تشهد الساحة الفنية بالسودان حاليا جدلا واسعا نتيجة اقتحام أعداد كبيرة من النساء مجال الغناء، حيث تتعرض المطربات الشابات لنظرة سلبية من جانب بعض فئات المجتمع الرافضة لاقتحام المرأة هذا المجال. واعتبر موسيقيون ومطربون سودانيون أن الساحة الغنائية السودانية تشهد ثورة تقودها النساء، وقال الموسيقي السوداني "الماحي سليمان" -لبرنامج "MBC في أسبوع" الخميس 13 مايو/أيار- "إن السودان يشهد انتفاضة نسائية في مجال الموسيقى والغناء". وتتجلى ملامح هذه الثورة -بخلاف المطربات اللائي اقتحمن الميدان- في ارتفاع أعداد الفتيات مقارنة بالشباب في الكليات الجامعية الموسيقية، بحسب كلام سليمان. ورأى الموسيقي السوداني أن هذا يدل على أن فن الموسيقى والغناء أصبح من الفنون الهامة والراقية جدا في المجتمعات المختلفة، وأن المرأة السودانية ستكون صاحبة صوت مؤثر في الساحة الفنية السودانية. ومن المطربات التي اقتحمت الساحة الغنائية بلا خوف، وتحدت نظرة المجتمع السلبية المطربة الشابة نهى عجاج، التي انتهت من تسجيل ألبومها الغنائي "بهاجر ليك" مؤخرا. وتقول نهى لMBC "أنا وزميلاتي نخوض معركة ونسعى لإثبات ذاتنا بتقديم فن راقٍ للمجتمع". وعن أبرز التحديات التي تواجهها المطربات السودانيات، تقول نهى "نحتاج لمعرفة رأي المجتمع من خلال تقديم أنفسنا لكبار الشعراء والملحنين، بالإضافة إلى الإعلام.. للتعرف على ردة فعله". وأكدت نهى أنها اعتمدت في ألبومها على تقديم أغنيات جديدة خاصة بها، مع بعض الأغاني لفنانين قدامى مسموعة بشكل كبير، مؤكدة أنها ما زالت تخطو خطواتها الأولى في عالم الفن، وفي حاجة إلى تقييم الآخرين بتقديم أنواع مختلفة من الغناء. وتابعت "أغلب الفنانين يتعمدون بدء حياتهم الغنائية بأغاني قديمة مسموعة، على اعتبار أنه الوسيلة التي يتمكن الآخرون تقييم جودة الصوت". من جانبه، قال وزير الثقافة والإعلام السوداني سيد هارون، في تصريحات خاصة للبرنامج، إنه لا غنى عن الفن في المجتمع، والوزارة في حاجة للارتقاء بالذوق العام، ولا بد من الاهتمام بالأعمال الفنية التي تعبّر عن أهدافنا وعن دورنا.