حدث مًحزن بالشمالية وآخر غريب بشمال دارفور، والقاسم المشترك بينهما (قانون الكجم).. سرق أحدهم دجاجة في عهد الحكم الثنائي وسطوة الإدارة الأهلية، فاجتمع النظار والعمد لمحاكمة السارق، وعقدوا محكمتهم ثم حكموا على السارق بالسجن والجلد والغرامة، فسألهم السارق بدهشة :(ياخ معقولة؟، سجن وجلد وغرامة في سرقة دجاجة؟، دا قانون انجليزي ولا مصري؟)، فصاح فيه رئيس المحكمة : (لا انجليزي ولا مصري، نحن كجمناك كجم).. وهذا النوع من الأحكام هو المسمى ب ( قانون الكجم)..!! :: بالولاية الشمالية، فصلت إدارة إحدى مدارس مرحلة الأساس ثلاث تلميذات بالصف السابع بعد اتهامهن بتهمة تعاطي حبوب مخدًرة ( الخرشة)..ولكن تدخلت وزارة التربية والتعليم الولائية بحكمة عبر لجنتها التي زارت المحلية والمدرسة، ثم استدعت التلميذات اللائي اعترفن بالخطأ ثم اعتذرن أمام أولياء أمورهن.. وبعد إعتذارهن، قررت لجنة الوزارة إعادتهن إلى الدراسة على أن تتم معالجة مثل هذه الأزمة ( داخل المدرسة)، ثم نفى مدير مكتب التعليم بالمحلية الحدث، وقال ???? بلعن حبوب بندول، وما كانت خرشة)..!! :: لقد أحسنت وزارة التربية بالشمالية عملاً بهذا (التصرف الحكيم)..ولسنا فى موضع يحكم عن التلميذات بالادانة أو بالبراءة..ولكن حين نحدق في عقوبة الفصل نجدها قاسية، وتكاد تكون حكما بالاعدام على مستقبل التلميذات وسمعة أسرهن و أهلهن.. نعم حتى ولو صحت الوقائع، فان قرار إدارة المدرسة كان نوعاً من (قانون الكجم) الذي يًعاقب للإنتقام وليس للإصلاح.. لوائح السجون لاتحول بين السجين المدان وطلب العلم، بل تحفز هذا السجين المدان على العلم والمعرفة..وان كانت لوائح السجون بهذا الفهم العميق لمعنى اصلاح الفرد، فما بال لوائح وعقول إدارة مدرسة تعجز عن فهم هذا المعنى ..؟؟ :: أما بولاية شمال دارفور، فقد قال الخبر الغريب : نفذت السلطات الأمنية في محلية كبكابية حملة للقبض على المتفلتين، ومصادرة وحرق عشرات الدراجات النارية والكدمول (عمائم تستخدم في التلثم)..وكانت السلطات بمحلية كبكابية قد أصدرت قبل أشهر بتوجيه من والي شمال دارفور عبد الواحد يوسف قراراً بحظر الكدمول والدراجات النارية، وقال محمد آدم، أحد شيوخ كبكابية – لسودان تربيون – إن خطوة حرق الدراجات النارية تأتي بعد تحذيرات طويلة : (بعض الناس لم يستجيبوا وبعض أصحاب الدراجات النارية قاموا بتحدٍ واضح للسلطات ووقفوا ضد تلك القرارات).. !! :: مشهد حرق الدراجات المصادرة يذكرنا باحدى طرائف الحمقى.. وهي أن أحدهم غضب من زوجته، وفكر في الانتقام منها، ثم أخصى نفسه، بمظان (خلاص كدة انتقمت).. من هذا المسؤول الذي يتكئ على (قانون الكجم)، ويحرق الدراجات المصادرة ؟..فالعقاب من أجل الإنتقام شئ والعقاب من أجل الاصلاح شئ آخر..وناهيكم عن الولاة والمعتمدين، فالمحاكم حين تصادر الدراجات والعربات والمنازل، فهي تصادرها لصالح الدول وشعوبها، وليس لحرقها وكأنها مخدرات، أو كما يحدث بشمال دارفور.. ولكن الخبر الرائع هو أن السلطات هناك تكتفي بحرق الكدمول، أي لا تحرق – بقانون الكجم – الرؤوس الملثمة بالكدمول ..!!