نجح يوفنتوس عبر 3 سنوات في التأكيد على جدية مشروع النادي وطموحه في نقل السيطرة والهيمنة المحلية إلى النطاق الأوروبي بالوصول إلى نهائي دوري الأبطال للمرة الثانية في غضون 3 سنوات فقط ليتبقى الفوز الكأس لوضع اللمسة الأخيرة على نجاح البيانكونيري في الحصول على العلامة الكاملة وتحقيق الثلاثية التاريخية بعد الفوز باللقبين المحليين. منذ أن تخطى يوفنتوس رسميًا عقبة موناكو بطل الدوري الفرنسي في الدور قبل النهائي بدأ الجميع يتساءل عن قدرة يوفنتوس على تحقيق ما فشل فيه خلال نهائي برلين عام 2015 والفوز باللقب الغائب عن خزائن النادي الإيطالي منذ 21 عامًا. تشكيلة يوفنتوس تغيرت معظمها خلال العامين الأخيرين برحيل الكثير من النجوم وانضمام أخرين فلا يمتلك يوفنتوس سوى 3 لاعبين في تشكيلته الأساسية بالوقت الحالي من التشكيلة التي خاضت نهائي برلين وهم جيجي بوفون وأندريا بارزالي وليوناردو بونوتشي. وغاب جورجيو كيليني عن النهائي قبل عامين بسبب الإصابة فيما خسر الثنائي ستيفين ليشتنشتاينر وكلاوديو ماركيزيو موقعهما في التشكيلة الأساسية للسيدة العجوز هذا الموسم بينما رحلت باقي العناصر الأخرى التي خاضت نهائي 2015. المدرب أليجري غير طريقة اللعب تمامًا وأصبح يعتمد على طريقة 4-2-3-1 بعدما خاض نهائي برلين بطريقة 4-3-1-2 فأصبح الفريق يلعب بمهاجم وحيد وهو جونزالو هيجواين ومن خلفه ثلاثة لاعبين وهي طريقة لم يتبعها يوفنتوس نهائيًا على مدار الأعوام الماضية، حيث كان يفضل دائمًا اللعب بمهاجميّن. رحل عدد كبير من لاعبي خط الوسط حيث انضم أرتورو فيدال إلى بايرن ميونيخ وأندريا بيرلو إلى نيويورك سيتي وبول بوجبا إلى مانشستر يونايتد وتراجع مستوى كلاوديو ماركيزيو بسبب الإصابة الخطيرة التي تعرض لها في الركبة. وواكب ذلك انضمام لاعبين مميزين في الجهتين اليمنى واليسرى مثل داني ألفيس وخوان كوادرادو وأليكس ساندرو ما جعل المدرب الإيطالي يعتمد بشكل أكبر على طرفي الملعب بعدما كان عمق الملعب يشكل نقطة القوة الأساسية للسيدة العجوز. أصبحت الكرات العرضية محور خطورة يوفنتوس كما زادت معدلات تهديف الفريق عبر الأطراف ولعل ما فعله لاعب الطرف الأيمن داني ألفيس خلال مباراتي الدور قبل النهائي أمام موناكو بصناعة هدفين وتسجيل هدف يؤكد ذلك. دفاع يوفنتوس أصبح أكثر صلابة عما كان عليه قبل عامين في ظل سيطرة الأداء الجماعي على عقلية الجميع، فأصبح الدفاع بيدأ من المهاجم جونزالو هيجواين الذي يعود إلى وسط الملعب عند فقدان الكرة ليضغط على حاملها وهو ما يصعب على المنافسين شن الهجمات السريعة. وأصبح يوفنتوس يمتلك حلولاً هجوميًا أكثر تنوعًا بوجود باولو ديبالا الذي يمنحه المدرب حرية تامة في الحركة بالإضافة إلى تقدم ظهيري الجنب بشكل دائم. ورغم افتقاد يوفنتوس لمعدلات أندريا بيرلو المرتفعة من التهديف عبر الركلات الحرة، إلا أن الثنائي ميراليم بيانيتش وباولو ديبالا منحا البيانكونيري ميزة إضافية وهي امتلاك لاعبين قادرين على تسجيل الركلات الحرة بالقدمين اليمنى واليسرى. النقطة الأهم التي تغيرت في يوفنتوس هي شخصية الفريق وهو الأمر الذي ركز عليه جميع اللاعبين في تصريحاتهم عن المباراة النهائية خلال الأيام الأخيرة. يوفنتوس عندما وصل إلى نهائي برلين لم يكن يمتلك خبرة التعامل مع هذا النوع من المباريات وظهر الارتباك واضحًا على جميع اللاعبين وعلى المدرب ماسيمليانو أليجري. أما الآن فمع كثرة المواجهات الأوروبية واللعب ضد فرق بحجم برشلونة وبايرن ميونيخ ومانشستر سيتي وإشبيلية وتخطيها زاد كثيرًا من ثقة اللاعبين في أنفسهم وأصبح التعامل مع المباريات الكبيرة يتم بشكل أكثر هدوءاً.