من الغالاكتيكوس إلى أصغر قائمة في القرن ال 21    صقور الجديان في الشان مشوار صعب وأمل كبير    الإسبان يستعينون ب"الأقزام السبعة" للانتقام من يامال    السودان.."الشبكة المتخصّصة" في قبضة السلطات    مسؤول سوداني يردّ على"شائعة" بشأن اتّفاقية سعودية    غنوا للصحافة… وانصتوا لندائها    توضيح من نادي المريخ    حرام شرعًا.. حملة ضد جبّادات الكهرباء في كسلا    شاهد بالفيديو.. بأزياء مثيرة وعلى أنغام "ولا يا ولا".. الفنانة عشة الجبل تظهر حافية القدمين في "كليب" جديد من شاطئ البحر وساخرون: (جواهر برو ماكس)    امرأة على رأس قيادة بنك الخرطوم..!!    وحدة الانقاذ البري بالدفاع المدني تنجح في إنتشال طفل حديث الولادة من داخل مرحاض في بالإسكان الثورة 75 بولاية الخرطوم    "الحبيبة الافتراضية".. دراسة تكشف مخاطر اعتماد المراهقين على الذكاء الاصطناعي    المصرف المركزي في الإمارات يلغي ترخيص "النهدي للصرافة"    الخرطوم تحت رحمة السلاح.. فوضى أمنية تهدد حياة المدنيين    أنقذ المئات.. تفاصيل "الوفاة البطولية" لضحية حفل محمد رمضان    لجنة أمن ولاية الخرطوم تقرر حصر وتصنيف المضبوطات تمهيداً لإعادتها لأصحابها    انتظام النوم أهم من عدد ساعاته.. دراسة تكشف المخاطر    خبر صادم في أمدرمان    اقتسام السلطة واحتساب الشعب    شاهد بالصورة والفيديو.. ماذا قالت السلطانة هدى عربي عن "الدولة"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان والممثل أحمد الجقر "يعوس" القراصة ويجهز "الملوحة" ببورتسودان وساخرون: (موهبة جديدة تضاف لقائمة مواهبك الغير موجودة)    شاهد بالفيديو.. منها صور زواجه وأخرى مع رئيس أركان الجيش.. العثور على إلبوم صور تذكارية لقائد الدعم السريع "حميدتي" داخل منزله بالخرطوم    إلى بُرمة المهدية ودقلو التيجانية وابراهيم الختمية    رحيل "رجل الظلّ" في الدراما المصرية... لطفي لبيب يودّع مسرح الحياة    وفاة 18 مهاجرًا وفقدان 50 بعد غرق قارب شرق ليبيا    احتجاجات لمرضى الكٌلى ببورتسودان    السيسي لترامب: ضع كل جهدك لإنهاء حرب غزة    تقرير يسلّط الضوء على تفاصيل جديدة بشأن حظر واتساب في السودان    مقتل شاب ب 4 رصاصات على يد فرد من الجيش بالدويم    دقة ضوابط استخراج أو تجديد رخصة القيادة مفخرة لكل سوداني    أفريقيا ومحلها في خارطة الأمن السيبراني العالمي    السودان.. مجمّع الفقه الإسلامي ينعي"العلامة"    ترامب: "كوكاكولا" وافقت .. منذ اليوم سيصنعون مشروبهم حسب "وصفتي" !    بتوجيه من وزير الدفاع.. فريق طبي سعودي يجري عملية دقيقة لطفلة سودانية    نمط حياة يقلل من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 40%    عَودة شريف    لماذا نستغفر 3 مرات بعد التسليم من الصلاة .. احرص عليه باستمرار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الصادق المهدي: مشاركة السودان في حرب اليمن خطأ جسيم
نشر في النيلين يوم 25 - 05 - 2015

فرصة لا تتكرر كثيراً مؤخراً.. تلك التي تجد نفسك فيها في مواجهة زعيم حزب الأمة القومي الإمام الصادق المهدي لجهة انشغاله بمسؤوليات وترتيبات المعارضة السودانية في مواجهة الخرطوم، سلمياً باعتباره الشرط الذي ظل يكرره كثيراً.. (ألوان) سعت لطرح العديد من الأسئلة حول المستقبل والعديد من القضايا، وطلبت الحوار منذ توقيت إجراء الانتخابات، إلا أن زمن الرجل لم يسمح للإجابة عليها إلا أمس، لتأتي بالوضوح الذي اعتاده الشارع العام من الإمام
ما هي رؤية أحزاب تحالف المعارضة للمصالحة الوطنية التي ربما يعلن عنها الرئيس البشير في دورته الرئاسية الجديدة؟
قوى المستقبل الوطني مع اتفاقها على المبادئ العامة لم تتخذ بعد شكلاُ تنظيمياً موحداً، نحن في حزب الأمة اقترحنا عليهم جميعاً تكوين منبر تنسيقي يحدد أهدافه ميثاق للسلام العادل الشامل والتحول الديمقراطي الكامل وخريطة طريق لتحقيق تلك الأهداف.
رأينا الذي نرجو أن يجمع عليه الكافة هو أن النظام بعناده وانفراده قد أجهض الحوار الوطني مرتين.. المرة الأولى بعد تكوين آلية (7+7) وإصراره أن تكون برئاسة رئيس المؤتمر الوطني ما يسلبها التوازن، وحجر الحريات، ما جعل الحوار في غياب الحريات عبثياً، والمرة الثانية بعد أن فتح إعلان باريس في أغسطس 2014م نافذة جديدة ساهمت لاحقاً في ضم أكبر قوى سياسية في نداء السودان، ثم تبنى السيد ثامبيو أمبيكي رئيس الآلية الأفريقية ما استجد من إيجابيات ووقع مع كافة الفرقاء على إطار للحوار من ثمانية نقاط ثم اجتمع مجلس الأمن والسلم الأفريقي واعتمد تلك الايجابيات ودعا للقاء تحضيري جامع يعقد في أديس أبابا في أواخر مارس 2015م وقبلت كل الأطراف الحضور. ولكن دون مبرر حقيقي تخلف الحزب الحاكم أو حكومته من حضور اللقاء التحضيري، وإمعانا في السلوك الأحادي النافي للآخر والمحبط للآلية الأفريقية ولكل الوسطاء المعنيين بالشأن السوداني أجرى النظام السوداني انتخابات عبثية كشفت عن عزلته الشعبية في السودان، وأعلنت القوى الدولية المعنية بطلانها، وصار اتجاهنا جميعاً هو رفض مشروعات الحوار التي تسمح للنظام التلاعب بها للمحافظة على شكل الحوار ومواصلة أجندته الأحادية الاستبدادية.
في سياق ذلك تمت دعوتكم من قبل الحكومة الألمانية.. فماذا جرى؟ دعتني الحكومة الألمانية وهي الحكومة الأوربية ذات الاتصال المستمر بكافة الأطراف السودانية للتشاور حول إمكانية الحوار الوطني في السودان، قلت لهم إننا سننظر في أية مبادرة جديدة واقترحت عليهم أسساً لها تتمثل في أولاً أن يعلن النظام من جانب واحد إجراءات إثبات الجدية مثل: إطلاق سراح المعتقلين، كفالة الحريات العامة، وقف إطلاق النار، تنفيذ الاتفاقية الثلاثية بشأن الإغاثة الإنسانية، وثانياً أن يجتمع مجلس الأمن والسلم الأفريقي ويستعرض الموقف ويقرر تقوية وتوسيع الآلية الأفريقية الرفيعة، ثالثاً أن يتبنى المجلس أن هدف الحوار الوطني السوداني هو تحقيق سلام عادل شامل وتحول ديمقراطي كامل، وتتفق على ذلك كافة الأطراف السودانية عبر مؤتمر قومي دستوري، ورابعاً التخلي عن نهج الحوارات الثنائية لصالح حوار جامع يضم كافة الأطراف السودانية، مهما كانت مسمياتها ما دامت تقبل إعلان المبادئ المذكور، خامساً الدعوة لإيجاد صيغة للتعامل مع المحكمة الجنائية الدولية توفق بين المساءلة والاستقرار، سادساً الوعد بأنه في حالة الاتفاق الوطني الشامل فإن الأسرة الدولية سوف تقرر إعفاء الدين الخارجي السوداني، ورفع العقوبات الاقتصادية، واستئناف الدعم التنموي للبلاد، سابعاً يعتمد مجلس الأمن والسلم الأفريقي هذه التوصيات ويرفعها لمجلس الأمن الدولي ليتخذ المجلس بموجبها قراراً دولياً جامعاً. إن الحوار الوطني بهذه الضوابط سيكون مقبولاً ومنضبطاً ومجدياً، إن أية مبادرات حوار خالية من هذه الضوابط معناه أن نلدغ من جحر واحد ثلاث مرات. كيف تنظر للانقسام الذي يشهده النادي السياسي السوداني؟ وما مدى خطورته على مستقبل البلاد؟ انقلاب يونيو 1989م أقبل على السلطة وحل القوى السياسية، والنقابية، كافة وعمل على اختراق وتقسيم وتدمير القوى السياسية والنقابية بهدف ضم القوى السياسية والنقابية والمدنية كافة تحت عباءته، استخدم النظام في سبيل ذلك الوسائل الأمنية، والإعلامية، والإغراءات المالية، والوظائفية، فحقق بذلك تهميشاً للقوى السياسية، والنقابية، والمدنية لم يصمد في وجهه إلا قليلون. ولم يفلح الحزب الحاكم في ضم القوى السياسية كافة تحت عباءته بل لأنه همش تنظيمه السياسي ليحكم بأدوات أجهزته مزق جسمه السياسي فخرج منه كل مفكريه، وتمردت عليه عشرة تنظيمات سياسية. بالتالي الفراغ السياسي الذي أدت إليه هذه الإجراءات ملأته قوى سياسية مسلحة ذات مكون اثني معين، واستغل النظام المكون الإثني الآخر فتكونت مجموعات قبلية مسلحة ملتفة حول عصبيات قبلية وذات أهداف سياسية لصالح أفراد من أبنائها في السلطة أو كحلقات ضغط لتحقيق أهداف سياسية . إذاً الجسم السياسي السودان الآن يشهد ولادة أحزاب سياسية مسلحة جديدة؟ هذا الواقع إذا استمر كما هو فسوف يقضي نهائياً على مكاسب الحركة السياسية السودانية التي صنعت الاستقلال والتي دعمت الدولة الحديثة. في نهاية ذلك ما هي النتيجة التي تتوقعها؟ تمزق الجسم السياسي المسنود بتكوينات قومية لأهداف، وبروز تكوينات جديدة ذات أهداف محدودة، والاحتكام للسلاح في فض النزاعات، عوامل سوف تفكك السودان، لا سيما وقد صحب تشويه الجسم السياسي تدمير مؤسسات الدولة الحديثة. نحن قمنا بمشروع لمواجهة هذا المصير القاتم أولاً: بالحرص على صمود حزبنا في وجه كافة مكائد الاختراق ما مكنه من المحافظة على المؤسسية والديمقراطية والحضور الفاعل مركزياً وإقليمياً ودولياً. ثانياً: بالانفتاح نحو القوى الثورية المسلحة لتبني أهداف مشتركة قومية تتخلى عن إطاحة النظام بالقوة المسلحة بل اعتماد الوسائل السياسية لإقامة النظام الجديد، والتخلي عن أية مطالب تؤدي للانفصال، ما تحقق في إعلان باريس ثم في نداء السودان. ثالثاً: نعمل على مخاطبة القوى الجديدة التي أفرزتها المرحلة الماضية السياسية، والقبلية، والمدنية، لإنقاذ الوطن من مخاطر التشظي، وحتى الآن الاستجابة جيدة وستكون الساحة السودانية مسرحاً لقوانا التي تهدف لتسبيك الوطن، والقوى الأخرى التي تعمل لتفكيك الوطن. والله معنا، والتاريخ معنا، ووعي الشعب السوداني معنا. حزب المؤتمر الوطني أعلن عن مرحلة جديدة ستبدأ بعد الانتخابات، وأكد استعداده لمواصلة الحوار الوطني كيف تنظر لهذا الأمر؟ منذ بداية عهد هذا النظام قدم المناورة على المبدأ، والنتيجة أن المؤتمر الوطني الآن فقد المصداقية حتى داخل صفوف أنصاره، أما لدى الآخرين فإن فجوة المصداقية المصاحبة لأي موقف يتخذه المؤتمر الوطني صارت في سعة البحر، وزادت الانتخابات العبثية الأخيرة والادعاءات التي ادعاها المؤتمر الوطني فجوة المصداقية اتساعاً.. فجوة لم تعد خافية حتى على العناصر المدجنة التي يزين بها المؤتمر الوطني مظهره، لذلك لا يرجى لأي حوار خال من الضوابط المذكورة آنفاً استجابة. هل ستدخل أحزاب تحالف المعارضة في الحوار الوطني الذي دعا له المؤتمر الوطني بعد الانتخابات؟ لا مجال للدغة ثالثة، اللهم إلا إذا كان للحوار استحقاقاته المطلوبة للحيلولة دون المناورات العقيمة. كيف تنظر لإعلان المؤتمر الوطني استعداده لوقف الحرب وإحلال السلام، والذهاب للتفاوض من أجل تحقيق ذلك الهدف؟ أجهض المؤتمر الوطني فرص السلام الحقيقية في مايو 2006م، وفي يوليو 2011م، وبإصراره على ثنائية التفاوض لم يدرك متطلبات الواقع، فأنت لا تستطيع فرض ما يختاره مخالفوك لأنفسهم، وعندما لاحت فرصة جديدة في إعلان باريس وحملت ما حملت من وعد تحايل المؤتمر الوطني لرفض الإعلان بأكاذيب لا تصدق، وحتى الذين وقعوا مع المؤتمر الوطني اتفاقيات سلام غير راضين عن التزامه بتنفيذها، بعضهم عاد للمربع الأول، وآخرون مستمرون على مضض، ها هنا أيضا يواجه المؤتمر الوطني فجوة صدقية. كيف تنظر لموقف الترويكا والاتحاد الأوربي من الانتخابات؟ وهل ستؤثر على الخارطة السياسية بالبلاد؟ الترويكا هم: أمريكا، وبريطانيا، والنرويج. والاتحاد الأوربي مكون من 28 دولة. هؤلاء بخلاف دول أخرى محكومون بدساتير ديمقراطية وبرأي عام مجبول على المساءلة لذلك يحرصون على مراعاة الضوابط الديمقراطية. صحيح قد يتبعون أحياناً معايير مزدوجة عندما تجعلهم مصالحهم يغضون الطرف عن بعض الممارسات حفاظاً على مصالح معينة، ولكن سمعة حكومة السودان فيما يتعلق بارتكاب جرائم حرب، والتعدي على حقوق الإنسان تجعلهم يحرصون على وضعها في قفص الاتهام. إن رأي هؤلاء مهم في قضايا مهمة مثل: التعامل مع المحكمة الجنائية الدولية، وإعفاء الدين الخارجي، ورفع العقوبات الاقتصادية. لذلك إن موقفهم السلبي من انتخابات 2015م سوف يؤثر سلباً على خارطة البلاد السياسية. كيف تنظر لمشاركة السودان في عاصفة الحزم للحرب ضد الحوثيين في اليمن؟ لقد أخطأ الحوثيون إذ حاولوا الاستيلاء على السلطة في اليمن بالقوة، والمملكة العربية السعودية محقة في أن ترفض وضعاً داخل اليمن يغير ميزان القوى بصورة تؤثر سلباً على أمن المملكة. ولكن تحويل القضية إلى استقطاب سني وشيعي خطأ ويأتي بنتائج عكسية، الموقف الصحيح للسودان إذا كانت حكومة رشيدة الآتي: أولاً رفض استيلاء فصيل وطني للسلطة بالقوة، ومع أن هذا الموقف صحيح إلا أن نظام الخرطوم فعل نفس ذلك الشيء الخطأ، ثانياً إعلان حق المملكة السعودية في الدفاع عن أمنها، ثالثاً التأكيد أن السودان لن يسمح باستخدام مياهه الإقليمية في البحر الأحمر ضد السعودية، رابعاً إعلان استعداده استخدام ما عنده من صلات بالحوثيين وبالسيد علي عبد الله صالح لإيجاد حل سلمي عادل.. أما تكفير الحوثيين وإعلان الاستعداد للمشاركة في الحرب في اليمن فخطأ جسيم، فالحوثيون زيدية وهم أقرب الشيعة لأهل السنة، والسودان فيه ما يكفيه من تكاليف عسكرية، إن الاستقطاب السني الشيعي سوف يأتي لطرفيه بنتائج عكسية، وسوف يتيح مجالاً من الفوضى تستفيد منه الحركات الإرهابية. برأيك أفيد للسودان الوقوف مع إيران أم دول الخليج والسعودية؟ من أكبر المؤامرات الدولية أن يصير التركيز على عداء سني بقيادة المملكة وشيعي بقيادة إيران، هذا يصرف النظر عن العداء الحقيقي وهو الاحتلال الصهيوني، السنة والشيعة جزء من أمة واحدة والواجب أن يتعايشوا سلمياً فلا سبيل لأحدهم إلغاء الآخر بالقوة. هذا الاستقطاب العقيم سوف يفتح مجالاً لتهميش القضية الفلسطينية ولجعل المنطقة سوقاً واسعاً لمصانع السلاح الغربية والشرقية. الحوثيون جزء من سكان اليمن، لا سبيل لأية قوة عسكرية أن تجعلهم كل سكان اليمن ولا أن تمسح وجودهم من اليمن، وما ينبغي أن يركز عليه السودان هو أن يبحث مع كل أطرف المكون الشعبي اليمني لإيجاد حل سياسي يحقق السلام والتعايش السلمي بين أهل اليمن وجيران اليمن. متى سيعقد حزب الأمة القومي مؤتمره العام؟ الأمانة العامة تأخر تكوينها على أساس وفاقي مدعوم من المكتب السياسي لمدة عامين، ولكن منذ مايو 2014م تكونت الأمانة العامة بصورة نالت تأييد المكتب السياسي الإجماعي ومنذئذٍ شرعت السيدة الأمينة العامة في القيام بواجبها التنظيمي لعقد المؤتمرات القاعدية، سرعان ما تكتمل المؤتمرات القاعدية وتنتخب ممثليها سنكون اللجنة العليا ثم توجه الدعوة للمؤتمر العام الثامن. ويمكن مراجعة الموقف مع الأمانة العامة لحزب الأمة لمعرفة تقديرها عن موعد انعقاد المؤتمر العام الثامن. حدثنا عن مبادرة توحيد فصائل حزب الأمة ولم الشمل؟ وأين وصلت هذه المبادرة؟ كون حزب الأمة لجنة بهدف تمكين الذين تخلفوا عن نظام الحزب لسبب ما، اللجنة برئاسة اللواء (م) فضل الله برمة، وعمل هذه اللجنة محكوم بمبادئ هي: أولاً عدم قبول عضوية أي شخص مرتبط تنظيمياً بتنظيم سياسي آخر، ثانياً عدم قبول عضوية أي شخص منخرط في حكومة النظام الانقلابي، ثالثاً الترحيب بعضوية أي شخص مستعد أن يقبل دستور الحزب وأن يحترم مؤسسات الحزب. على هذه الأسس تعمل اللجنة ووفقا لمجهوداتها عاد البعض وزاولوا نشاطهم بالحزب، ويمكن الرجوع لرئيس اللجنة للتفاصيل. هل تعتبر أن مقاطعة الشعب السوداني للانتخابات بسبب حملة «ارحل» التي دعت لها المعارضة؟ الشعب السوداني قاطع انتخابات 2015م لأسباب كثيرة: أولها استجابة لحملة ارحل وغيرها من حملات المقاطعة ك (يسقط)، ثانياً: لأنها غير نزيهة وخاضعة تماماً لأجهزة الدولة المسخرة تماماً لمصلحة الحزب الحاكم، ثالثاً: لأنها غير مجدية في تحقيق أهداف الانتخابات، وهي مسألة الحكام والتنافس الحر معهم بل هي مجرد مسرحية لإعادة إنتاج نفس المشهد من جديد. كيف تنظر لضعف المعارضة والتي من بينها حزب الأمة وفشلها في تحقيق أهدافها المعلنة؟ المعارضة قوية للغاية وتحظى بتأييد شعبي واسع، والذي ينقصها هو التنسيق بين فصائلها المختلفة، ودليل على قوتها أن كل تصرفات الحكومة مجرد ردود أفعال لما نفعل. أما حزب الأمة فهو قوي باجتهاده الفكري والسياسي، والتنظيمي إذ لديه مؤسسات مركزية منتخبة وتمارس نشاطها باستمرار، ولديه مؤسسات منتشرة في كل الأقاليم داخل السودان، وفي كل مهاجر السودانيين في الخارج، ومن أهم الدلائل على قوة الرأي الآخر أن الحزب الحاكم بكل المال العام الذي يصرفه وكل الإغراءات الوظيفية التي يقدمها يفقد أفراداً وكتلاً باستمرار يخرجون من صفوفه ويتجاوبون مع رؤانا، أي أن عوامل الجذب لداخل المؤتمر الوطني بكل قوتها المدعومة بالمال العام والإعلام القومي والأمن القومي أضعف من عوامل الشد الخارجي التي نمثلها. الوطني أعلن عن عدم رفضه تكوين جبهة عريضة لإدارة البلاد في المرحلة القادمة ما رأيك؟ وإلى أي مدى يعد ذلك تجييراً للحكومة الانتقالية القومية التي تعد المخرج حسب رأيكم؟ المؤتمر الوطني هو صانع الحكومات متعددة الأسماء الفاشلة تماماً في حل قضايا البلاد المأزومة، وبعد الانتخابات العبثية سوف يخرج نسخة أخرى من حكوماته عديمة اللون، والطعم، والرائحة، فإن رئاسة الجمهورية خاصة بعد التعديلات الأخيرة في يناير 2015م، لا تسمح بأية مشاركة حقيقية في الإدارة التنفيذية للبلاد، ولا لأية مشاركة تشريعية حقيقية وقد سلبت من الولاة حق الانتخاب فهم صوت سيدهم في الولايات، الحكومة الجديدة بعد الانتخابات العبثية سوف تكون مجرد أسماء خاوية من أية صلاحيات ومن يشترك فيها سوف يكون له وزن الريشة.
إصرار الوطني على إجراء الانتخابات برغم علمه بزهد الشارع.. ما هي مدلولاته؟ مدلولاته الحقيقية هي أن النظام معزول عن الواقع، فلا يمكن لعاقل أن يصر على إجراء يكشف ظهره، إلا إذا كان بعيداً جداً من هذا الواقع، ومن مدلولات الإجراء العبثي أن المؤتمر الوطني لم يقدر الايجابية التي نمت في صفوف المعارضة منذ هبة سبتمبر وظهور تيارات جديدة قادرة على استخدام مخرجات ثورة الاتصالات بكفاءة عالية. ألا ترى انه يريد مخاطبة المجتمع الدولي بها؟ المؤتمر الوطني توهم أن الأسرة الدولية سوف تتخذ نفس الموقف من انتخابات 2015م الذي اتخذوه من انتخابات 2010م، إنهم قبلوا عدم نزاهة انتخابات 2010م تمهيداً لاستفتاء 2011م الذي ظنوه مدخلاً لقيام دولة جنوبية مستقرة ولكنهم منذ حين صاروا يصفون موقفهم ذاك بأنه «كذبة». وهل الشرعية تمثل مفصلاً جوهرياً في مقررات الوطني؟ رغم شرعية الأمر الواقع؟ المؤتمر الوطني سليل نظام انقلابي.. ولكن كل الانقلابيين يقيمون شكليات دستورية لتحقيق ثلاثة أشياء:أولاً أنهم ليسوا مجرد انقلابيين ما يميزهم عن أية محاولات انقلابية لاحقة ومتوقعة، ثانياً أن يتيح أشكالاً لمشاركة آخري لادعاء أن النظام يستند لقاعدة واسعة، ثالثاً خدعة للنظام العالمي بأن النظام يحظى بشرعية دستورية ويجري انتخابات دورية. كثيرون يرون في المشهد السياسي أن الصادق المهدي هو التعويض النموذجي للحركات المسلحة سياسياً بعد ابتعاد الترابي.. ما رأيك؟ يستطيع الجميع أن يعتقدوا ما يشاءون ولكنني أمام محكمة التاريخ أستطيع أن أثبت أنني انتخبت في انتخابات حرة ونزيهة، وأدرت حكومة بنهج قومي التزم بحقوق الإنسان والحريات العامة وانتشل الاقتصاد الوطني من التخريب المايوي واتبع سياسة خارجية مستقلة القرار، واتبع نهجاً قومياً في التأصيل يوفق بين المرجعية الإسلامية وحقوق الموطنة، وكاد يبرم اتفاقية سلام لإنهاء الحرب الأهلية دون حاجة لدور أجنبي ولا لتقرير المصير. وبعد قيام الانقلاب اتخذت نهجاً حافظ على تماسك الحزب، وعلى العمل من أجل السلام العادل الشامل والتحول الديمقراطي الكامل. وفيما يتعلق بالحركات المسلحة لم نراوغ أبداً بل قلنا نحن نؤيد أهدافكم ونرفض وسائلكم. وعندما اتفقنا معهم في إعلان باريس كان الاتفاق واضح المعالم، في التخلي عن إطاحة النظام بالسلاح، وعن تقرير المصير، هذا النهج صنع ميزان قوى جديد بين قوى في المركز وقوى في الهامش بصورة غير مسبوقة، إذن لا مجال لأية مقارنة. خلافات الأمة والإصرار على الحل بدون مؤتمر عام ما هي احتمالات النجاح والفشل؟.. وإلى اى مدى ستكون معالجات الأمة سابقة للمعالجة المطروحة على الساحة السياسية؟ الحديث عن خلافات الأمة حديث واهم، فالذين انسلخوا في سوبا 2002م اشتركوا في اتخاذ قرار بالإجماع في 18/2/2001م أن نفاوض النظام، ولكن لا نشترك معه إلا ضمن حكومة قومية جامعة أو عبر انتخابات عامة حرة، بعد ذلك انحرفوا عن هذا القرار الديمقراطي المؤسسي، وانخرطوا في (الإنقاذ) بعضهم خرج منها طوعا أو كرهاً وبعضهم لا يزال، أغلبهم عاد لحزبه وآخرون واصلوا الانحراف عن المؤسسية. د. آدم محمود موسى مادبو عاد للبلاد بعد غيبة علاجية عقد أثناءها المؤتمر العام السابع في عام 2003م واتخذ المؤتمر قراراته وانتهى بصورة مؤسسية وديمقراطية، وهذا كله مسجل بالفيديو، ولكن بعد عودته طعن في القرارات وانحاز إليه آخرون، وشكوا لمجلس الأحزاب الذي أكد سلامة الإجراءات ومنذئذٍ عاد أغلب هؤلاء الأخوة والأخوات لحزبهم. د. إبراهيم الأمين انتخبته الهيئة المركزية في أبريل 2012م أميناً عاماً بتكليف أن يكون أمانة عامة وفاقية، ولسبب أو آخر لم يستطيع فدعيت الهيئة المركزية لمحاسبة الأمين العام والمكتب السياسي وهذه هي مهمتها الدستورية ولكنه في آخر لحظة قاطع اجتماع الهيئة التي انتخبته وكان ما كان. وهنالك أفراد لأسباب يرونها يكونون لأنفسهم تكوينات خارج مؤسسات الحزب الدستورية، إذاً لا توجد خلافات شخصية أو سياسية بل خلافات في الالتزام بالمؤسسة، وهذه عندما يعقد المؤتمر العام فإنه لن يزيلها بل سوف يؤكد على ضرورة الالتزام بالدستور، وبالمؤسسية فسواء خارج المؤتمر العام أو داخله أساس الحل واحد هو التزام الكافة بالدستور وبالمؤسسية. ويرجى من كافة الذين قد أدركوا خطأ تحدي المؤسسية أن يعودوا لحزبهم ليتمكنوا من المشاركة في المؤتمر العام الذي إذا لم يفعلوا فسوف يحاسبهم على خرق المؤسسية. هنالك واهمون يتحدثون مع من لا يعلمون لبيع الوهم إن المؤتمر العام إذا عقد سوف ينصرهم، المؤتمر العام إذا تطرق لهذه الأمور فإنه سوف يحاسب الذين تجاوزوا المؤسسية على تجاوزهم ولكن إذا سويت الأمور فربما بارك المؤتمر العام تلك التسويات. واعلمي أن أغلبية الذين لأسباب تحدوا المؤسسية عادوا لحزبهم لأنهم وجدوا البدائل غير مجدية، ونسأل الله لنا جميعاً الهداية فحزب الأمة الآن يمثل عظم الظهر للوطن، وجدير بالوطنيين أن يدعموه خاصة وأنه لم يسلب حق أحد ولم يهدر كرامة أحد، وكان في كل تلك المواقف معتدىً عليه، وعلى مؤسساته لا معتدي عليهم. القاهرة- الخرطوم: مشاعر دراج- الوان


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.