كامل إدريس يلتقي الناظر ترك ويدعو القيادات الأهلية بشرق السودان للمساهمة في الاستشفاء الوطني    شاهد بالصورة والفيديو.. بأزياء مثيرة.. حسناء أثيوبية تشعل حفل غنائي بأحد النوادي الليلية بفواصل من الرقص و"الزغاريد" السودانية    شاهد بالفيديو.. بلة جابر: (ضحيتي بنفسي في ود مدني وتعرضت للإنذار من أجل المحترف الضجة وارغو والرئيس جمال الوالي)    اللجنة العليا لطوارئ الخريف بكسلا تؤكد أهمية الاستعداد لمواجهة الطوارئ    حملة في السودان على تجار العملة    اتحاد جدة يحسم قضية التعاقد مع فينيسيوس    إيه الدنيا غير لمّة ناس في خير .. أو ساعة حُزُن ..!    مشاهد من لقاء رئيس مجلس السيادة القائد العام ورئيس هيئة الأركان    خطة مفاجئة.. إسبانيا تستعد لترحيل المقاول الهارب محمد علي إلى مصر    من اختار صقور الجديان في الشان... رؤية فنية أم موازنات إدارية؟    المنتخب المدرسي السوداني يخسر من نظيره العاجي وينافس علي المركز الثالث    الاتحاد السوداني يصدر خريطة الموسم الرياضي 2025م – 2026م    إعلان خارطة الموسم الرياضي في السودان    غنوا للصحافة… وانصتوا لندائها    ترتيبات في السودان بشأن خطوة تّجاه جوبا    توضيح من نادي المريخ    حرام شرعًا.. حملة ضد جبّادات الكهرباء في كسلا    تحديث جديد من أبل لهواتف iPhone يتضمن 29 إصلاحاً أمنياً    شاهد بالفيديو.. بأزياء مثيرة وعلى أنغام "ولا يا ولا".. الفنانة عشة الجبل تظهر حافية القدمين في "كليب" جديد من شاطئ البحر وساخرون: (جواهر برو ماكس)    امرأة على رأس قيادة بنك الخرطوم..!!    ميسي يستعد لحسم مستقبله مع إنتر ميامي    تقرير يكشف كواليس انهيار الرباعية وفشل اجتماع "إنقاذ" السودان؟    محمد عبدالقادر يكتب: بالتفصيل.. أسرار طريقة اختيار وزراء "حكومة الأمل"..    وحدة الانقاذ البري بالدفاع المدني تنجح في إنتشال طفل حديث الولادة من داخل مرحاض في بالإسكان الثورة 75 بولاية الخرطوم    "تشات جي بي تي" يتلاعب بالبشر .. اجتاز اختبار "أنا لست روبوتا" بنجاح !    "الحبيبة الافتراضية".. دراسة تكشف مخاطر اعتماد المراهقين على الذكاء الاصطناعي    الخرطوم تحت رحمة السلاح.. فوضى أمنية تهدد حياة المدنيين    المصرف المركزي في الإمارات يلغي ترخيص "النهدي للصرافة"    أول أزمة بين ريال مدريد ورابطة الدوري الإسباني    أنقذ المئات.. تفاصيل "الوفاة البطولية" لضحية حفل محمد رمضان    بزشكيان يحذِّر من أزمة مياه وشيكة في إيران    لجنة أمن ولاية الخرطوم تقرر حصر وتصنيف المضبوطات تمهيداً لإعادتها لأصحابها    انتظام النوم أهم من عدد ساعاته.. دراسة تكشف المخاطر    مصانع أدوية تبدأ العمل في الخرطوم    خبر صادم في أمدرمان    اقتسام السلطة واحتساب الشعب    شاهد بالصورة والفيديو.. ماذا قالت السلطانة هدى عربي عن "الدولة"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان والممثل أحمد الجقر "يعوس" القراصة ويجهز "الملوحة" ببورتسودان وساخرون: (موهبة جديدة تضاف لقائمة مواهبك الغير موجودة)    شاهد بالفيديو.. منها صور زواجه وأخرى مع رئيس أركان الجيش.. العثور على إلبوم صور تذكارية لقائد الدعم السريع "حميدتي" داخل منزله بالخرطوم    إلى بُرمة المهدية ودقلو التيجانية وابراهيم الختمية    رحيل "رجل الظلّ" في الدراما المصرية... لطفي لبيب يودّع مسرح الحياة    زيادة راس المال الاسمي لبنك امدرمان الوطني الي 50 مليار جنيه سوداني    وفاة 18 مهاجرًا وفقدان 50 بعد غرق قارب شرق ليبيا    احتجاجات لمرضى الكٌلى ببورتسودان    السيسي لترامب: ضع كل جهدك لإنهاء حرب غزة    تقرير يسلّط الضوء على تفاصيل جديدة بشأن حظر واتساب في السودان    استعانت بصورة حسناء مغربية وأدعت أنها قبطية أمدرمانية.. "منيرة مجدي" قصة فتاة سودانية خدعت نشطاء بارزين وعدد كبير من الشباب ووجدت دعم غير مسبوق ونالت شهرة واسعة    مقتل شاب ب 4 رصاصات على يد فرد من الجيش بالدويم    دقة ضوابط استخراج أو تجديد رخصة القيادة مفخرة لكل سوداني    أفريقيا ومحلها في خارطة الأمن السيبراني العالمي    الشمالية ونهر النيل أوضاع إنسانية مقلقة.. جرائم وقطوعات كهرباء وطرد نازحين    شرطة البحر الأحمر توضح ملابسات حادثة إطلاق نار أمام مستشفى عثمان دقنة ببورتسودان    السودان.. مجمّع الفقه الإسلامي ينعي"العلامة"    ترامب: "كوكاكولا" وافقت .. منذ اليوم سيصنعون مشروبهم حسب "وصفتي" !    بتوجيه من وزير الدفاع.. فريق طبي سعودي يجري عملية دقيقة لطفلة سودانية    نمط حياة يقلل من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 40%    عَودة شريف    لماذا نستغفر 3 مرات بعد التسليم من الصلاة .. احرص عليه باستمرار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



(ﺃﺯﻣﺎﺗﻨﺎ ) .. ﻛﻴﻒ ﻧﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ ؟ !!
نشر في النيلين يوم 08 - 06 - 2013

ﻳﺬﻛﺮ ﺃﻥ ﺯﻭﺟﻴﻦ ﺃﺳﺴﺎ ﻣﺸﺮﻭﻋﺎ ﺗﺠﺎﺭﻳﺎ ﻛﻠﻔﻬﻤﺎ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺩﻭﻻﺭ ﻟﻢ ﻳﻠﺒﺜﺎ ﺃﺳﺒﻮﻋﺎ ﺇﻻ ﻭﺧﺴﺮﺍ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻭﺑﻌﺪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻬﺰﻳﻤﺔ ﻟﻢ ﻳﺒﻘﻴﺎ ﺃﺳﻴﺮﻳﻦ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﻜﺎﺭﺛﺔ , ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺳﺆﺍﻝ (ﺫﻫﺒﻲ ) ﻣﻔﺎﺩﻩ ﻛﻴﻒ ﻧﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﻭﻧﺤﺴﻦ ﺃﻭﺿﺎﻋﻨﺎ ؟ ﻓﺄﻟﻔﺎ ﻛﺘﺎﺑﺎ ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ ) ﻛﻴﻒ ﺗﺨﺴﺮ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺩﻭﻻﺭ ﻓﻲ ﺃﺳﺒﻮﻉ؟ ( ﻭﻗﺪ ﺣﻘﻖ ﻣﺒﻴﻌﺎﺕ ﺗﺠﺎﻭﺯﺕ ﺍﻟﻤﻠﻴﻮﻥ ﺩﻭﻻﺭ !
ﺇﻧﻪ ﻓﻦ ﺗﺤﻮﻳﻞ ﺍﻟﺨﺴﺎﺋﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺎﺳﺐ ﻭﺍﻟﻔﺸﻞ ﺇﻟﻰ ﻧﺠﺎﺡ ﻭﺍﻟﻘﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺿﻌﻒ. ﺇﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍﻟﻔﻄﻨﺔ ﻭﻗﻮﺓ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻋﺪﻡ ﺍﻻﻧﻬﺰﺍﻡ ﻟﻠﻈﺮﻭﻑ ﻭﺍﻻﻧﻄﺮﺍﺡ ﻋﻠﻰ ﻋﺘﺒﺎﺕ ﺍﻟﻌﻘﺒﺎﺕ ﺑﻞ ﻮﺍﺟﻬﺘﻬﺎ ﻭﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻣﻐﺎﻟﺒﺘﻬﺎ ﺑﺎﻷﺳﺌﻠﺔ( ﺍﻟﺬﻫﺒﻴﺔ ) ﻭﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻲ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﻴﺄﺱ ﻭﺍﻹﺣﺒﺎﻁ .
ﺇﻥ ﺗﺤﻮﻳﻞ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺇﻟﻰ ﻓﺮﺻﺔ ﻟﻠﻨﺠﺎﺡ ﻭﺍﻟﺘﻔﻮﻕ ﻭﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﻨﺎﻓﻊ ﻻ ﻳﺘﺄﺗﻰ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺃﺣْﺴَﻨَّﺎ ﺇﺩﺍﺭﺗﻬﺎ، ﻭﺗﻤﻜﻨَّﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﻛﺒﺮ ﻗﺪﺭ ﻣﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻟﻬﺎ، ﻭﺍﺳﺘﻄﻌﻨﺎ ﺍﻟﺘﺤﻜﻢ (ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﻛﺒﻴﺮ ) ﻓﻲ ﺗﻮﺟﻴﻪ ﺩﻓﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺁﺛﺎﺭﻫﺎ.
ﻓﻤﻦ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﻣﻨﻊ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﻮﻉ، ﺃﻭ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻭﻗﺖ ﺍﻻﻧﻔﺠﺎﺭ ﻷﻱ ﺃﺯﻣﺔ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺗﺘﺴﻢُ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﺑﻌﻨﺼﺮ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺄﺓ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻘﻊ ﺍﻷﺯﻣﺔ، ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺇﻻَّ ﻗﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﺑﻬﺪﻭﺀٍ ﻭﺭﺑﺎﻃﺔ ﺟﺄﺵ ، ﻓﻠﻮ ﺃﺧﺬﻧﺎ ( ﻭﻓﺎﺓ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ) ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺪ ﻣﻦ ﺃﺻﻌﺐ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺮﺕ ﺑﺎﻷﻣﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻃﻼﻕ ﻭﺃﺧﻄﺮﻫﺎ ، ﻭﻟﻨﺮ ﻛﻴﻒ ﺗﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺃﺑﻮﺑﻜﺮ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺑﺮﺑﺎﻃﺔ ﺟﺄﺵ ﺃﺧﺮﺟﺖ ﺍﻷﻣﺔ ﻣﻦ ﻓﺘﻨﺔ ﻻ ﻳﺤﻤﺪ ﻋﻘﺒﺎﻫﺎ !ﻓﺒﻤﺠﺮﺩ ﻇﻬﻮﺭ ﻃﻼﺋﻊ ﺍﻷﺯﻣﺔ، ﻳﻜﺜﺮ ﺍﻟﻘﻴﻞ ﻭﺍﻟﻘﺎﻝ ﻭﺗﺘﻨﺎﻗﻞ ﺍﻟﺸﺎﺋﻌﺎﺕ ، ﻭﺗﺠﺪ ﻟﻠﺤﺎﺩﺛﺔ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﺃﻟﻒ ﻗﺼﺔٍ ﻭﻗﺼﺔ ، ﻓﻴﺤﺘﺎﺭ ﺍﻟﻠﺒﻴﺐ ﻭﻳﻌﺠﺰ ﻋﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻷﺭﻳﺐ، ﻭﻳﻌﻴﺶ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ (ﺍﻷﺯﻣﻮﻱ ) ﺣﺎﻟﺔً ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ . ﻭﻫﻨﺎ ﻳﺄﺗﻲ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﺗﻤﻠﻴﻚ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺔ ﺃﻭﻻ ﺑﺄﻭﻝ ﺑﺸﻔﺎﻓﻴّﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﺗﻐﻠﻖ ﺑﺎﺏ ( ﺍﻟﻘﻴﻞ ﻭﺍﻟﻘﺎﻝ ) ﻭﺭﻭﺍﺝ ﺍﻟﺸﺎﺋﻌﺎﺕ. ﻓﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ( ﺃﺯﻣﺎﺗﻨﺎ ) ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ ( ﺧﻴّﺮﺓ ) ﻭﺧﻴﺮﺍً ﻭﻓﻴﺮﺍ ﺗﻐﻴّﺮ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻓﻀﻞ ، ﺗﺨﻄﺮ ﻓﻲ ﺫﻫﻨﻲ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻗﺼﺔ ﺃﻡ ﻣﻮﺳﻰ ؛ ( ﻓَﺮَﻭﻋَﻬﺎ ) ﻋﻠﻰ ﺿﻴﺎﻉ ﻃﻔﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺣﺘﻰ ﺻﺎﺭ ﻓﺆﺍﺩﻫﺎ ﻛﻤﺎ ﻭﺻﻔﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ " ﻓﺎﺭﻏﺎً " ﻋﻦ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻴﻪ ! ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺼﻴﺒﺔ ( ﻓﻲ ﻇﺎﻫﺮﻫﺎ ) ﺧﻴﺮﺍً ﻟﻬﺎ ﻭﻟﻪ ، ﻓﻜﻴﻒ ﻛﺎﻥ ﺳﻴﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﻗﺼﺮ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﺣﺘﻰ ﻳﺤﻈﻰ ﺑﺤﻤﺎﻳﺘﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﻟﻮﻻ ﺍﻟﻤﺮﻭﺭ ﻋﺒﺮ ﻗﻨﻄﺮﺓ ﺍﻻﺑﺘﻼﺀ ، ﻓﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ﻳﻌﻠﻤﻨﺎ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﻋﻈﻤﺔ ﻣﺎ ﻧﺨﺮﺝ ﻣﻨﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻼﺀ ﻭﺍﻟﻤﺤﻦ ( ﻭَﻋَﺴَﻰ ﺃَﻥْ ﺗَﻜْﺮَﻫُﻮﺍ ﺷَﻴْﺌًﺎ ﻭَﻫُﻮَ ﺧَﻴْﺮٌ ﻟَﻜُﻢْ ﻭَﻋَﺴَﻰ ﺃَﻥْ ﺗُﺤِﺒُّﻮﺍ ﺷَﻴْﺌًﺎ ﻭَﻫُﻮَ ﺷَﺮٌّ ﻟَﻜُﻢْ ﻭَﺍﻟﻠَّﻪُ ﻳَﻌْﻠَﻢُ ﻭَﺃَﻧْﺘُﻢْ ﻟَﺎ ﺗَﻌْﻠَﻤُﻮﻥَ (216) ) ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ.
ﻫﻨﺎﻙ ﻗﺼﺔ ﻣﺸﻬﻮﺭﺓ ﻋﻦ ﺭﺟﻞ ﺣﻜﻴﻢ ﺳﺎﻓﺮ ﻣﻊ ﺭﻓﺎﻗﻪ، ﻭﻛﺎﻥ ﻛﻠﻤﺎ ﻭﻗﻊ ﻟﻪ ﺃﻣﺮ ﻻ ﻳﻌﺠﺒﻪ ﺭﺿﻲ ﻭﻗﺎﻝ " ﺧﻴّﺮﺓ " ﻭﺗﻜﺮﺭﺕ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺑﺘﻜﺮﺭ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺿﺎﻕ ﻣﻨﻪ ﺭﻓﺎﻗﻪ ﻭﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﻣﻤﺎﺯﺣﺘﻪ، ﻓﺎﺗﻔﻘﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺇﺧﻔﺎﺀ ﺑﻌﻴﺮﻩ، ﺛﻢ ﻳﺨﺒﺮﻭﻩ ﺃﻧﻪ ﺷﺮﺩ ﻭﻟﻢ ﻳﺠﺪﻭﻩ ، ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻪ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺃﺟﺎﺏ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻣﺴﺒﻘﺎ ( ﺧﻴّﺮﺓ ) ﺗﻔﺎﺟﺄﻭﺍ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺛﻢ ﺿﺤﻜﻮﺍ ﻋﻠﻰ (ﺑﺮﻭﺩﻩ ) ﻭﻣﻘﺎﺑﻠﺔ (ﺍﻷﺯﻣﺔ ﻭﺍﻟﻤﺤﻨﺔ ) ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻫﺠﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﻗﻄﺎﻉ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﻓﺄﺧﺬﻭﺍ ﺟﻤﺎﻟﻬﻢ ﺑﺄﺣﻤﺎﻟﻬﺎ ﻭﻫﺮﺑﻮﺍ ﻓﻠﻢ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﺍ ﺍﻟﻠﺤﺎﻕ ﺑﻬﻢ ، ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻬﻢ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺃﺧﺮﺟﻮﺍ ﺟﻤﻞ ﺻﺎﺣﺒﻬﻢ ﺑﺤﻤﻠﻪ ﻣﻦ ﻣﺨﺒﺌﻪ ﻭﻫﻢ ﻳﺼﻴﺤﻮﻥ ( ﺧﻴﺮﺓ ، ﺧﻴﺮﺓ ) ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻐﺰﻯ ، ﻓﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺤﻦ ﺗﺤﻮﻟﺖ ﺇﻟﻰ ﻧﺠﺎﺣﺎﺕ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺋﻬﺎ ( ﺧﻴﺮﺍً ) ﻛﺜﻴﺮﺍً .
ﺣﻜﻰ ﻟﻲ ﻗﺒﻞ ﺃﻳﺎﻡ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻌﺮﻓﺖ ﺑﻬﻢ ﻣﻦ (ﺍﻷﺳﺎﻓﻴﺮ ) ﻗﺎﺋﻼً : ﺇﻧﻪ ﺃﺻﻴﺐ ﺑﺤﺎﺩﺙ ﺳﻴّﺮ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺇﺻﺎﺑﺘﻪ ﻓﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﺃﻃﺮﺍﻓﻪ ، ﻓﺴﺎﻓﺮ ﻟﻠﻌﻼﺝ ﺍﻟﻰ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ، ﻓﺒﻌﺪ ﺃﻥ ﺷﻔﻲ ﺣﻤﻞ ﻣﻌﻪ ﺑﻌﺾ ( ﺍﻷﻏﺮﺍﺽ ) ﻟﻠﺘﺠﺎﺭﺓ ﻟﻜﻲ ﺗﻐﻄﻲ ﻟﻪ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﻣﺼﺮﻭﻓﺎﺕ ﺍﻟﻌﻼﺝ ،ﻓﻜﺎﻧﺖ ( ﻓﺘﺤﺎً ) ﻟﻪ ﻟﻤﻮﺍﺻﻠﺔ ﺗﺠﺎﺭﺗﻪ ﺍﻟﺘﻲ ( ﺗﻮﺳﻌﺖ ) ﻭﺑﺪﺃ ﻳﺘﺮﺩﺩ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﻫﺬﻩ ( ﺍﻟﺤﺎﺩﺛﺔ )ﻋﻠﻰ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻭﻳﺘﺎﺟﺮ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﻠﺰﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ( ﺩﺭّﺕ )ﻟﻪ ﺭﺑﺤﺎً ﻛﺒﻴﺮﺍً ، ﺣﺘﻰ ﺟﻌﻠﺘﻪ ﻓﻲ ﻣﺼﺎﻑ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ. ﻓﻨﺤﻦ ﻳﻦ ﻧﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺑﻤﻨﻈﻮﺭﻧﺎ ( ﺍﻟﻘﺼﻴﺮ ) ﻧﺘﺄﻟﻢ ﻭﻧﺘﻀﺎﻳﻖ ﻭﻧﺘﻀﺠﺮ ﻣﻦ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻭﻧﺘﻤﻨﻰ ﺇﻥ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ، ﻭﻻ ﻧﺪﺭﻱ ﻟﻌﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻛﺘﺐ ﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﺛﻨﻴﺎﻫﺎ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺍﻟﻮﻓﻴﺮ.
ﺑﻘﻠﻢ : ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮ ﺍﻟﻌﻴﺴﺎﺑﻲ


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.