لم يكن الزميل معمر ابراهيم متعاونا فقط مع قناة الجزيرة، بل كان متعاونا مع كل وسائل الإعلام المحلية والعالمية، حيث وضعته الأقدار كواحد من الصحفيين القلائل الذين صمود في فاشر السلطان رغم شلالات الدم والدموع ورغم الجوع والمسغبة، فمعمر الذي عرفنا ما أن تطلب منه معلومة أو تريد منه تأكيد اخرى او نفيها، حتى يستجيب بالسرعة اللازمة وبكل أريحية وطيب خاطر، ولو أن فيه شئ من البخل أو حبنا العادي للسبق الصحفي، لحاز على القصص كلها لنفسه، وفي واحد من قروبات الواتساب التي تجمعنا كصحفيين وهو قروب هدفه تبادل المعلومات الخاصة بتغطية الحرب، ظل معمر ركن ركين لهذا القروب، حيث كنت شخصيا، وحينما كنت أعمل مراسلا، انتظر تحديثاته التي غالبا ما تكون على رأس كل ساعة عن أوضاع الفاشر الجريحة، اقال الله عثرتها وعثرة اهلها وردهم اليها سالمين آمنين. بدخول الدعم السريع للمدينة، ألقت القبض على معمر الذي لم يكن يحمل سلاحا غير أدوات عمله، وربما تكون ادواته في تلك اللحظة هى هاتفه الذكي، وحسه الصحفي وبقايا قصص لم يتمكن من التقاطها… أسوأ ممارسة عرفتها حرب السودان هو تصوير المعتقلين والمحتجزين قسريا والأسرى في لحظات ضعفهم ونشرها على الملأ، وهذا ما حدث مع معمر لكنه أظهر قوة وجسارة لا مثيل لها، وحاول بقدر الإمكان أن يوزن كلماته ويضع مجموعة من الرسائل في البريد… و حوصرت الدعم السريع بالأسئلة عن مصير معمر فخرج الفاتح قرشي المتحدث باسم الدعم، اليوم وفي معيته زميلنا معمر في مقطع فيديو جديد وفيه كلمنا قرشي عن أن جريرة معمر التي يدفع ثمنها هى عدم الحياد والانحياز للجيش والدليل عند قرشي ليس تغطيته الصحفية إنما صفحته في فيسبوك، ومن حيث لا يدري أو لا يدري ادان القرشي نفسه وكتب شهادة براءة لمعمر وتغطيته الصحفية، لان الصفحة في الفيسبوك هى منبر شخصي ينشر فيه "الزول" ما يريد ويعبر فيها رأيه كما يشاء، وقرشي والدعم السريع عامة التي اصمت آذاننا بالديمقراطية التي تزعم القتال من دونها، يتناسى أن حرية التعبير حق أساسي ضمن حقوق الإنسان وهو مبدأ فوق الدستور، ومن حق معمر وغيره أن يتخذ ما شاء من مواقف سواء بالانحياز للجيش أو غيره، فليس هناك قانون يمنعه من ذلك، الا قانون الغاب الذي تمارسه الدعم السريع في حلها وترحالها، وبمنطق الحرب كواقع فقط، لايمكن لأي طرف أن يحتجز صحفي أو غير صحفي، الا اذا كان مسلحا لكن ما دام يعبر عن نفسه بصورة سلمية، فلا حق لكم يا قرشي ولا يحزنون في احتجازه، فمطلوب من الدعم، اليوم قبل الغد، إطلاق سراح الزميل معمر ابراهيم دون ابتزاز واستغلال ظرفه الإنساني، فاطلاق سراح معمر حق وليس منحة او تفضل او نبل مزعوم… كامل التضامن معمرو، فمهنتك ليس جريمة وتعبيرك عن رايك ليس جريمة. Abdelhamid Awad إنضم لقناة النيلين على واتساب مواضيع مهمة ركوب الخيل لا يناسب الجميع؟ أيهما أصعب تربية الأولاد أم البنات؟ جسر الأسنان هل تعقيم اليدين مفيد؟ الكركم والالتهابات أفضل زيوت ترطيب البشرة