*ومنها مقولة (في رأيي المتواضع).. *فالذي يقولها- من السودانيين- يعني عكسها تماماً.. *ودلالة ذلك انفعاله عند محاولة تبخيس رأيه.. *فهو يقولها ويقصد (في رأيي الذي هو حكيم جداً).. *ومنها شبيهتها مقولة (شخصي الضعيف).. *فهي تنم عن تواضع مصطنع لا وجود له في نفس القائل.. *وإنما الذي يعنيه هو (شخصي المهم).. *ومنها مقولة (والله أنا ما عارف ، لكن….).. *فهي تعني- في الواقع- (والله أنا عارف كل حاجة).. *وجرب أن تقول له (فعلاً انت ما عارف).. *فسترى ثورة من جانبه يعقبها خصام ربما يتطاول أمده.. *ومنها مقولة (حقيقةً) في مستهل الكلام.. *فهي لدى علماء النفس السلوكي قد تخفي معنى مغايراً.. *قد تعني أن المتحدث يعلم أنه كاذب.. *فيستنجد -لا شعورياً- بكلمات تكسب حديثه صدقية.. *وهي استشرت بشكل مخيف في زماننا هذا.. *ومنها مقولة (اللهم لا شماتة).. *وهي من المقولات المستهلكة بكثرة بين الناس.. *ولا تٌقال- في تناقض غريب- إلا مصحوبة بابتسامة.. *وقد تخفي وراءها حقداً وحسداً وغيرة.. *فالمعنى الحقيقي لها – إذاً- (اللهم إني شامت).. *ومنها مقولة (الجنس اللطيف).. *وقائلها يعلم إنه ما من جنس لطيف ولا يحزنون.. *سواء كان رجلاً- القائل هذا- أو امرأة.. *فاللطافة تعني- من بين ما تعني- صدق مشاعر العاطفة.. *ومشاعر العاطفة أقل صدقاً عند المرأة.. *هكذا علمنا التاريخ الذي لا يكذب.. *فهو لم يذكر لنا حالة واحدة جُنت فيها امرأة بسبب رجل.. *ولكن ما أكثر مجانين النساء من الرجال.. *ليس أولهم – ولا آخرهم- مجنون ليلى.. *ومنها مقولة (لسنا طلاب سلطة).. *فقائلوها- من السياسيين- هم أكثر الناس حباً للسلطة هذه.. *ولا يطيق الواحد منهم بعداً عنها.. *هذا ما يقوله (الواقع) في بلادنا منذ الاستقلال.. *سيما في العهود الشمولية.. *وإذا سمعت قيادياً ينطق بها فاعلم إنه لكاذب.. *وترقب فقط يوم (فطامه).. *فهو إما مات أو مرض أو انزوى.. *ومنها مقولة (أنا ، وأستغفر الله من قولة أنا).. *وهي تُقال كناية عن التواضع.. *ولكن قائلها يظهر خلاف ما يضمر.. *وما يضمره هو (أنا وبس!!).