*غريب عالم الرجال ولكنه ليس أشد غرابة من عالم النساء.. *فدنيا المرأة مثل لعبة (متاهة) بالغة التعقيد لا يمكن بلوغ نهايتها.. *ولكن الرجل غرابته تتلخص في حقائق بسيطة إن عرفتها الزوجة سعدت معه.. *وأولى هذه الحقائق أن الرجل – مهما كبر عمره وعظم شأنه- فهو في داخله طفل.. *طفل يحتاج إلى أمه في شخص زوجته كلما داهمته علة أو مشكلة أو نزوة.. *نعم حتى النزوة العاطفية يحتاج فيها الرجل إلى زوجته وإن كان ظاهرها (هروب).. *هو يريد أن يهرب منها وإليها – في الوقت ذاته- إن عرفت كيف تتعامل بحكمة.. *أي يهرب منها جراء إهمال نفسها وانشغالها عنه والإكثار من تذمرها.. *وفي الوقت نفسه يتمنى لو أن تدرك أخطاءها هذه لتنقذه من (مغامرة) ترهق ضميره.. *فالرجل – عكس ما تعتقد المرأة- يتوق إلى الذي ورد في القرآن من (مودة ورحمة).. *ولكن حين تستحيل حياته إلى (جحيم) – عوضاً عن ذلك- فإنه يبحث عن أخرى.. *وقد يكون ذلك مدخلاً إلى زوجة ثانية – إن لم يطلق- بدلاً من محض نزوة.. *ومن حقائق دنيا الرجل أيضاً أن ذهنه (أُحادي) التفكير بعكس المرأة.. *فالمرأة ذات عقل (تعددي) يمكنها من الاهتمام بأشياء عدة في وقت واحد.. *بطبيخها وجارتها وطفلها وغسيلها و (شمارات الواتس ) بجوالها.. *ولكن الرجل إن أمسك بصحيفة يقرأها فإنه (يغرق) فيها.. *وإن تابع مباراة في كرة القدم – على الشاشة- فإنه يكاد لا يعي ما حوله.. *وإن أغمته هموم فإنه يكون (خارج الشبكة) فلا (يمكن الوصول إليه).. *ومن حقائق عالم الرجل كذلك إنه يصعب عليه التعبير عن عواطفه (كلاماً).. *وقد يفعلها مع كثير عنت – إزاء المرأة – في فترة ما قبل الزواج.. *ولكنه يُصاب بما يُسمى (خرس الأزواج) فور انقضاء شهر العسل.. *ويستعيض عن الكلام بأفعال قد لا تفطن إليها المرأة فتظنه متبلد المشاعر.. *وخلاصة ما نود قوله أن على المرأة محاولة فهم (عقلية) الرجل.. *فهم أنها (أُحادية) التركيز والتوجه والانتباه وليست ب(قوة) عقليتها هي.. *فإن أرادت أن تفاجئه بفستان جديد – مثلاً- وهي تتكلم فلن ينتبه إليه.. *سيكون انتباهه موجهاً إلى كلامها ف(يروح الفستان المسكين في الرجلين).. *أو يذهب انتباهه إلى الفستان ف(يلحق) الكلام نشرات أخبار تلفزيوننا القومي.. *فالرجل – عزيزتي المرأة- كائن أبسط مما تصوره لك عقليتك (المتشعبة).. *إنه- مهما تضخم- مجرد (طفل كبير !!!). صلاح الدين عووضة – (بالمنطق – صحيفة الصيحة)