حذر نائب والي ولاية جنوب كردفان والقيادي بالحركة الشعبية عبد العزيز الحلو من أن مصير شمال السودان قد يكون مثل يوغسلافيا حال انفصال الجنوب، في وقت دعا فيه الخرطوم إلى القيام بإصلاحات قانونية ودستورية يمكن أن تحفز الجنوبيين على «الوحدة الجاذبة». وانتقد الحلو الحكومة بسبب تقصيرها في إنجاز ما يمكن أن يشجع على الوحدة، بينما نأى عن الصراع على الحدود بين الشمال والجنوب باعتبارها مسألة تخص الخرطوم وجوبا، لكنه اعتبر المنطقة (جنوب كردفان) جسرا بين الشمال والجنوب باعتبار أن لديها حدودا طويلة مع أربع ولايات جنوبية. وأكد الحلو في حوار مع صحيفة الشرق الأوسط اللندنية أمس، أن جنوب كردفان من المناطق المرشحة للانفجار. وتقع الحلو أن تاتي انتخابات ولاية جنوب كردفان المرتقبة ساخنة على غرار انتخابات النيل الأزرق لجهة أن المنطقتين تتعلق بمستقبل الولاية السياسي والاجتماعي والاستقرار وغيره، كما أنها مرتبطة بالمشورة الشعبية، واشار الى أن الحركة الشعبية تعمل منذ الآن للاستعداد لخوض هذه الانتخابات حتى تكتسحها، وتفوز بالعدد المناسب من الممثلين في المجلس التشريعي القادم لممارسة حق المشورة الشعبية نيابة عن المواطنين. وقال الحلو إن اتفاقية السلام لم تلب رغبات أي طرف بالكامل، حتى جنوب السودان لم يحقق كل مطالبه من خلال التفاوض، الأمر نفسه أيضا ينطبق على جنوب كردفان والنيل الأزرق وأبيي، لكن اشار الى أن الاتفاقية وفرت المشورة الشعبية كآلية تمكن هؤلاء المواطنين من متابعة ومواصلة النضال عبر الوسائل السلمية من أجل تحقيق الأهداف. وكشف الحلو عن صعوبة التنبؤ بتحقيق الوحدة او الانفصال، لكنه قال إن هناك رأيا عاما يشير إلى أن فترة السنوات الخمس ضاعت هباء ولم يكن هنالك عمل جاد من أجل توفير أو جعل الوحدة جاذبة، خاصة في مجالات الإصلاح الدستوري والقانوني وغيرها من مجالات التنمية لتمكين مواطن جنوب السودان من رؤية جدية المركز في تصحيح العلاقة السالبة التي كانت قائمة سابقا، أي ما قبل الاتفاقية المتمثلة في تركيز السلطة والثروة في الخرطوم، وعدم توفير أبسط شروط وضروريات الحياة للمواطن، وشدد علي ضرورة إزالة القوانين التي تفرق بين الناس، وغيرها من الضروريات التي تجعل من الوحدة خيارا جاذبا. واعتبر الذين يتحدثون عن عدم حدوث مشكلة اذا انفصل الجنوب لجهة أن هناك انسجاماً بين مكونات الشمال بأنهم اصحاب نظرة ضيقة لان المسألة أكبر من ذلك وذات صلة بالعدل، وقال "العبرة ليست بالوحدة الدينية أو وحدة اللغة أو الثقافة؛ العبرة بالعدالة".