لازال الجدل يدور حول سياسات وزارة الصحة بولاية الخرطوم وما تقابله من رفض واسع سواء من الجمهور او من المختصين وتزداد المعاناة والمشاكل الناجمة عن تلك السياسات خاصة مايلى نقل العديد من الحوادث والاقسام المتخصصة من مستشفى الخرطوم الى وحدات اخرى يتفق الجميع على انها لم تهيأ بالصورة التى تمكنها من اداء دورها على الوجه المطلوب بالرغم من تأكيدات وزارة الصحة الولائية وحكومة الولاية على تأهيل تلك المستشفيات ومدها بكافة مقومات الخدمة من اسرة واختصاصيين وخلال اليومين الماضيين تصاعدت الشكاوي الناجمة عن تردي الخدمات في المؤسسات . فى مستشفى الانف والاذن والحنجرة اضطرت ادارة مستشفى الانف والاذن والحنجرة بالخرطوم الى اغلاق غرفة العمليات الجراحية عقب تعرض اكثر من عشرين طفلا لمضاعفات خطيرة في اعقاب اخضاعهم لعملية استئصال لوز وابدى عدد من اولياء الامور مخاوفهم ومن الاطفال الذين خضعوا لعملية لوز. الطفل اكرم ، الذى خضع لعملية (لوز) بتاريخ 20/2/2013م بمستشفى (الأذن والأنف والحنجرة ) بالخرطوم نجحت العملية بنسبة 100% وبعد ازالة تأثير البنج كتب له الطبيب المعالج اذن خروج وفى صبيحة اليوم التالى انتابته بعض الاعراض المرضية منها تشنجات فى العنق وانحناء فى الظهر مع صعوبة الحركة ، فى البداية اعتقدت اسرته ان الاعراض عادية وناتجة بسبب اجراء العملية ، لكن الاعراض استمرت لايام حتى جاء موعد مقابلة الطبيب المقرر له بعد عشرة ايام من اجراء العملية الجراحية ، وبعد الفحص افاد الطبيب ان الطفل مصاب بالتهابات فى العصب بسبب البنج مما تطلب حجزه بأحد العنابر بالطابق الثانى حيث فوجئت الاسرة بعدد كبير من الاطفال يعانون نفس الاعراض من بينهم الطفل (مصطفى ) سبع سنوات الذي اجريت له هو الآخر عملية استئصال لللوز فى يوم 29/ 1/ 2013م بنفس المستشفى وافاده الطبيب انها مجرد اعراض جانبية بسبب حقن الفولتركس المسكنة التى تزداد خطورتها باستمرار على الاطفال لاحتوائها على مخدر مسكن للالم وتتمثل خطورتها فى احتمال ادمانها ، ورغم ذلك تدهورت حالته وفى نهاية الامر طلب منهم الطبيب عمل صور رنين مغنطيسى اوضحت وجود صديد وتلف فى السلسلة الفقرية والسبب الالتهاب الناتج عن عملية اللوز. توجهت (الصحافة ) الى ادارة مستشفى الاذن والانف والحنجرة لمعرفة المزيد من التفاصيل حيث التقينا المدير العام بعد ان اخبره السكرتير بأن الصحافة تريد مقابلته جاء الينا خارج مكتبه ويبدو على ملامحه الانزعاج والتوتر وعندما هممنا بالحديث معه قاطعنا بقوله انه ليس لديه مايصرح به مطالبا الصحافة التوجه الى وزارة الصحة التي لديها مدير اعلام يصرح ويجيب على ما تريده خاصة ان ادارة المستشفى تبعث بتقارير يومية الى الوزارة بما يدور فى المستشفى. ولما كان الحديث عن الامر مرتبطاً بوزارة الصحة ولاية الخرطوم توجهنا الى هناك حيث شاءت الاقدار ان نلتقي مدير عام مستشفى الاذن والانف الحنجرة ومساعده اللذين رفضا الحديث الينا صباحا بحجة انهما ملتزمان بتوجيهات الوزارة بالتصريح عبرها وفي ذات الوقت كان المدير العام قد صرح لصحيفة اخرى متجاوزا (السيستم ) الذي اكد التزامه به . في المؤتمر الصحفي بوزارة الصحة جاءت ادارة مستشفى الاذن والانف والحنجرة لتؤكد ان الحالات التي تأتي الى المستشفى فوق طاقته ، وقال مديرها العام انهم لم يكتشفوا مصدر العدوى بعد ومن المتوقع ان يتم تحديد المصدر الذي انتقلت منه بكتريا( السود مونس ) المسببة للحالة التي يعاني منها ( 22) طفلاً اجريت لهم العمليات في منتصف فبراير ، بينهم (15) طفلاً بالمستشفى حتى الآن ، ونفى مدير عام مستشفى الانف والاذن والحنجرة استقبال المستشفى لحالات جديدة ، مؤكدا ان ادارة المستشفى قد تكفلت بعلاج الحالات . ونفى المدير العام لمستشفى الاذن والانف والحنجرة حدوث حالات شلل وسط الاطفال المصابين بالعدوى واضاف (انا متفائل بعدم حدوث شلل وسط الاطفال ونسبة الاستجابة للعلاج عالية!) ، موضحا ان المستشفى يستقبل يوميا 8 حالات صبغة و8 حالات جسم غريب . وان المستشفى استعان بلجنة خبراء من وزارتي الصحة الاتحادية والولائية وفريق خبراء من الخارج ومن مستشفى سوبا الجامعي لمعالجة الوضع، وتوقع ان يتم ذلك في غضون اليومين المقبلين . من ناحيته اوضح مساعد مدير مستشفى الاذن والانف والحنجرة محمود ابوقناية ان المستشفى باعتباره المرجعي الوحيد ويستقبل الحالات من كل البلاد ، وبرغم توقف العمليات حاليا تحسبا لانتقال اي عدوى فان عدد العمليات التي تجرى بالمستشفى تتراوح بين 35 الى 40 عملية يوميا وبالمستشفى80 سريراً و4 غرف للعمليات النظيفة وغرفة للعمليات غير النظيفة وهناك (15) اخصائياً بالاضافة لعمليات السرطانات التي قال انها في تزايد مستمر . وقال ابوقناية ان عدد الحالات المصابة بالبكتريا 22 حالة وان سعر دواء الفورتم المعالج لهذه الحالات 75 جنيهاً للانبوب ويستخدم مرتين يوميا ويستمر المريض فيه لمدة خمسة ايام وقد تصل الِى عشرة حسب تقدير الحالة . ويشير ابوقناية الى ان هذه الحالات لم تأتِ الى المستشفى لان الاعراض التي شعر بها المرضى تعتبر عادية لطبيعة العمليات التي تم اجراؤها وان الحمى التي اصابتهم كانت خفيفة لذلك اعتبروها ذات صلة بالعملية . ولم يكن مرضى الانف والاذن والحنجرة هم الوحيدون الذين يعانون ، بل هنالك من لايجدون العناية حيث توقف العمل في قسم المخ والاعصاب بمستشفى ابراهيم مالك بسبب افتقاره لمقومات العمل الاساسية ورفض الاطباء العمل في اوضاع غير ملائمة للمرضى على حد وصفهم ولم يتم فحص التربة والمكان قبل نقل القسم الى هناك . (الصحافة) توجهت الى مستشفى ابراهيم مالك الذى امتنع فيه الاطباء بقسم المخ والاعصاب عن اجراء عمليات بسبب خوفهم على حياة المرضى لان القسم تنقصه كثير من معينات العمل الضرورية ، والذى يزور المستشفى يلاحظ انه تنعدم فيه الحركة ولم نجد فى باحة المستشفى سوى عربة المدير العام الذى التقيناه وهو يهم بالصعود لسيارته ولم يكن لدينا خيار سوى الاسراع نحوه والحديث اليه ولكنا فوجئنا برده بعد ان علم بهويتنا وقبل ان يعرف ما الذي نريد ان نستفسر منه اجابنا بأن لا وقت لديه طلبنا منه رقم هاتفه الجوال فأجاب بخشونة أكثر ... لا ورفض . (الصحافة) التي اعتادت دائما ان تصل الى مكان الحدث والوصول الى الجهات ذات الصلة لم تستغرب لرده الجاف قلنا ترى ما الذي يشغل بال الرجل الذي قبل ان يكون لديه قسم يفتقر لمقومات العمل للدرجة التي دفعت الاطباء للتوقف عن العمل ؟ بعد البحث والتمحيص علمت الصحافة بأن الاطباء رفضوا اجراء العمليات بسبب عدم توفر المعينات والبيئة المثلى . تحقيق: هويدا وهند