رب ضارة نافعة، هذا هو لسان حال أهل دارفور والقوى السياسية السودانية المختلفة بعدما فرضت تهديدات مدعي المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينيو أوكامبو باعتقال الرئيس عمر البشير واقعا جديدا على مجمل الأوضاع السياسية بالسودان من جهة وقضية دارفور من جهة أخرى. ففي حين أجمعت الأحزاب والتنظيمات السياسية الحاكمة والمعارضة على رفض قرارات المحكمة الجنائية الدولية أسوة بالحكومة، اتجهت الأخيرة لاستغلال ذلك الإجماع لمصلحة أزمة دارفور وكيفية البحث لها عن حلول ناجعة بمشاركة كافة القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني السودانية. وكانت أحزاب المعارضة قد طالبت من قبل بالمشاركة في حل أزمة دارفور وفرض الحلول الوطنية بعيدا عن الاعتماد على الحلول الأجنبية المؤقتة، الأمر الذي لم تستجب له الحكومة. فقد دعا الرئيس عمر حسن البشير القوى السياسية السودانية إلى التوحد لحل القضايا الوطنية والعمل على إيجاد صيغة وطنية لمعالجة أزمة دارفور. دعوة للحوار ودعا البشير في لقائه بقادة أحزاب وتنظيمات سياسية للحوار والنقاش لحل قضية دارفور عبر حل سوداني عام لا يهمش فيه أحد، مرحبا في الوقت نفسه بأي صاحب رأي أو مساهمة تؤدي إلى حل جذري. أما مساعدة الأمين العام لحزب الأمة القومي مريم الصادق المهدي فقد اعتبرت أن الحل القومي لقضية دارفور سيقود إلى المعالجة الشاملة لقضايا السودان، مشيرة لاستجابة المؤتمر الوطني لنداءات القوى السياسية بضرورة الحل الوطني لمشكلات البلاد. وقالت للجزيرة نت إن السودان "يمر بمرحلة حرجة ومحك خطير لا بد فيه من تنازل جميع الأطراف لمعالجة ما يعترضه من أزمات ومن ثم العودة للصراع على السلطة في المستقبل". ودعت مريم الصادق المهدي إلى الالتزام بالاتفاقات المبرمة بين كافة القوى السياسية والعمل على تنفيذها "حتى لا نحرث في البحر كما حدث في مرات سابقة" مطالبة بوضع برنامج عاجل لوضع الحلول الجذرية لكافة الأزمات الحالية. مخرج حقيقي بينما اعتبر الناطق الرسمي باسم الحزب الشيوعي السوداني يوسف حسين أن علاج أزمة دارفور هو المخرج الحقيقي من مشاكل السودان الحالية، مبديا تخوفه من أن تصبح أزمة دارفور أزمة هوية تتسبب في تمزيق السودان. وقال للجزيرة نت إن توسيع آليات الحل "ستؤدي حتما إلى معالجة الأزمات من جذورها وهذا ما نرجوه لهذه القضية المتطورة". واقترح أن تعجل الحكومة بالدخول في مفاوضات مع كافة الحركات المسلحة بدارفور وبتمثيل كافة القوى السياسية السودانية "لأجل أن يصبح الحل قوميا بعيدا عن الثنائيات السابقة". ومن جهته اعتبر نائب الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي عبد الله حسن أحمد أن جدية الحكومة هي الكفيلة بإمكانية معالجة أزمات السودان المختلفة، مشيرا إلى وجود اتفاق بين كافة الأطراف السياسية على ضرورة التفاوض مع كافة مقومات دارفور بلا استثناء. وأكد في حديث للجزيرة نت أن التراضي الوطني الحقيقي ومعالجة أزمة دارفور عبر الحوار الداخلي الجاد "سيغني البلاد عن توصيات أوكامبو وغيرها من التوصيات". واقترح أحمد مشاركة ليبيا وتشاد وأفريقيا الوسطى ومصر في معالجة أزمة دارفور "لأنها الدول المتأثرة بالشأن السوداني دون غيرها". عماد عبد الهادي-الخرطوم :الجزيرة نت