أكد الخبير الاقتصادي د. محمد الناير، ان السياسات الصحية المتبعة بالبلاد تعاني من اشكاليات كبيرة، وأضاف الناير أن التحوطات الاحترازية لفيروس كورونا، لا تتوافق مع حجم جائحة كورونا. واشار الناير إلى ضعف النظام الصحي وتردي البيئة الصحية في المستشفيات، حيث أصبح المرضى الذين يعانون من الأمراض المزمنة والحالات الطارئة يعانون، من انعدام الرعاية الصحية ونقص الخدمات. ويرى الناير أن مشكلة الادوية قد زادت من تأزم الوضع الصحي بالبلاد، ووصفها بالقنبلة الموقوتة ، وأضاف الشاهد في الأمر ارتفاع أسعار الادوية التي وصلت إلى ارقام فلكية ، وهناك مرضى يحتاجون إلى بعض من أصناف الدواء، ويبلغ سعر الدواء الواحد(5.000)جنيها وهذا النموذج يعتبر الأقل ، وأخرى روشته يكتبها الطبيب لمريض تحت خط الفقر تبلغ الاف الجنيهات ، والدولة لم تدرك خطورة الامر لدى الشرائح الضعيفة . وكشف الناير عن آخر احصائية رسمية تقول ان 65% من المواطنين تحت خط الفقر ، ويضيف مع التطورات الاخيرة بلغت الاحصائيات اكثر من 80% تحت خط الفقر ، والالاف منهم يواجهون ازمة شراء الدواء الذي يستحيل الحصول عليه الان إلا للاغنياء فقط ، وزاد حتى الطبقة المتوسطة لن تستطيع شراء الدواء الان في السودان . وقال الناير ان الدولة غير مدركة لخطورة الموقف ، حيث انها اعلنت في وقت سابق عن مجانية العلاج والتعليم وطرحت كثير من الرؤى ويضيف الناير ان قضية الدواء قضية حساسة ،اما بالنسبة للتأمين الصحي فان كثير من الادوية خارج مظلة التامين اياً كان سعرها المؤمن عليه. وجزم الناير ان المنظومة الصحية تحتاج إلى اعادة نظر في السياسات الصحية وان الامر مرتبط بالاقتصاد او رفع الدعم سواء كان عن الوقود او الخبز وغيرها دون الانتظار لمؤتمر اقتصادي في قضية رفع الدعم والبدائل المتاحة ، ويرى الناير أن المالية قد استبقت بعض الخطى وتريد أن تنفذ روشتة البنك الدولي دون النظر الى الاثر الاقتصادي الذي سينعكس بدوره على المواطن ، وقال الناير ان المواطن سيتفاجأ بعد نهاية الحظر باسعار جديدة في الأسواق. ودعا الناير الدولة لتحمل مسؤليتها وتوفر الدولار بسعر 55ج ، وعليها ان تتحمل الفرق بعد أن رفعت الدعم عن الوقود والخبز وتقول ان الخبز مدعوم حتى الان ، وتساءل الناير مالذي تقوم به الدولة تجاه المواطن ؟ وقضية الدواء هي قضية ( حياة أو موت ) . وطالب الناير الدولة بتشجيع الصناعات المحلية و دعم صناعة الدواء الذي يتم صناعته محليا بالخبرات الوطنية الي حين يتوفر الاكتفاء الذاتي والثراء الاقتصادي ، وخصوصاً أن الصناعات الوطنية قادرة على تحقيق الإكتفاء الذاتي .
