نظمت جمعية الصحفيين السودانيين بالمملكة العربية السعودية مساء الجمعة الموافق 21 أغسطس الجاري بفندق القصر الأبيض بالعاصمة السعودية الرياض ندوة بعنوان( الأزمة المالية والإعلام) تحدث فيها الدكتور توفيق الطيب البشير والمستشار الاقتصادي بالسفارة السودانية بالرياض الأستاذ حسين سليمان كويا. وأكد المتحدثون خلال الندوة أن تأثير هذه الأزمة على السودان لا يزال محدودا نظرا لتطبيقه النظام الإسلامي في تعاملاته المصرفية إلا أن انخفاض أسعار البترول في الآونة الأخيرة ألقى بظلاله السالبة على بعض المجالات التنموية. واستعرض الخبير الاقتصادي السوداني الدكتور توفيق الطيب البشير في هذه الندوة التي حضرها سعادة العميد ابراهيم منصور سوركتى المستشار العام لسفارة السودان بالرياض، و العقيد هارون زين العابدين مدير الجوازات بالسفارة والمقدم هاشم البله وجمع من المهتمين بالشأن الاقتصادي والإعلامي وممثلون لمنظمات المجتمع المدني خلفيات نشوء هذه الأزمة في الولاياتالمتحدةالأمريكية المتعلقة بالرهن العقاري وقروض الائتمان. وتوقع الدكتور توفيق أن تمتد آثارها السالبة لفترة طويلة قادمة رغم الجهود التي تبذلها الدول الكبرى لاحتوائها بضخ المزيد من الأموال وخفض قيم الفائدة في البنوك الأمر الذي دفع كبار خبراء ها الاقتصاديين لإعادة النظر في جدوى انتهاج النظام الرأسمالي والتفكير في الاستعانة بتجربة نظام الاقتصاد الإسلامي غير الربوي. وأشار في هذا الصدد إلى أن هذه المحاولات لإعادة الاقتصاد العالمي لمساره الصحيح لا تلوح أي بوادر في الأفق على نجاحها في المستقبل المنظور وهو ما يرسخ تكهنات العديد من الخبراء الاقتصاديين بما فيهم الغربيين أنفسهم بانهيار النظام الرأسمالي على غرار تجربة انهيار النظام الاشتراكي وتبعا لذلك أصبح تطبيق النظام الإسلامي هو البديل الوحيد المطروح في الساحة لإنقاذ الاقتصاد العالمي من الانهيار الكامل. من جانبه أكد المستشار الاقتصادي بالسفارة السودانية بالرياض الأستاذ حسين سليمان كويا أن تأثير الأزمة المالية العالمية على السودان محدودا نظرا لتطبيقه النظام الإسلامي في المجالات الاقتصادية والمصرفية مشيرا الى أن دول العالم الثالث عموما أقل تأثرا بهذه الأزمة مقارنة بالدول الكبرى والتي تنتهج أنظمة مالية كانت السبب في ظهور هذا التدهور الاقتصادي. وأوضح كويا أن تأثير هذه الأزمة ما كان ليظهر على السودان ولو بشكله المحدود لولا الانخفاض الأخير في أسعار البترول وانعكاساته على تراجع الموارد المالية المخصصة للمشاريع التنموية، ورغما عن ذلك فان السودان استطاع التعامل مع هذه الأزمة بايجابية بالاحتياطات التي وفرها إبان طفرة أسعار النفط. وكان الصحفي السوداني بجريدة الشرق الأوسط نائب الأمين العام بالجمعية فتح الرحمن يوسف قد تناول في الندوة الجانب الإعلامي المتعلق بالأزمة المالية العالمية ودور وسائل الاعلام بانوعها المختلفة في تسليط الضوء على هذه القضية وكشف كافة جوانبها مبينا أن الاعلام لم يتعامل مع هذه الأزمة بالمستوى الذي يتناسب وحجمها الكبير. من جهة أخرى أوضح رئيس الجمعية أسامة الوديع أن تنظيم هذه الندوة يأتي في إطار اضطلاع الجمعية بمسئوليتها في إثراء الساحة بالمعرفة والتفاعل مع القضايا المهمة التي تلامس حياة الناس على نحو مباشر لا سيما في هذا الوقت الذي تتعاظم فيه أهمية الاعلام كسلاح لا يقل شانا من الأسلحة التقليدية المعروفة. وقال أن مثل هذه الفعاليات تسهم في تزويد المهتمين بالشأن الاقتصادي والإعلامي بجوانب أخرى من هذه القضية مشيرا إلى أن الجمعية ستنظم خلال الفترة المقبلة العديد من البرامج والفعاليات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية الهادفة إلى تقوية الأواصر الاجتماعية بين السودانيين وترسيخ الوحدة الوطنية وتبصيرهم بالتحديات المحيطة بالوطن ومسئولياتهم في التصدي لها.