عندما شاهدت الفيديو الخاص بأؤلئك النسوة اللاتي لا يستطعن قراءة الفاتحة ولا يعرفن ابجديات الصلاة ..ثارت في نفسي مشاعر شتى وانفعالات عدة ..لكن الغريب انه لم يكن من بينها سخط على الحكومة او اولي الامر بتلك المنطقة.. (اكون شربت الشاي بالياسمين يا ربي ؟؟؟)… اغلب الاحساس… بعد الاشفاق عليهن …كان الغضب على نفسي وعلى ذلك الرضا الذي احيط به ضميري بانني أفعل ما بوسعي تجاه مجتمعي وبلدي …ولكن ذلك الفيديو قد عرى كل الحقيقة امامي ..فوجدتني لا استطيع تبرئة نفسي . اثناء فترة الدراسة في تلك البلاد التي تموت من البرد حيتانها…كانت تشاركني غرفة المكتب فتاتان المانيتان …اصليات ..(ميد.. ان.. جرمني ) ….كانت كل منهما تعمل احيانا في اماكن بيع الاكل السريع او محطات البنزين لتغطية نفقات السكن والاعاشة … … ذات مرة وانا اتجاذب معهما اطراف الحديث …..اذا بي اكتشف انهما تدفعان مساهمة شهرية لعلاج مرضى الايدز من النساء في ادغال افريقيا ….لا اذكر شيئا غير انني شعرت بضالة وصغر وودت لو ان الأرض (انشقت وبلعتني) .. ذلك انني الافريقية لا اقدم شيئا ملموسا لبنات قارتي وتفعلها بنات الخواجات بكل أريحية ……..ثم انني انشغلت أو تعللت بكثرة المشاغل وصعوبة المشوار ..فكان ان نسيت او تناسيت حتى كان هذا الفيديو الذي جعلني في مواجهة مع نفسي كأنسانة نالت حظها من التعليم …في مقابل هذا ..ماذا قدمت لبنات جنسي في هذه البلاد ؟؟؟ ربما تعللت بالظروف الحياتية الضاغطة …ربما اتكأنا على حائط الجهل بالشئ وعدم التصديق بامكانية وجود الامية قريبة منا الى هذه الدرجة …لكن الان وقد علمنا ..هل يكفي الجلوس وندب الحظ والقاء اللوم على الحكومة ..ام ان في الامر هنا مسؤولية مجتمعية متكاملة !!! هؤلاء النسوة هن جزء من كل ..والامر ليس فقط الجهل بامور الدين ..الامر هو الامية الطاغية …وظلام الجهل الذي يخيم على العقول فتجعل المرء كالانعام يعيش لياكل ويتناسل ثم يمضى من دون ان يترك اثرا في الماضي القريب ..كان طلاب الجامعات يجوبون اليلاد طولا وعرضا مقيمين للكورسات ودورات المساعدة الاكاديمية …وكانت المدارس تنتظمها فصول محو امية مسائية مجانية لكل من فاته قطار التعليم ورغب في اللحاق به …ما الذي حدث؟؟ ..أصبح كل انسان عبارة عن جزيرة صغيرة منعزلة ..فلا يهمه ما يحدث بجانبه ..طالما ان الخطر لا يتهدده …ولكن الخطر يتهددنا جميعا ..فالام الجاهلة ..لا تنجب جيلا متفتحا ..ولا تربى انسانا طموحا … ..جهل النساء مصيبة كبرى ..وربما وجدنا تفسيرا لحالة (القلم الما بزيل بلم ) المستشرية بين المتعلمين منا …فالمعرفة بالكتابة والقراءة شئ تاخذه من المدرسة ..ولكن تفتح الذهن والطموح والاستعداد لتقبل الافكار تستقيه من البيت والام المستنيرة …فاستفيقوا ..وافيقوا يا معشر المتعلمين …واستمعوا معي لمسجل ادم سيد الدكان (ما بصح وطريقنا باين …يا شبابنا نقيف نعاين )..وصباحكم خير