عبّرت الإدارة الأمريكية، عن بالغ قلقها إزاء ما وصفته بتدهور الأوضاع في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، وطالبت عبر بريستون ليمان مبعوثها للسلام في السودان الذي وصل الخرطوم أمس قادماً من جوبا، بالسماح للمنظمات الدولية الدخول للمنطقة لتقييم الأوضاع. وقال ليمان في لقائه بالسفير رحمة الله محمد عثمان وكيل وزارة الخارجية أمس، إن واشنطن غير مرتاحة لعدم سحب القوات من المنطقتين، ونقل له نتائج لقاءاته مع المسؤولين في حكومة الجنوب بجوبا، وجدد قلق بلاده لعدم استكمال اجتماعات اللجنة السياسية المشتركة بين السودان ودولة الجنوب، وقال إن واشنطن تعتقد أن تأخر حل القضايا العالقة خاصة الحدود يزيد الأوضاع تعقيداً. من ناحيته، شرح وكيل الخارجية طبيعة الأوضاع من وجهة نظر الحكومة، وقال حسب السفير العبيد مروح الناطق باسم الخارجية، إن تفجر الأوضاع في الولايتين سببه جيش المتمردين الذي يتبع للجيش الشعبي لدولة الجنوب ويقاتل في المنطقتين، وأضاف أنه كان ينبغي سحب هذه القوات وتجريد سلاحها منذ العام 2008م، وقال: لو كان المجتمع الدولي جاداً في حل المشكلات كان عليه أن يركز جهوده نحو هذا الهدف، وأكد أن الحكومة لن تقبل بوجود جيشين في دولة واحدة، ولن تقبل أيضاً بأيِّ حزب لديه مليشيا مسلحة، ولفت إلى أن الحكومة أجرت عدة محاولات لمعالجة الأمر لم يتجاوب معها الطرف الآخر، وأكد الوكيل أن الحكومة على قناعة بأن المجتمع الدولي يحاول استغلال الوضع الإنساني للضغط على الحكومة وغض النظر عن الطرف الذي تسبب في تأزيم الوضع الإنساني وعدم ممارسة أية ضغوط عليه.