في خطوة مفاجئة أعلنت الولاياتالمتحدة تاييدها لخروج قوات حفظ السلام المشتركة بين الأممالمتحدة والإتحاد الأفريقي “يونميد” من دارفور حال إستطاعت الحكومة بسط الأمن والإستقرار في ولايات دارفور ، ورغم أن تأييد الولاياتالمتحدة جاء مشروطاً بمقدرة الحكومة على حفظ السلام الا أنه يعتبر القرار الاول بالموافقة من قبل الولاياتالمتحدة التى طالما رفضت خروج اليونميد على مدار السنوات السابقة. يحمل موقف واشنطن بالموافقة على سحب قوات اليونميد إعترافاً ضمنياً بإستتباب الأمن في ولايات دارفور كما أنه يعتبر تأييداً لمطالبة الحكومة التى سبق أن أعلنت عدم حاجة البلاد الى وجود قوات اليونميد التي تنتشر في دارفور منذ العام العام 2007م وتعتبر من اكبر بعثات حفظ السلام في السودان حيث يبلغ قوامها 20 الف جندي. الناظر الى تأييد الولاياتالمتحدة لقرار خروج اليونميد يجد أنه يحمل عدد من المؤشرات أهمها الإعتراف بتحسين الأوضاع الأمنية والإنسانية على الأرض في ولايات دارفور ، وبالتالى إنتفاء الأسباب التى استدعت وجدوها ، مما يعضد إعلان الحكومة بإنحسار دور الحركات المتمردة في دافور والتى لم تسلم من خروقاتها قوات اليونميد نفسها. موافقة الولاياتالمتحدة على خروج اليونميد وإن جاءت متأخرة الا أنها وجدت إرتياح من قبل الحكومة السودانية التى سبق ان اعدت إستراتيجية لخروج سلس للبعثة غير ان الخطوة وقتها لم تجد ترحيب الولاياتالمتحدة ، ولاشك ان الموقف الأمريكي جاء في وقت تبدلت فيه مواقفها تجاه السودان وتغيرت نظرتها لكثير من الأمور والقضايا السودانية. ويوضح المحلل السياسي محلل عبد الله ود ابوك الخبير في الشأن الدارفروي أن تاييد الولاياتالمتحدة لخروج اليونميد يأتي نتيجة لتحول المواقف سواءاً من الحكومة او الولاياتالمتحدة وقال إنه من الواضح هنالك تفاهمات عميقة بين الجانبين خاصة بعد زيارة مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني الفريق اول محمد عطا الى الولاياتالمتحدة ، واضاف أن كثيراً من المواقف الإيجابية بدأت تظهر من قبل الإدارة الأمريكية تجاه السودان منها ماهو ملحوظ وغير ملحوظ . ويضيف أن السودان أتجه في الأونة الاخيرة الى مخاطبة مخاوف الولاياتالمتحدة ، كما أن الاخيرة بدأت تتفهم تفكير السودان وتلحظ ادوارة الإيجابية تجاه القضايا التى تؤرق العالم بأسره مثل قضية الإرهاب وغيرها ، واضاف ود أبوك أن تأييد الولاياتالمتحدة لخروج اليونميد يعطي إشارات مفادها الإعتراف بان السودان ليست كالسابق وأن الاوضاع في دارفور لم تعد تتطلب وجود اليونميد ، خاصة وأن التمرد أصبح خارج دائرة السودان كما ان الحياة في دارفور عادت لطبيعتها ، وقال إن تاييد الولاياتالمتحدة يعني إقتناعها بان الوضع في دارفور الأن لم يعد يهدد الامن والسلم للسودان او للدول الأخرى. ظلت الحكومة تنادي بخروج اليونميد لعدم وجود دور حقيقي لها في استتباب الامن بدارفور بل شكلت مصدر قلق للحكومة نتيجة استهدافها من قبل الحركات المسلحة في السنوات السابقة وظل وجودها يعطي إشارت سالبة مفادها عدم إستتباب الامن بدارفور، وبالمقابل خروجها يعطي إشارات قوية للمجتمع الدولي بأن مشكلة دارفور قد مضت إلى زوال خاصة بعد تراجع أدوار القوة النافذة في المجتمع الدولي التي كانت تتبنى أزمة دارفور ، وجاء تأييد الولاياتالمتحدة للخروج بمثابة تأكيد لمطالبات الحكومة بضرورة خروجها. وأجمع عدد من المراقبين على أن اليوناميد فشلت فى مهمتها وأنها لا تؤدي الدور المنوط بها ولم تستطع منذ انتشارها في دارفور توفير الأمن لعناصرها وبالتالي توفيره لسكان دارفور، بل أنها طلبت في أكثر من مرة من الحكومة توفير الحماية لعناصرها ومقراتها الأمر الذي دعا الأخيرة الى المطالبة برحيلها غير أن تلك الرغبة الحكومية كثيراً ماكانت تصطدم برفض المجتمع الدولى . كثيراً ماعارضت الولاياتالمتحدة خروج اليونميد من دارفور بحجة عدم استتباب الأمن والإستقرار ، الأمر الذي كانت تتخذه الحركات المسلحة والمجموعات المعادية للسودان نقطة ضعف تُؤخذ على الحكومة ، ولكن يبدو أن اليوم ليست كالبارحة اذ قلب قرار الولاياتالمتحدة الطاولة ليعطي إشارة البدء للمجتمع الدولى الذي كثيراً ماعارض مغادرة اليونميد . تقرير : رانيا الامين