أعلنت الحكومة رفضها لأية مساومات من دولة الجنوب بخصوص القضايا العالقة بين البلدين، على خلفية حديث لوزير السلام بجوبا باقان أموم في احتفال بالجنوب، رهن من خلاله حل القضايا العالقة بين الخرطوموجوبا خاصة الاقتصادية بتبعية أبيي للجنوب، في ذات الأثناء الذي أعلنت فيه قبيلة المسيرية رفضها للمساومة حول أبيي،فيما سخر نائب رئيس المؤتمر الوطني لشؤون الحزب د. نافع علي نافع من تصريحات باقان، وقال إنها لا تستحق الحديث، واعتبر القضية مفهومة لكل الناس والمواقف معروفة. في غضون ذلك أكدت الخارجية اكتمال استعداداتها للذهاب لأديس أبابا في السادس عشر من يناير الجاري وذلك للدخول في المباحثات مع دولة جنوب السودان بشأن القضايا الخاصة بترحيل النفط عبر البنيات الأساسية لجمهورية السودان وقضايا التجارة وفقًا للجدول الزمني، في وقت نفى فيه الناطق باسم الخارجية السفير العبيد مروح وجود أي وساطات من دول أخرى، وجدَّد تمسك السودان بوساطة الاتحاد الإفريقي معتبرًا إياه المنبر الوحيد الذي يضع السودان ثقته فيه داعيًا في ذات الوقت أي طرف آخر يرغب في الإسهام في إيجاد تسوية لهذه القضايا أن ينسق جهده مع جهد الاتحاد الإفريقي. وعبر وزير الدولة برئاسة الجمهورية د. أمين حسن عمر في حديثه ل «الإنتباهة» عن زهد الحكومة في أية اتفاقيات مع الجنوب مقابل تنازلات ومساومات، وقال «فلتظل القضايا عالقة إذا أراد الجنوب ذلك». ومن جانبه وصف القيادي بقبيلة المسيرية عمر الأنصاري حديث باقان بأنه «كلام السكارى والحيارى» وقطع بجاهزية القبيلة للحرب، وقال ل «الإنتباهة»: «هذه خرمجة يقودها دينق ألور وإدوارد لينو بمعية باقان للضغط على سلفا كير».وأبان الأنصاري أن جوبا وقعت على اتفاق في أديس أبابا أقرَّ ب «شمالية» المنطقة، وصوب في الوقت نفسه انتقادات هي الأعنف من نوعها لباقان أموم قائلا: «باقان يحيك السيناريوهات، واتفق مع الخرطوم أو لم يتفق نحن دي أرضنا وجاهزين للحرب». وتابع «ده كلام سكارى وحيارى، وقبل كده جربوا معانا البيع بالبترول والدولار ورفضنا». وأضاف: «لا نبالي بأمريكا، ولا بباقان وألور وما يحيكون». ومن ناحية ثانية أكد د. نافع أن رفع الحظر الأمريكي للسلاح عن دولة الجنوب انحياز أمريكي أعمى لدولة الجنوب، في وقت يشهد فيه الجنوب حرباً أهلية. وقال نافع إن الإدارة الأمريكية تتحدث عن الإبادة الجماعية في كل مكان، ويمدون في ذات الوقت الجيش الشعبي بالسلاح لإبادة بعض القبائل بالجنوب، معتبراً ذلك حالة من المعايير المزدوجة من قبل الحكومة الأمريكية، ودعا قادة الحركة الشعبية للتفكير في دولتهم قبل التفكير في إقامة علاقات خارجية.