على الرغم من أخبار إنتشار الحُميات في ولايتي الخرطوم والجزيرة، وأخبار الذين صعدت أرواحهم إلى بارئها جراء الملاريا وحمى الضنك، إلاّ أن طلبات العودة إلى السودان من جمهورية مصر، ما تزال تملأ ذواكر أجهزة "التاب" التي خصصتها لجنة مشروع العودة الطوعية التابعة لمنظومة الصناعات الدفاعية لاستقبال الطلبات وتسجيل الراغبين ووضعهم في قوائم ،حسب الأولويات، تمهيداً لتفويجهم، وقد كان القطار الذي غادر القاهرة اليوم (الأثنين) خير شاهد على ذلك، إذ أضطرت الجهة المنظمة لزيادة عدد عربات القطار لتصبح 12 عربة بدلاً من 10 عربات. مسار العودة: يبدأ مسار العودة من محطة القطارات في رمسيس بوسط القاهرة، حيث يستقبل فريق المتطوعين الذي يعمل مع لجنة مشروع العودة الطوعية، القادمين من الأسر السودانية، وفقاً لرقم "الكشف" الذي يتم إخطارهم به مسبقاً ويُحالون إلى الشخص المعني بتسليمهم التذاكر، وإبلاغهم برقم العربة في القطار. وفي تمام الحادية عشر صباحاً بتوقيت القاهرة، ينطلق القطار معاكساً مجرى النيل متوجهاً إلى "أرض الصعيد" حيث محطة السد العالي التي تستغرق الرحلة إليها نحواً من 12 ساعة، وهناك يجد المسافرون في انتظارهم ما لا يقل عن 30 "بصاً" يتسع كل واحد منها لخمسين راكباً، حيث يتم تفريغ حمولة القطار في تلك البصات التي تتوجه بالركاب – فجر اليوم التالي – على ظهور "العبارات" إلى ميناء أشكيت البري جهة وادي حلفا. في معبر إشكيت في وادي حلفا، ينتقل العائدون إلى بصات "أبو عامر" التي تحمل الناس إلى وجهاتهم في الولايات السودانية التي نزح أو هاجر أغلب مواطنيها، كولايتي الخرطوم والجزيرة. نقترب من المائة ألف: تقول المهندسة أميمة عبد الله، مديرة مشروع العودة الطوعية، أنه بمغادرة قطار اليوم (الأثنين)، الذي حمل نحواً من 1450 عائداً يكون العدد الكلي للعائدين عبر المشروع الذي انطلق منذ أبريل الماضي، والذي ترعاه منظومة الصناعات الدفاعية، قد اقترب من ال100 ألف عائد. وتضيف مديرة المشروع في حديثها ل"المحقق" إن الكثير من التعقيدات التي كانت واجهت المشروع عقب انطلاقه، وظهر بعضها مع بداية الانتقال إلى تجربة النقل عن طريق القطارات، قد تمّ تجاوزها الآن، بفضل التنسيق الممتاز مع السلطات المصرية، سواء الأمنية أو سلطات وزارة النقل ممثلة في الهيئة العامة المصرية للسكك الحديدية، وهو تنسيق لم يقف عند حدود القاهرة وإنما تعداها إلى أسوان والسد العالي وحتى الحدود بين البلدين. فرح رغم المخاوف على الرغم مما يُتداول في وسائل التواصل الاجتماعي من انتشار للحميات في ولايتي الخرطوم والجزيرة، إلاّ أن مظاهر الفرح التي ظهرت على وجوه المواطنين السودانيين في محطة رمسيس اليوم (الأثنين)، من مختلف الأعمار، لا تترك للملاحظ مساحة للشك في أن العائدين يقبلون على خيار العودة غير عابئين بالمخاوف، رغم كونها حقيقة ماثلة. تقول المواطنة (ز .ع. م) في تعليق على الأمر، وهي تهم بأن تودع بعض مرافقيها،إن "العودة نفسها أحد أهم عوامل مكافحة نواقل الأمراض"، وتضيف مفسرة ذلك: "نحن هجرنا بيوتنا مرغمين لأكثر من عامين، تعاقبت خلالهما فصول السنة أكثر من مرة، وترك ذلك أثره على البيئة الداخلية فتوالدت الحشرات وزحفت الزواحف والهوام فسكنت مكاننا، وإذا لم يعد الناس فينظفوا بيوتهم ويطهروها فلن يتم القضاء على نواقل الأمراض". أولوية للفئات: لا تكاد حركة التسجيل عبر الأرقام التي خصصتها المنظومة لتسجيل الراغبين في العودة تتوقف، وما إن يفرغ أعضاء الفريق الذي يشرف على البرنامج من توديع قطار إلا ويعودون للتواصل مع مَن تم تسجيلهم لإخطارهم بموعد السفر، وتذكيرهم بحجم العفش المسموح به وبالممنوعات من أدوات كهربائية وخلافه. ومع نهاية كل أسبوع، تتم برمجة قطارات الأسبوع الذي يليه، والتي أضحت 3 مرات بدلاً من مرة واحدة. وعلى الرغم من كون التسجيل مفتوح للجميع والبرمجة تجري على قدم وساق، إلا أن الفئات ذات الخصوصية تُعطى أولوية في التفويج، كون حضورها في السودان يساهم في تهيئة البيئة للاستقرار ويدعم استقرار المجتمع. ويحدثك فريق المنظومة ، بفخر، أنهم أسهموا في إعادة المعلمين ومعاشيي الشرطة، وعدد من القضاة، ومن منسوبي الطيران المدني، وغيرهم. القاهرة – المحقق إنضم لقناة النيلين على واتساب مواضيع مهمة ركوب الخيل لا يناسب الجميع؟ أيهما أصعب تربية الأولاد أم البنات؟ جسر الأسنان هل تعقيم اليدين مفيد؟ الكركم والالتهابات أفضل زيوت ترطيب البشرة