خلصت دراسة أعدها الخبير بالحركات الإسلامية هاني نسيرة لمعهد "العربية للدراسات" إلى أن الجهاديين المحتملين وبعض الجماعات المنظمة كأنصار الشريعة بفروعها الثلاثة، ونجاحات القاعدة في بعض المناطق، فضلا عن زخم الصعود الإسلامي، الذي لم يترافق مع تطورات أو مراجعات عميقة على مستوى الخطاب أو الممارسة، واستمرار أزمة الهوية المستمرة، التي تجلت في تداعيات أزمة الفيلم المسيء أو الرسوم المسيئة الجديدة، كل هذه الفجوات الثقافية - السياسية - الاجتماعية، والقانونية تمثل فضاءات فرص جديدة للقاعدة أو التطرف الديني بشكل عام. وليس هذا فزعا من حدث التغيير السياسي والديمقراطي أو ثورة ما زالت تتفتح في سوريا أمام نظام قمعي متوحش يبيد شعبها، ولكنه كشف عن المهمة التي تقع على عاتق القوى المدنية والإسلامية المعتدلة بالعموم في رأب الصدع والتوافق من أجل النهضة والبناء دون شعبوية أو استحواذ لن يكون في صالح أحد باستثناء الشموليين عموما، وأنظمة سياسية أو أصولية دينية! وتوجد ثلاث جماعات تحمل اسم "أنصار الشريعة" في 3 دول هم مصر وليبيا وتونس وتتبنى السلفية الجهادية وفكر القاعدة، فلا شك أن السؤال عن فرص القاعدة في دول الربيع العربي يحمل شرعيته بشكل أعمق وأكبر من مجرد التنافسية أو الاستقطاب السياسي السائد في دول الربيع العربي بين الصعود الإسلامي أو الشتات المدني!