استطاعت الصدى أن تصل الى المدرب ستيفن كيشي مدرب المنتخب المالي مساء أمس في مقر إقامته في فندق صنداي بالعاصمة المالية باماكو وأجرت معه حواراً خاصاً أدلى فيه بالكثير والمثير.. حيث ذكر المدرب أن المنتخب السوداني لا تنطبق عليه مواصفات صدارة المجموعة، وتنطبق على النسور المالية، وقال: من حق مازدا مدرب منتخبكم أن يحلم بتصدر المجموعة ولكنه في النهاية لن يستطيع تحقيق هذا الحلم لأن منتخب مالي سيحسم الصدارة ويتأهل من المجموعة، ورأى المدرب أن منتخبه بحاجة الى نقطة واحدة للتأهل.. وأوضح كيشي أن منتخبنا يحتاج الى المزيد من التكتيك والى ترميم خط الدفاع الذي ذكر أنه استغل أخطاءه في مباراة أول من أمس وقال: شاهدت شريط مباراة السودان مع مالي وبنيت استراتيجيتي على استغلال أخطاء الدفاع، ولكن أداء الدفاع السوداني كان أسوأ من مباراة الخرطوم.. وأشاد المدرب بهيثم مصطفى وعلاء الدين يوسف وطمبل وذكر أنهم لاعبون جيدون.. وأشار المدرب رغبته في قيادة منتخب مالي الى نهائيات كأس العالم وقال: أنا واثق من قدرتي على قيادة هذا المنتخب الى نهائيات كأس العالم وسترون ذلك، من يدرب منتخباً يقوده كانوتيه وديارا وسيدوكيتا وهؤلاء النجوم الكبار، من حقه أن يطمح الى تحقيق البطولات.. وتحدث ستيفن كيشي عن المجموعة وحساباتها مشيراً الى اقتراب منتخب مالي من حسم ورقة التأهل ورشح منتخبنا الى الفوز بالمركز الثاني معتبراً أنه أفضل من تشاد والكنغو، كيشي تحدث الى الصدى بصراحة عن العديد من المحاور والنقاط في الحوار المثير والخبطة الصحفية الكبيرة التي نجحت الصدى في تحقيقها أمس.. * ماهو رأيك في المباراة بشكل عام، ولماذا كسب مالي اللقاء بهذا العدد الكبير من الأهداف ؟ في تقديري أن هذه المباراة كانت جيدة جداً من المنتخبين، وهي واحدة من أميز المباريات التي أقيمت على ملعب استاد مالي حسب إفادات أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد لأنني لم أقد منتخب مالي في الكثير من المباريات على ملعبه، وقدته في مباريات معدودة ولكنهم ذكروا لي أن هذه المباراة ربما تكون الأجمل على هذا الملعب منذ فترة.. أما لماذا حققنا الفوز، ببساطة لأننا كنا الأفضل ولأننا عرفنا كيف نستغل نقاط الضعف والأخطاء التي وقع فيها المنتخب السوداني خاصة في خط الظهر.. * ماهو التكتيك الذي اتبعته في المباراة ؟ لعبنا بأسلوبنا المعروف ولكننا ركزنا بشكل كبير على استغلال الأخطاء في خط الدفاع السوداني كما ذكرت. * هناك لاعبون استدعيتهم لهذه المباراة.. هل هناك تعديلات أجريتها على مستوى الأفراد ؟ نعم.. استدعيت 4 لاعبين ولكن الجديد في منتخبنا أن المدافعين ظهروا بمستوى جيد وقدموا أداء لافتاً وصححنا الأخطاء التي وقعنا فيها في مباراة الخرطوم، أعتقد ان المنتخب السوداني فاز علينا بالخرطوم بسبب أخطاء خط الدفاع وحارس المرمى، ولكننا استبدلنا الحارس وأجرينا تعديلات في خط الدفاع على مستوى التكتيك والأفراد وقد نجحت هذه التعديلات وآتت أكلها وظهر دفاعنا بهذا المستوى الجيد.. وأصلاً منتخب مالي كان يعاني مشكلة في خط الدفاع تسببت في خروجه من الدور الأول في أمم أفريقيا التي أقيمت مؤخراً في غانا. * كانت هذه المباراة بالنسبة لك مفترق طرق.. فالصحافة المالية شنت هجوماً عنيفاً عليك وطالبت برأسك حال الخسارة من المنتخب السوداني في باماكو ؟ أنا لا أهتم بما تكتبه الصحافة، أنا مدرب يجب علي الاهتمام بفريقي وتطوير مستواه، لا أن أهتم بما تكتبه الصحف عني، ودائماً الصحافة تحمل المدرب المسؤولية في حالة الاخفاق، اما عندما ينتصر الفريق فلا تشير اليه وتهمله تماماً ولذلك أنا لا أهتم كثيراً بتقييم الصحافة وبما تكتبه عني لأنني أعرف ماذا أريد وماهو المطلوب مني وكيف أحقق هدفي ولست في حاجة الى الصحافة لتعلمني كيف أقود فريقي للانتصارات. * ما رأيك في المنتخب السوداني وما تقييمك له في هذه المباراة ؟ اعتقد أنه منتخب جيد وهو أفضل من منتخبي شاد والكنغو وأرشحه للمركز الثاني، وهناك لاعبون جيدون في المنتخب السوداني مثل القائد والمهاجم الذي أحرز الهدف الثالث في شباكنا في مباراة الخرطوم، ونجح في مراوغة ثلاثة أو أربعة مدافعين من منتخبنا، وكذلك لاعب الوسط الذي أحرز الهدف الأول في مباراة الخرطوم، ولكني أعتقد أنه لم يظهر بمستواه نفسه في مباراة باماكو. * هل تعتقد أن هؤلاء اللاعبين يمكنهم الاحتراف في دوريات كبيرة ؟ هذا يتوقف على أعمارهم، إن كنت تقصد بالدوريات الكبيرة أوروبا ففي اوروبا عادة يستقدمون لاعبين صغار السن، ويتم إدخالهم مدارس او حتى الأندية تفضل دائماً التعاقد مع اللاعبين صغار السن، وإذا كان لاعبوكم هؤلاء أعمارهم مناسبة فقد يجدون فرصتهم في الاحتراف.. وشخصياً كنت أعتقد ان المنتخب السوداني يضم لاعبين يلعبون في أوروبا أو سبق لهم خوض تجربة احترافية في أوروبا ولكني علمت بعد ذلك انهم يلعبون في الدوري المحلي ومعظمهم ينتمون الى ناديي الهلال والمريخ، كذلك لفت نظري لاعب جيد في منتخبكم لم يكن موجوداً في المباراة السابقة لاعب طويل القامة ويؤدي بجدية في وظيفة المحور يقصد (نصرالدين الشغيل). * مدرب المنتخب السوداني ولاعبوه أكدوا أن النتيجة غير عادلة وأن المنتخب لا يستحق الخسارة.. ما تعليقك؟ بالتأكيد من حقهم أن يقولوا ما يشاءون ولكن بالنسبة لي فإن النتيجة عادلة ومنتخبي استحق الفوز لأنه كان الأفضل.. وأنا كنت واثقاً من تحقيق الانتصار على المنتخب السوداني. * وما سر هذه الثقة؟ لأنني أملك لاعبين كبار وأعتقد أن المنتخب الذي يلعب له كانوتيه وديارا وسيدوكيتا وغيرهم من النجوم الكبار مرشح باستمرار للانتصار، وكذلك لأنني درست المنتخب السوداني جيداً ووضعت التكتيك الذي يعين منتخبي على الفوز وقد كان. * كيف ترى حظوظ منتخبك حالياً في الترشح من المجموعة ؟ أحتاج الى نقطة واحدة أو نقطتين على الأكثر لنتأهل من هذه المجموعة، وأعتقد اننا نكاد نكون قد حسمنا الأمر بالنسبة لنا، منتخبنا حقق ثلاثة انتصارات وبات في موضع مريح جداً وسنسعى الى تقديم الأفضل في المباريات المقبلة ومواصلة الانتصارات. * ولكن مدرب المنتخب السوداني يقول إنه لم يفقد الفرصة وسيتصدر المجموعة.. ؟ من حق مدرب المنتخب السوداني أن يحلم ولكني أنصحه في التأهل عبر بوابة أفضل ثانٍ.. الصدارة لن تكون لمنتخب غير مالي، والصدارة تحتاج الى مقومات كثيرة لا أعتقد أن المنتخب السوداني يملكها. * أنت تقول إن المنتخب السوداني لا يملك مقومات الصدارة وأن منتخب مالي هو من سيتصدر المجموعة.. ولكن منتخبنا حقق الفوز عليكم في الخرطوم وبثلاثة أهداف مقابل هدفين ؟ لا ننكر ذلك.. نعم المنتخب السوداني حقق علينا الفوز في الخرطوم ولكن هناك بعض الظروف التي ساعدته في الانتصار منها خط دفاعنا الذي كان في أسوأ حالاتنا وأيضاً حارس المرمى، أضف الى ذلك ان اللاعبين السودانيين كانوا متحمسين والجمهور وقف خلفهم ودفعهم للانتصار، وعلينا ألا ننسى الأرضية السيئة وقد شكا لاعبونا منها، وقد تمكنا من هزيمة المنتخب السوداني بثلاثية نظيفة في باماكو.. وسنواصل الانتصارات حتى الوصول الى النهائي. * هل تعتقد أنك قادر على تحقيق النجاحات ذاتها التي حققتها مع منتخب توجو عندما قدته الى نهائيات كأس العالم 2006 وهل ستستطيع قيادة المنتخب المالي الى نهائيات كأس العام ؟ بالتأكيد.. بالتأكيد أستطيع ذلك، أعتقد أنني قادر على فعل الشئ ذاته، الجيد أن المنتخب المالي يضم لاعبين متمرسين ولهم تجارب وخبرات وسأستفيد من كل ذلك بالإضافة الى نوعية اللاعبين، فنجوم مثل كانوتيه وسيدوكيتا وديارا قادرون دائماً على فعل الكثير، وبإمكان هؤلاء اللاعبين منحنا التفوق باستمرار، أؤكد لكم أنني سأقود هذا المنتخب الى نهائيات كأس العالم وسترون ذلك. * هناك لاعب اسمه الحسن لاتانا استدعيته مؤخراً ولكنك لم تشركه، ما رأيك في هذا اللاعب ولماذا استدعيته ؟ الحسن لاتانا من اللاعبين الجيدين ويلعب في وظيفة الارتكاز واستدعيته أصلاً لأنني رغبت في تدعيم صفوف المنتخب باللاعبين الجيدين والشباب. * هذا اللاعب تلقى عرضاً من المريخ في الموسم الماضي ولكن النادي لم يكمل الصفقة.. هل تنصح المريخ بإتمام التعاقد معه ؟ حسب علمي أن هذا اللاعب ذهب الى فرنسا وأجرى اختبارات مع نادٍ هناك، وأنا أعلم كما أنتم تعلمون ان اللاعبين الأفارقة كلهم مهمومون ويطمحون باللعب في أوروبا، ولا أعتقد أن الحسن سيلعب لنادي المريخ اذا اجتاز الاختبارات مع النادي الفرنسي. * هناك لاعبون نيجيريون من مواطنيك انضموا للهلال والمريخ وقدموا مستويات جيدة، هل تعرف هؤلاء اللاعبين ؟ نعم.. أعرف قودوين وايداهو ويوسف محمد وكلتشي.. وأعتقد أن قودوين مهاجم ممتاز وكذلك ايداهو، وكلتشي أيضاً من المهاجمين الجيدين ولكن الشئ الذي يحيرني حتى الآن ولا أعرف له سبباً لماذا بقي لاعب مثل يوسف محمد في أفريقيا حتى الآن، مثل يوسف محمد يجب أن يلعب في أوروبا لأنه لاعب تتوافر فيه كل المواصفات المطلوبة في اللاعب المحترف، والآن يلعب أساسياً مع منتخب نيجيريا، وهذه نقطة مهمة ليس كل اللاعبين يمكنهم المشاركة أساسيين مع منتخب نيجيريا، يوسف شارك في العديد من المباريات وأبقى لاعبين كبار على دكة البدلاء، وهذا يؤكد أنه لاعب مميز ويمكنه الاحتراف بالفعل في اوروبا. * لكن نادي الهلال قطع شوطاً في إقناعه وتجديد عقده.. ؟ لا أعتقد أنه سيستمر مع الهلال، عادة عندما يبرز لاعب في الدوريات الأفريقية يساعده زملاؤه في الاحتراف في أوروبا، هكذا يتعامل اللاعبون النيجيريون ومنتخب مثل المنتخب النيجيري تحظى مبارياته ولاعبوه باهتمام كبير من قبل وكلاء اللاعبين والشركات التي تتعامل في تسويق اللاعبين، ويوسف اللاعب الوحيد الذي لا ينتمي للدوريات الأوروبية ولذلك من الطبيعي أن يكون تحت المجهر وان تحرص الأندية والوكلاء على التعاقد معه، ولذلك أعتقد أن يوسف محمد غالباً ينتقل الى واحد من الدوريات الأوروبية وأستبعد تماماً تجديد عقده مع الهلال واستمراره في الدوري السوداني. سعيد بالثلاثي أبدى ستيفن كيشي سعادته الكبيرة بقيادة منتخب مالي وقال: أنا سعيد ومرتاح مع منتخب مالي حالياً، وسعيد أكثر بوجود هذه المجموعة المميزة من اللاعبين الكبار، تستطيع كمدرب في ظل وجود هؤلاء اللاعبين وضع أي تكتيك لأنهم يمكنهم تنفيذه بكفاءة عالية، وفي مباراة السودان الأخيرة حسم كيتا وكانوتيه الموقعة لمصلحتنا لأنهم لاعبون كبار وهذه هي النقطة التي أتحدث عنها، وكذلك فقد لعب القائد مامادوا ديارا دوراً مؤثراً في هذه المباراة. أؤمن بقدراتي أوضح ستيفن كيشي أنه مدرب يؤمن بقدراته، وقال: بالطبع هناك من ينتقدون المدربين ويرون أنهم مقصرون في هذه الناحية أو تلك، ولكن المدرب هو الأدرى بمصلحة فريقه وباختيارات اللاعبين وإدارته للمباراة، وأنا شخصياً أؤمن بقدراتي وأعلم جيداً أنني أستطيع أن أفعل الكثير مع هذا المنتخب الكبير. غياب الانسجام عاب ستيفن كيشي على خط دفاعه غياب الانسجام في لقاء الخرطوم وأوضح لأن الدفاع المالي كان ضعيفاً وعرف بذلك ولكنه أراد تغيير هذا المفهوم عنه ونجح في إصلاح الحال، وامتدح كيشي مردود المدافعين في مباراة السودان وقال إنهم أوقفوا الهجمات السودانية ومنعوا مرماهم من العديد من الأهداف. لا أمانع العمل في السودان رأى كيشي أنه كمدرب محترف أنه يمكنه العمل في أي دولة اذا ما توافرت العروض الجيدة والإمكانات التي تعينه على أداء مهمته، وقال: لن أمانع العمل مع المنتخب السوداني، ولكن هذا الأمر يتوقف على عدة أمور، ولكني حالياً مستقر ومرتاح ولا أرغب في الانتقال وترك تدريب منتخب مالي. أنا مدرب ولست وكيلاً قال ستيفن كيشي أنه لا يمارس عملاً آخر سوى التدريب وقال: لا أسوق لاعبين ولا أتعامل كوسيط بين الأندية واللاعبين، أنا مدرب أركز في عملي وأجتهد فيه وأسعى باستمرار لتطوير قدراتي والى تعلم الجديد في كل يوم، كما أسعى أيضاً الى تطوير قدرات فريقي.
