جنيف (رويترز) - بدأت منظمات للمعونة ومتمردو دارفور محادثات يوم الخميس تستمر يومين تهدف الى تحسين سبل حماية المدنيين والوصول الآمن لموظفي الإغاثة في الاقليم السوداني بعد يومين من قيام أفراد ميليشيات بقتل جنود دوليين لحفظ السلام. وقالت قوات حفظ السلام الدولية في دارفور ان أعضاء تابعين لها سقطوا في كمين نصبته حوالي 40 عربة مليئة بأفراد ميليشيات مُدججين بالسلاح خلال قيامهم بدورية في شمال دارفور يوم الثلاثاء. وقُتل سبعة من جنود حفظ السلام في أسوأ هجوم مباشر على القوة منذ بدات عملها يوم 31 ديسمبر كانون الاول. وقال دينيس مكنمارا أحد قدامى موظفي الاغاثة ويرأس المحادثات التي تجري خلف أبواب مُغلقة لرويترز "الوضع الانساني يزداد سوءا وأصبح خطيرا جدا. ويوجد في دارفور اكبر عدد من النازحين الجدد واكبر عدد من الهجمات على القوافل الانسانية ربما في أي مكان في العالم خلال الشهور الستة الأخيرة." واضاف مكنمارا "هذا الهجوم على قوة حفظ السلام الدولية كان حادثا مروعا وعلامة مروعة. ونريد إجراء مناقشات واقعية حول ما يمكن عمله ومن المسؤول عن الهجمات ولماذا ارتكبها". وقال مكنمارا ان أعضاء بارزين من حركتي التمرد الرئيسيتين وهما حركة العدل والمساواة وحركة تحرير السودان فصيل الوحدة يحضرون ورشة العمل الانسانية في جنيف. ونفت الحركتان مسؤوليتهما عن الهجوم على قوة حفظ السلام. ووفقا لأرقام مركز الحوار الانساني الذي يستضيف اجتماع جنيف فان ما يصل الى 200 الف شخص انتزعوا من جذورهم في العام الحالي وحده نتيجة لاعمال العنف في الاقليم الواقعفي غرب السودان وان 164 عربة تابعة للمنطمات الانسانية خطفت. كما أشار الى ان ثمانية من موظفي الاغاثة السودانيين قتلوا وخطف 139 آخرون حتى الآن في عام 2008 كما ان عشرات المقار التابعة لحفظ السلام والمنظمات الانسانية تعرضت للاقتحام. وأدت الهجمات على قوافل الأغذية التابعة للأمم المتحدة الى خفض حصص التموين للملايين في دارفور الى النصف تقريبا منذ شهر مايو آيار الماضي ولم تتحقق وعود الحكومة بايجاد قوات حراسة ترافق شاحنات المعونات. وقال المركز "فضلا عن ارتكاب إساءات شديدة لحقوق الانسان فان كل اطراف الصراع تواصل عرقلة طرق الوصول أمام المنظمات الانسانية." وينتشر نحو 17 الفا من موظفي الاغاثة في دارفور حيث تشير تقديرات الخبراء الدولييين الى ان 200 الف شخص قتلوا وطرد 2.5 مليون من منازلهم منذ حمل متمردون معظمهم من غير العرب السلاح في عام 2003. وتقول الخرطوم ان حوالي 10 الاف فقط قتلوا. وتشارك في المحادثات وكالة غوث اللاجئين وصندوق رعاية الطفولة التابعان للامم المتحدة الى جانب اللجنة الدولية للصليب الاحمر التي تدير أكبر عملياتها الانسانية في العالم في السودان. وقال المركز انه يعمل بصورة وثيقة مع الاتحاد الافريقي والامم المتحدة للمساهمة في عملية السلام. وقال "الفكرة هي إبراز حجم المشكلة مع الحركات المتمردة ثم الالتقاء مع الحكومة في عملية مماثلة. وكانت الحكومة إيجابية جدا ووافقت على الفور."