تواجه برامج مكافحة التبغ، العديد من التحديات خاصة وأن السودان يعتبر الدولة الوحيدة التي تزرع التبغ (التمباك)، ويحتاج الوضع إلى إيجاد بدائل للزراعة واستخدام نبتة (التمباك) لمكافحة الحشرات، إضافة إلى وجود آليات فاعلة لتطبيق القانون ومتابعة تنفيذ القرارات للمخالفين للوائح. وأعلنت وزارة الصحة ولاية الخرطوم، عن انطلاقة حملة توعوية وإرشادية بقيادة د. مأمون حميدة وزير الصحة بولاية الخرطوم، لتفعيل القانون وتكثيف برامج التوعية وسط المجتمع وتحريك الاتحادات الشبابية واللجان الشعبية للتوعية بمخاطر التبغ.. وتشير الإحصائيات إلى ان استخدام التبغ يعتبر ثالث الأمراض القاتلة، ومن المتوقع أن يكون السبب الأول للوفيات خلال الخمسة أعوام القادمة، وحسب المسح الذي أجرته وزارة الصحة الاتحادية تبلغ نسبة استخدام التبغ وسط الرجال (18%) والنساء (10%)، ووصف خبراء في المجال، مكافحة التبغ بأنه مشكلة عالمية معقدة لأنه متعدد الشركاء ولم يعد مسؤولية الصحة أو المالية فقط وإنما المواطن ودوره في إنفاذ القانون. وفي الصدد، طالبت جمعية حماية المستهلك بإلزام الشركات المنتجة للتبغ بوضع بوسترات وصور حقيقية توضح المخاطر الصحية في المنتج بدلا عن عبارة (التدخين ضار بالصحة)، وكشفت الجمعية عن وجود عيادة مجانية بمركز (يستبشرون) الطبي كل جمعة للاقلاع عن التبغ. وأكد رضوان يحيى المنسق القومي لبرنامج مكافحة التبغ ل (الرأي العام)، أن البرنامج بدأ منذ السبعينيات لإجراء البحوث والمسوحات والدراسات التي لها علاقة بمسببات السرطان ومخاطر التبغ لأن التبغ موجود في السودان بصوره الثلاث (سجائر وتمباك وشيشة). وأوضح أن السودان أجاز قانونا لمكافحة التبغ عام 2005م من قبل المجلس الوطني وصادق عليه رئيس الجمهورية، كما أنه صادق على الاتفاقية الإطارية العالمية التي تتضمن قوانين وإجراءات ملزمة للحد من الإتجار غير المشروع بالتبغ. وكشف المنسق رضوان عن خطة عام 2012م التي تستهدف تكثيف برامج التوعية والتبصير بمخاطر التبغ، بجانب التركيز على تبصير المواطن بالقانون في ظل عدم وجود شكاوى بالرغم من وجود القانون، ويرى أن التبغ مشكلة عالمية معقدة لم تعد مسؤولية الصحة وإنما مسؤولية جميع أفراد المجتمع ودورهم في إنفاذ القانون، وأشار رضوان يحيى إلى أنه سيتم التنسيق مع مع وزارة الصحة ولاية الخرطوم للحد من الترويج وإغلاق الأماكن التي يتم فيها تداول الشيشة والحد من الزيادة في إنتاج التبغ، وأشار إلى القيام بإجراء بحوث لتحديد وضع السودان في إستخدام التمباك لأنه يعتبر مشكلة كبيرة لأن سعره منخفض ويحتاج إلى دراسات علمية، واعتبر رضوان السودان الدولة الوحيدة التي تنتج وتزرع التبغ ويحتاج الوضع إلى إيجاد بدائل للمزارعين أو استخدام النبتة في مكافحة الحشرات إذ تلاحظ انها يقضي عليها، ولابد من عمل دراسات ومساعدة الباحثين. وأشار إلى أن عدم وجود دعم عالمي لتنفيذ الأنشطة يعد أحد المعوقات ويمثل تحدياً كبيراً، وقال: إن الدعم الحكومي (صفر) وجزء بسيط نتلقاه من الدعم العالمي ويكثف البرنامج من عمل الشراكات لتنفيذ الأنشطة ومكافحة التبغ، وكشف رضوان عن إجراء مسح بالتنسيق مع إدارات الصحة المدرسية وسط طلاب المدارس لمعرفة نسبة استخدام التبغ في جميع الولايات. د. ياسر ميرغنى الأمين العام لجمعية حماية المستهلك، قال ل (الرأي العام ) إنه تم تكوين لجنه للترويج لقانون مكافحة التبغ والاحتفال باليوم العالمي الذي يصادف 30 مايو، وأضاف: إن الوضع الحالي يحتاج إلى استخدام قوة القانون الولائي لمكافحة التبغ، وتابع: من خلال الشراكات سيتم الترويج للمضار الصحية للتبغ وسط طلاب المدارس ومن خلال الورش والملصقات. وطالب د. ياسر بضرورة إلزام الشركات بوضع صور حقيقية عن مخاطر التبغ، وأشار إلى وجود عيادة في مركز (يستبشرون) الطبي للإقلاع عن التبغ كل يوم جمعة مجانا، وتوقع افتتاح عيادات في أم درمانوالخرطوم وبحري بعد الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة التبغ. وكشف د. مأمون حميدة وزير الصحة بولاية الخرطوم، عن إستراتيجية متكاملة لمكافحة التبغ، واعتبره احد مسببات الأورام السرطانية ويأتي في المرتبة الثالثة للأمراض القاتلة، وتوقع أن يحتل المرتبة الأولى خلال الخمسة أعوام المقبلة، وأوضح أن الوزارة قامت بوضع قانون لمكافحة التبغ وتمت القراءة الثالثة له من قبل المجلس التشريعي ويحتوي على أربعة فصول تتمثل في الاحكام الاولية للقانون وضوابط ترويج التبغ وضبط التعامل والاقلاع عن التبغ ووضع المخالفات وحجز السلع، واشار الى ان الفصول الاربعة تحوي عدة مراحل تشمل حماية الابرياء من غير متعاطي التبغ والحد من دخول مدخنين جدد من خلال التوعية والارشاد، والعمل على حماية الاطفال في مراحل التعليم المختلفة، وتوفير بعض المعينات للتخفيف من تعاطي التبغ، وكشف الوزير عن انطلاقة حملة ارشادية لمكافحة التبغ على أن تبدأ بالمؤسسات الصحية، ووضع لائحة ادارية تمنع الاستخدام وتحريك الاتحادات الشبابية واللجان الشعبية. من جهته، طالب أحمد عبد الرحمن رئيس اللجنة العليا لمكافحة التبغ، الدولة بتحديد نسبة (النيكوتين) في السجائر، ووضع خطة ممرحلة للتوعية والارشاد. تقرير: أماني اسماعيل