بالرغم من توقف تجارة الحدود رسميا لأكثر من (3) أعوام اعتبارا من العام (2009) م، الا أن هناك ولايات مختلفة لا تزال تمارس هذا النشاط بصور غير مقننة مع بعض الدول المجاورة عبر التهريب للسلع داخليا وخارجيا، الأمر الذي أفقد البلاد عملات صعبة ، بجانب تزايد عمليات التهريب على معظم حدود البلاد. وأكد عثمان الشريف وزير التجارة أهمية الدور الذي تقوم به تجارة الحدود ، مبينا في أجتماع ضم عددا من الجهات المعنية بشأن هذه التجارة سعيهم مع الجهات ذات الصلة لإصدار قرار حاسم بشأن إستئناف العمل بتجارة الحدود. وقال الشريف ان جهات عديدة أكدت تضررها من ايقاف تجارة الحدود خلال الفترة الماضية الأمر الذي دعاهم للاهتمام بها ووضع كيفية إعادة العمل بها . وفى السياق دعا محمد أبكر مسؤول ادارة تجارة الحدود بولاية غرب دارفور رئاسة الجمهورية الى ضرورة اتخاذ قرار عاجل بشأن إستئناف العمل بتجارة الحدود . واضاف ابكر: ان معظم السلع التي كان يتم التعامل بها بتجارة الحدود مع الدول المختلفة، أصبحت تذهب لدول الجوار بدون عائد لأنه يتم تهريبها بطرق مختلفة بعيدا عن الطرق القانونية .وأوضح ابكر ل(الرأي العام) أن الولاية فقدت الكثير من مواردها عبر تصدير سلع لدول مجاورة بدون عائد على الولاية بينما تستفيد الدول الأخرى من هذه الميزة . وفي السياق قال عباس علي السيد الأمين العام لاتحاد الغرف الصناعية ان توقف العمل في مجال تجارة الحدود ساهم في فقدان جزء كبير من الموارد دون الاستفادة منها في الاقتصاد القومي . وأضاف عباس في حديثه ل(الرأي العام) : تم فقد عائدات مقدرة خلال الفترة الماضية لمرور بعض الصادرات عبر الحدود بصورة غير مقننة , خاصة التوسع في التهريب لصادرات عديدة من بينها المواشي والصمغ العربي وغيرها من السلع الاساسية وغير البترولية . وفى السياق دعا علي سيد احمد مسئول بادارة تجارة الحدود بالولاية الشمالية الدولة لأهمية مراعاة الضرر الذي لحق بكثير من الولايات جراء توقف هذا النشاط خلال (3) أعوام . وكشف سيد أحمد عن تزايد عمليات التهريب خلال الفترة الماضية نتيجة لهذا التوقف ، والذي وصفه بأنه غير مبرر بحجة قانونية . وأضاف في حديثه ل (الرأي العام) أنهم يستعجلون المعنيين بضرورة مراعاة الخسارة التي لحقت بالجانب التجاري وتقليص عائدات البلاد عن الدخل القومي .وقال د. محمد المبارك الخبير الاقتصادي ان تجارة الحدود تمثل أهمية قصوى في الاقتصاد، موضحا انها تلعب دورا ايجابيا في استقرار الأوضاع الأمنية والاجتماعية ، بجانب مساهمتها في زيادة الدخل القومي عبر توفير فرص عمل وغيرها من الايجابيات الأخرى .وأضاف المبارك فى حديثه ل(الرأي العام) ان عودة العمل بتجارة الترانزيت تنعش العلاقات الاقتصادية بين الدول وتوقف التهريب الذي قال انه بدأ في زيادة ملحوظة .
