لطالما ارتبطت المحاكم في الأذهان بالنزاعات والجرائم والعقوبات، وخشي الكثيرون من التوجه إليها، مخافة أن يراهم أحد ويظن أن لديهم مشكلات أو خلافات مع آخرين، أو متهمين بارتكاب جنح وجرائم، وهو ما يسبب لهم حرجاً، ويضعهم في دائرة الشك، حتى لو كان تواجدهم هناك من أجل إجراء معاملة عادية، أو للشهادة في أمر ما، أو حتى لإتمام إجراءات عقد القران. ولكي تزيح محاكم دبي هذا الحرج عن جمهور المتعاملين، وخصوصاً أولئك الذين يقصدونها من أجل عقود الزواج، راحت تبحث عن حلول بديلة لإنجاز هذا النوع من المعاملات خارج أسوارها، حتى تكتمل سعادة وفرحة الخاطبين وذويهم، من دون اختلاط دموع الفرح، بدموع الحزن على انفصال أزواح آخرين في المكان عينه، فارتأت افتتاح مركز لخدمات الأحوال الشخصية وتوثيق عقود الزواج في مركز تسوق البرشاء، وكون المراكز التجارية وجهة للفرح والاستئناس والاحتفال، فصار بإمكان الخاطبين التسوق وإتمام مراسم عقد القران والاحتفال مع الآخرين في المكان عينه من دون حرج أو قلق، أو زرع الغصة في قلوب آخرين ممن حرموا نعمة الاستقرار عند الطلاق. استجابة ويؤكد القاضي خالد الحوسني رئيس محكمة الأحوال الشخصية في دبي ل«البيان» أن افتتاح مركز لخدمات الأحوال الشخصية خارج مبنى المحكمة يأتي استجابةً لزيادة الطلب على خدمات الأحوال الشخصية في محاكم دبي، واستمراراً لمسيرة التميز في توفير الخدمات القانونية التي من شأنها تحقيق أعلى مستويات رضا وسعادة المتعاملين، لافتاً إلى أنّ هذه الخطوة تصب في خدمة أهداف مبادرة «مؤشر السعادة» التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، في تقديم الخدمات الحكومية وفق أرقى المعايير العالمية بما يضمن إسعاد شعب الإمارات. ويضيف: نلتزم في محاكم دبي بتطبيق مؤشر السعادة، بما يتماشى مع سعينا الحثيث للارتقاء بجودة الخدمات المقدمة تحقيقاً لرؤيتنا المتمثلة في الريادة في عمل المحاكم، بما يمكن المتعاملين من إنجاز معاملاتهم بسهولة ويسر في مختلف المناطق في الإمارة. ويؤكد القاضي الحوسني أن هذا الإجراء أحدث نقلة نوعية على صعيد تخفيف الضغط على مراكز المحاكم وتلبية احتياجات المتعاملين بسرعة وسهولة تامة، مشيراً إلى أن هذا المركز يوفر محفظة متكاملة من الخدمات، التي تشتمل على إشهار الإسلام، وإثبات سكن القصر، وصلة القرابة، والحضانة، وإثبات الزواج في المحكمة، واستمرارية الزواج، والحالة الاجتماعية، وإثبات التنازل عن المهر، وإقرار المشاركة ببناء مسكن الزوجية، وإشهاد توكيل، وتغيير الاسم وحصر الورثة، حيث يوجد فيه مصدقون شرعيون يصدقون على جميع المعاملات التي لا تتطلب وجود قضاة ومن بينها معاملات الزواج التي يمكن إتمامها في زيارة واحدة. ويشير القاضي الحوسني إلى أن مركز خدمات الأحوال الشخصية في مركز تسوق البرشاء أنجز من بداية العام وحتى نهاية سبتمبر الماضي نحو 1723 إشهاداً، و1411 عقد زواج، بواقع قرابة خمسة عقود زواج في اليوم. 35 مأذوناً ويوضح القاضي الحوسني أن 35 مأذوناً شرعياً مقيدون في محكمة الأحوال الشخصية في دبي ومخولون بإجراء عقود الزواج في البيوت في حال لم يرغب البعض في التوجه إلى المحكمة أو إلى المراكز التجارية، إضافة إلى إمكانية عقد القران من خلال توفير روبوت متحرك بمركز خدمات 1، مربوط بآخر في مبنى المحاكم، ليتيح للقاضي التحكم في حركة الروبوت والحضور من خلال الفيديو في موقع توفير الخدمة، وتتم طباعة العقد من خلال نظام الإشهادات لخدمة الزواج، مثلما يتم تأمين حماية المعلومات في الروبوت من خلال قناة خاصة توفرها في مركز خدمات 1.