قتل جنود اسرائيليون بالرصاص ستة فلسطينيين يوم السبت بالضفة الغربيةالمحتلة وقطاع غزة في واحدة من أشد موجات العنف خلال شهور. وثلاثة من القتلى ينتمون الى جماعة من النشطاء داخل حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس اتهمتهم اسرائيل باطلاق النار على مستوطن يهودي وقتله منذ يومين. واتهم مسؤول في حكومة عباس اسرائيل بالتصعيد الخطير. وهدد زعيم نشطاء بالانتقام متهما اسرائيل بأنها فتحت بوابات الجحيم. ودخلت عربات اسرائيلية مدرعة مدينة نابلس بالضفة الغربية قبل الفجر حيث أحاط الجنود بمنازل كان بها أعضاء من كتائب شهداء الأقصى وهي جماعة من فتح التي يقودها عباس. وقال الميجر بيتر ليرنر المتحدث باسم الجيش ان الجنود قتلوا بالرصاص ثلاثة نشطاء يُشتبه في انهم قتلوا المستوطن وتجاهلوا الأوامر بالاستسلام. وقال ليرنر ان النشطاء لم يطلقوا النار على القوات الاسرائيلية ولكن الجنود افترضوا ان كلا منهم "مسلح وخطير". وعُثر على أحد القتلى وهو يمسك بسلاح بينما أُصيبت زوجة آخر في ساقها. وفي غزة قتل الجنود ثلاثة فلسطينيين بالرصاص بالقرب من سياج حدودي للاشتباه في محاولتهم التسلل من القطاع الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الاسلامية (حماس). وقال مصدر أمني من حماس ان الثلاثة كانوا يجمعون قطعا من الخردة. ويهدد تصعيد العنف بعرقلة التعاون الأمني المدعوم من الغرب بين قوة الشرطة في الضفة الغربية واسرائيل وقد يرجح كفة الصراع الفلسطيني على السلطة ضد فتح التي يقودها عباس ولصالح حماس. كما انه يبرز مخاطر تعثر عملية السلام المدعومة من الولاياتالمتحدة والمجمدة منذ حرب غزة التي استمرت ثلاثة اسابيع والتي تحل الذكرى الاولى لها يوم الاثنين في 27 ديسمبر كانون الاول وقتل فيها 1400 فلسطينيي و13 اسرائيليا. واحتج بعض الفلسطينيين بان اسرائيل لم تطلب من قوات عباس اعتقال النشطاء. وقال ليرنر ان النشطاء انتهكوا التعهد بالامتناع عن العنف. وشيع أكثر من عشرة آلاف فلسطيني جثمان النشطاء في نابلس حيث أغلقت المتاجر أبوابها استجابة للدعوة الى اضراب عام. ودعا ابو محمود وهو متحدث باسم النشطاء الى الرد بالنار والدم ضد اسرائيل قائلا ان جريمتها لن تمر بدون عقاب وانها ستفتح أبواب الجحيم. واتهم رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض اسرائيل بتنفيذ "اغتيال" يمكن ان ينسف الجهود لاستئناف محادثات السلام المتعثرة بالفعل. واضاف فياض "ان هذا اليوم يعتبر يوما حزينا لشعبنا الفلسطيني وسلطته الوطنية." وتابع "ومع ذلك فان ثقتنا بشعبنا ووعيه ويقظته هي ثقة كبيرة وأكيدة بعدم الانجرار مرة أخرى الى دوامة العنف والفوضى وتقويض حالة الاستقرار والامن." وقال نبيل أبو ردينة أحد كبار مساعدي عباس لرويترز "هذا تصعيد اسرائيلي خطير يثبت أن اسرائيل غير معنية بالسلام." واستطرد أن اسرائيل "تريد تفجير الاوضاع حتى تتهرب من استحقاقات عملية السلام وهي بذلك تعمل على تدمير الجهود الدولية وتحديدا الامريكية الهادفة لاستئناف عملية السلام." وكان المستوطن هو أول اسرائيلي يقتل في هجوم لنشطاء في الضفة الغربية منذ ثمانية أشهر.