حذرت عشر منظمات أجنبية من عودة الحرب الى الجنوب ما لم تتدخل دول العالم على عجل لإنقاذ اتفاقية السلام الشامل (نيفاشا) التي أنهت إحدى أطول وأخطر الحروب في أفريقيا. وفي تقرير جديد بعنوان "إنقاذ السلام في جنوب السودان" صدر عشية الذكرى الخامسة لتوقيع اتفاقية السلام بين الحكومة والحركة الشعبية تحدثت المنظمات عن ظهور بوادر ما اسمته بالهلاك المدمر مع نمو العنف واستمرار الفقر والتوترات السياسية التي جعلت السلام على حافة الانهيار. وقال التقرير الذي وقعت عليه منظمات(كريستيان إيد، كورد إيد، هانديكاب إنترناشيونال، إيكون، لجنة الإغاثة الدولية، منظمة أوكسفام الدولية، إنقاذ الطفولة بالسودان، كاريتاس فرنسا/سيكور كاتوليك، تير فاند آند ورلد فيزيون). قال انه "مازالت هناك فرصة لمحاولة درء الكارثة إلا أن ال12 شهرا القادمة ستضع السودان على مفترق الطرق. وأشار التقرير الى موجة العنف التي شهدها الجنوب العام الماضي التي ربما تتصاعد أكثر وأكثر لتصبح واحدة من أكبر مناطق الطوارىء وقد صرحت بذلك الكاتبة مايا مايلر المشاركة في إعداد هذا التقرير وهي المستشارة السياسية لمنظمة أوكسفام. وكشف التقرير عن مقتل ما يقرب من 2,500 شخصا في عام 2009 وفرار ما يقرب من (350) الفاً بالفرار من موطنهم، وهي أعداد من المتضررين تفوق مثيلاتها في العام الماضي في دارفور. ووفقا لما جاء على لسان المنظمات "فقد أشاح بقية العالم وجهه عن هذا العذاب، كما تفيد المجتمعات المحلية بأن النساء والأطفال أصبحوا هدفا متزايدا للهجمات على القرى ولم تستطع حمايتهم سواء حكومة جنوب السودان أو القوات الدولية لحفظ السلام". وأشار التقرير إلى أن ال(12)شهرا القادمة ستشهد عددا من الأحداث الخطيرة التي قد تؤدي إلى اندلاع العنف إذا لم يتم الاستعداد لمواجهتها بأسلوب مناسب، وعلى رأس هذه الاحداث قيام أول انتخابات متعددة الأحزاب في السودان على مدى 24 عاما بالإضافة إلى الاستفتاء على حق تقرير مصير الجنوب. وطالب تقرير المنظمات مجلس الامن الدولي بضمان سلامة المواطنين في هذا الوضع الهش بإدراج حماية المواطنين كأولوية رئيسية لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (يونميس) كما طالبت المنظمات المجتمع الدولي بالمساعدة في الوساطة بين الأطراف الشمالية والجنوبية قبل الانتخابات والاستفتاء لتقليل الاحتمال القوى لاندلاع الصراعات ولدعم الحكومة في الجنوب حتى يتم توفير عنصر الأمان. و حذرت المنظمات من تزايد الشعور بالإحباط لغياب التنمية في جنوب السودان مما يقوض فرص السلام، حيث يحصل أقل من نصف السكان على الماء النقي، كما تعد معدلات وفيات الأمهات من بين الأعلى على مستوى العالم، وذلك بالإضافة إلى أن حجم الطرق المرصوفة في الإقليم بأسره يقل عن 50 كم، فيما تصل نسبة الأميين في الكبار إلى حوالي 80% بالإضافة إلى أن طفل من كل سبعة أطفال يتوفي قبل بلوغه سن الخامسة. "بعد خمسة أعوام من السلام يظل جنوب السودان من بين أفقر أقاليم الأرض، وقد تعلقت آمال الناس في السلام آملين في أن يأتي بالفوائد الاقتصادية والتنمية ولكن هذا لم يتحقق سوى بمعدلات بطيئة للغاية ولم يشمل جميع المناطق بل بعضها فقط. وحذر تقرير المنظمات من ان انهيار السلام بالجنوب لن يقود الي سلام دائم في دارفور.