حذّر الأستاذ علي عثمان محمد طه، النائب الأول لرئيس الجمهورية، من استمرار محاولات التدخل الأجنبي في شؤون العالم العربي، والسعي إلى تمزيق أوطانه، وقال طه لدى لقائه نخبة من السياسيين والصحفيين بالقاهرة: نحن في السودان عندما تركنا وحدنا سهل التهام جزء عزيز من أرضنا، وهو في ذات الوقت جزء من الوطن العربي ويمس الأمن القومي المصري، في إشارة إلى انفصال الجنوب. ولفت طه إلى وجود محاولات أجنبية خبيثة لا تزال تسعى إلى تمزيق أوصال العالم العربي تحت دعاوى الديمقراطية وحقوق الإنسان، واعتبر أن العالم العربي ضعف عندما غاب دور مصر خلال الحقبة الماضية. وقال طه إن للحكومات والأنظمة أجلاً مثلما للإنسان أجل مكتوب، ولكن بعض الأنظمة والحكومات لا تريد القبول بذلك ظناً منها أنها ستخلد على ظهر الأرض، وحذّر طه من ثورة مضادة للثورات، وقال: فعل الانطلاق والتحرر يقابله رد فعل يقود الناس إلى الحضيض، ودعا لتفويت الفرصة على هؤلاء لضمان استمرار المسيرة نحو غاياتها. وفي السياق، أكد طه لدى لقائه مع رجال الأعمال من البلدين أمس، أن الإرادة السياسية التي تدفع العلاقات السودانية المصرية إلى مسار حقيقي وواقعي وعملي في مجالات التنمية الاقتصادية متوافرة على أعلى مستوى وأكثر. وقال: ولكن نريدها أن تترجم إلى واقع عملي، ودعا إلى استكمال شبكة الربط في كل بنيات الانتاج الاقتصادي المطلوبة. إلى ذلك، أكد طه لدى لقائه فضيلة الشيخ الإمام أحمد الطيب شيخ الأزهر بمشيخة الأزهر، وقداسة البابا شنودة بالمقر البابوي بكتدرائية العباسية أمس، لتقديم واجب العزاء إنابةً عن الشعب السوداني لضحايا الأحداث الدامية الأخيرة، أكد قدرة المؤسسات الدينية في مصر على وأد الفتنة الطائفية وتفويت الفرصة على المتربصين. وقال: هنالك من يحاول استغلال هذا الوضع لخلق فتنة طائفية وبأدوات خفية وخطرة. إلى ذلك، أعلن طه عن اتفاق السودان ومصر على جداول زمنية لبدء الاستثمارات المشتركة، وقال إن وفداً من رجال الأعمال المصريين سيزور السودان الأسابيع المقبلة، وكشف طه أن وفداً من البنك الأهلي سيصل الخرطوم نهاية الأسبوع المقبل لفتح فرع للبنك وتوفير اعتمادات ب (100) مليون دولار لرجال الأعمال المصريين، وقال طه في حوار مع التلفزيون المصري إن القاهرة وافقت على حرية التنقل وربما العمل للسودانيين. وخاطب طه لقاءً حاشداً للجالية السودانية بمصر وأعلن عن تبرعه بمليون دولار للجالية.