بعد ربع قرن من الزمان عاد عشرة من افراد عائلة (العركي وفارس) من مدينة الزاوية الليبية مساء أمس «الجمعة» ضمن (250) آخرين أجبرتهم الظروف السياسية على إنهاء اغترابهم ووضعتهم أمام أقدار التوفيق للمستقبل القادم. تمتد جذور العائلة ما بين مدينتي سنجة ومدني، لكن الرغبة في تحسين الدخل وتأمين سبل العيش الكريم دفعت بالفاضل التوم سليمان وزوجته بتول محمد سليمان وأبنائه نمارق ووليد وحنين إلى شد الرحال وخلق علاقات مع أسر ليبية ذرفت الدموع عندما حانت لحظات الفراق، هكذا تقول بتول – 25 عاماً من الاغتراب ل(الأهرام اليوم) وتضيف: «النساء الليبيات انتحبن كأن هنالك جنازة في طريقها للدار الآخرة، كانت لحظات قاسية أن تنقطع العلاقة عندما قررت أسرتنا العودة إلى السودان.» ويشير الفاضل إلى أنه ظل يعمل لمدة (27) عاماً في مستشفى الزواية وأنه سيعود إليها بمجرد استقرار الأوضاع في ليبيا، كما يبدي قلقه بخصوص حقوقه في الضمان الاجتماعي التي تركها. أما نمارق ووليد فهما منزعجان بخصوص مسارهما الأكاديمي، فلا شهادات أكاديمية بحوزة نمارق التي تدرس قسم الكيمياء بكلية العلوم في جامعة السابع من أبريل – الجبل الغربي بالزاوية، ووليد الذي يدرس بالصف الثالث الثانوي، وينتظران معالجة من السلطات بهذا الخصوص. ويقول زروق إسماعيل من مدينة سنجة وظل يعمل (20) عاماً فني كهرباء بمدينة الزاوية وبعض الأشغال الأخرى، يقول إن السودانيين تلقوا معاملة طيبة من قبل الشعبين التونسي والليبي منذ تحركهم من مدينة الزاوية الثلاثاء الماضي مروراً بمدينة (مدلين) التونسية التي مكثوا فيها لمدة يومين في أحد فنادقها على حساب السفارة السودانية قبل أن يتوجهوا إلى مطار (جربة) ومنه إلى الخرطوم. ويدعو الريح التوم سليمان إلى زيادة طاقم السفارة السودانية نسبة لازدياد أعداد العائدين من ليبيا.