يحوم كالفراشة ويلدغ كالنحلة.. هل يقتل أنشيلوتي بايرن بسلاحه المعتاد؟    حزب الأمة القومي: يجب الإسراع في تنفيذ ما اتفق عليه بين كباشي والحلو    دول عربية تؤيد قوة حفظ سلام دولية بغزة والضفة    تشاد : مخاوف من احتمال اندلاع أعمال عنف خلال العملية الانتخابية"    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    صلاح العائد يقود ليفربول إلى فوز عريض على توتنهام    الفنانة نانسي عجاج صاحبة المبادئ سقطت في تناقض أخلاقي فظيع    وزير الداخلية المكلف يقف ميدانياً على إنجازات دائرة مكافحة التهريب بعطبرة بضبطها أسلحة وأدوية ومواد غذائية متنوعة ومخلفات تعدين    جبريل ومناوي واردول في القاهرة    وزيرالخارجية يقدم خطاب السودان امام مؤتمر القمة الإسلامية ببانجول    وزير الخارجية يبحث مع نظيره المصري سبل تمتين علاقات البلدين    (لا تُلوّح للمسافر .. المسافر راح)    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الأحد    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الأحد    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    بوتين يحضر قداس عيد القيامة بموسكو    انتفاضة الجامعات الأمريكية .. انتصار للإنسان أم معاداة للسامية؟    الأمم المتحدة: آلاف اللاجئين السودانيين مازالو يعبرون الحدود يومياً    وفاة بايدن وحرب نووية.. ما صحة تنبؤات منسوبة لمسلسل سيمبسون؟    برشلونة ينهار أمام جيرونا.. ويهدي الليجا لريال مدريد    وداعاً «مهندس الكلمة»    النائب الأول لرئيس الاتحاد ورئيس لجنة المنتخبات يدلي بالمثيرأسامة عطا المنان: سنكون على قدر التحديات التي تنتظر جميع المنتخبات    الجنرال كباشي فرس رهان أم فريسة للكيزان؟    ريال مدريد يسحق قادش.. وينتظر تعثر برشلونة    الأمعاء ب2.5 مليون جنيه والرئة ب3″.. تفاصيل اعترافات المتهم بقتل طفل شبرا بمصر    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة لها مع زوجها وهما يتسامران في لحظة صفاء وساخرون: (دي محادثات جدة ولا شنو)    شاهد بالصور والفيديو.. رحلة سيدة سودانية من خبيرة تجميل في الخرطوم إلى صاحبة مقهى بلدي بالقاهرة والجمهور المصري يتعاطف معها    تمندل المليشيا بطلبة العلم    ((كل تأخيرة فيها خير))    الإتحاد السوداني لكرة القدم يشاطر رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الأحزان برحيل نجله محمد    دراسة تكشف ما كان يأكله المغاربة قبل 15 ألف عام    مستشار سلفاكير يكشف تفاصيل بشأن زيارة" كباشي"    نانسي فكرت في المكسب المادي وإختارت تحقق أرباحها ولا يهمها الشعب السوداني    قائد السلام    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة حديثة تعلن بها تفويضها للجيش في إدارة شؤون البلاد: (سوف أسخر كل طاقتي وإمكانياتي وكل ما أملك في خدمة القوات المسلحة)    الأمن يُداهم أوكار تجار المخدرات في العصافرة بالإسكندرية    العقاد والمسيح والحب    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الصحفي الذي يتمنى الموت داخل صحيفة .. عمر اسماعيل
نشر في النيلين يوم 12 - 06 - 2013

صحافة (كٌتاب الرأي) جريمة إشتركت فيها الحكومة وملاك الصحف ورؤساء التحرير
واقع الصحفيين يحكي عن صحفي فقد والديه وأصبح يسير بلا هادي
الوضع الصحفي الآن يمشي حسب رغبة بعض كبار الصحفيين بمبدأ (أنا أحبك..أنا أكرهك)!!
بعض الكتاب يثيرون الضحك
اعلانات صدور الصحف الجديدة تشبه أسماء نجوم الأفلام الهندية وأفلام الكاوبوي..هذا اسفاف واستخفاف..!!
الصحفي عمر اسماعيل عبد الصادق من جيل بداية الثمانينيات في العمل الصحفي وهو من مواطني الشمالية، منطقة الدبة تخرج في العام 1982م في جامعة أم درمان الاسلامية قسم الصحافة والاعلام، عمل في حوالي (24) صحيفة ومجلة وعمل كذلك في ثلاث حقب المايوية والحزبية والانقاذ، ويقول بأن أجمل سنوات عمره قضاها في صحف الايام، السياسة، السودان الحديث والانقاذ الوطني وهنالك فترات قصيرة عمل فيها منها البيان والأزمنة والجمهورية والرائد إذاً صحفي بهذا التاريخ وهذه الخبرة تبقى لشهادته في تاريخ الصحافة السودانية المعاصرة والمرتبطة بدون شك بالسياسة ما بقى لها أهميتها وأثرها فالرجل أصبح رئيساً لتحرير صحف (الأزمنة) (البيان) ولهذا كله وغيره أحاوره في حوارات رئيس التحرير
حاوره : اسامة عوض الله
[email protected]
*في مستهل هذا الحوار معك أخي الأستاذ عمر اسماعيل كيف نقرأ واقع الصحافة في السودان اليوم؟
للأسف الشديد غير مطمئن، فالأداء التحريري متدنٍ حتى في الشكل إلى جانب ضعف القوانين المنظمة للعمل الصحفي من قبل مجلس الصحافة أو إتحاد الصحافيين أو حتى إدارات الصحف، فلا أرى أي تقدم للصحافة السودانية من ناحية أداء تحريري، كفاءات، معرفة بالعمل الصحفي، تدريب وتأهيل منذ أواخر التسعينيات وللأسف الذين عليهم تطوير العمل الصحفي لا هم لهم غير المكايدات داخل الصحيفة الواحدة أو بين صحيفة وأخرى، يمكن التفريق بين هذا جيد وهذا سيئ من ناحية الحرص على التمسك بثوابت المهنة والانتماء الوطني، وبعد صحافتنا لا تفرق بين ما هو وطني وما يسيء للوطن..كل الصحف تلف وتدور تحت حماية قانون واحد، وقانون المهنة مسؤولة عنه الصحف نفسها، فلماذا الاختلاف ونشر البغضاء بين الصحف؟.
*كيف تنظر لواقع الصحافيين في السودان؟
مع الاحترام لكل الجهات المسؤولة عن مهنة الصحافة، واقع الصحفيين يحكي عن صحفي فقد والديه وأصبح يسير بلا هادي..وضع الصحفيين يتضح في الحقوق غير المقننة، ولا يوجد تدريب وتأهيل والوضع يمشي حسب رغبة بعض كبار الصحفيين بمبدأ "أنا أحبك..أنا أكرهك" فما يحدث لا علاقة له بمهنة من أشرف المهن "الصحافة" ومسألة وضع الصحفيين يتطلب وقفة متأنية لاعادة صياغة من هو الصحفي، وما يحدث الآن لا علاقة له بالصحافة، وكثير من الزملاء الصحافيين وجدوا أنفسهم في موقف "محير" ووضع الصحافيين يحتاج ترتيب أوضاع إدارية بصفة شاملة وألا يكون مسؤولية صحيفة لوحدها، فعندما يوقع صحفي محترم على عقد عمل مع صحيفة ما لابد أن يكون اتحاد الصحافيين ومجلس الصحافة على علم..أن يحدد سنوات كل وظيفة بمعنى رئيس القسم يكون على الأقل عمل (10) سنوات، سكرتير التحرير أكثر من (10) سنوات، ومدير ورئيس التحرير على سرج واحد ألا يقل عن (15) سنة، أما الآن فحدث ولا حرج، وهذا الحديث ليس من ورائه أي قصد غير تنظيم الهيكل الصحفي لكل الصحف، فقد يرفض الكثير لشيء في أنفسهم، لكن لابد أن يكون هناك هيكل موحد، ومجلس الصحافة عمل هيكلا راتبيا ولكن للأسف الصحف لم تلتزم..هناك مسألة تتعلق بتدريب الصحافيين، وقد إقترحت قبل ذلك بقيام معهد يتدرب فيه أي صحفي لمدة لا تقل عن "6" أشهر، ويكون التوقيع مع الصحفي من داخل المعهد حتى لا تكون مسألة التدريب بصورتها الحالية في كثير من الصحف خاصة أن هناك بعض الصحف تنظر للمتدربين بأنهم (تمامة عدد) وتنتظر منهم أقصى أنواع الأداء الصحفي، وأسوق الاجابة عن هذا السؤال وأضعها أمام نقيب الصحفيين د. تيتاوي عسى ولعل أن ينجز منها قدراً مثلما أنجز مشاريع كبرى فرح بها الصحافيون.
*خضت تجارب صحافية سابقة في التأسيس التحريري ورئاسة التحرير وقيادة عدد من الصحف كيف تنظر لتلك التجارب أرجو أن تقيم لي كل تجربة على حده؟
هذا السؤال تبدو أن الاجابة عليه كبيرة جداً، والآن شارفت على اعداد كتاب يحوي تجربتي الصحافية باسم "مشوار المتاعب" فأنا والحمد لله لم أتوقف يوماً عن أداء المهنة وربنا يستر في الأيام القادمات..بدأت في العام 1982م ويسعدني الآن أن أقول إن الأستاذ أحمد البلال الطيب رئيس تحرير صحيفة أخبار اليوم هو أول من رحب بي وأنا خريج "جديد لنج" وتعامل معي كأنما أنا صحفي قضيت العديد من السنوات "وعلى طول" طلب مني أن أواصل عملي، وبعدها تعرفت على بقية تيم صحيفة الايام الذين منهم أستاذنا وشيخنا تيتاوي والمرحوم حسن ساتي وغيرهما من الزملاء، والنظر إلى فترة مايو فترة تعلمت فيها الكثير والكثير وهي التي بنت شخصيتي في العمل الصحفي من إنضباط ونظام وحب المهنة وإحترام من سبقوني، بعد الانتفاضة كنت من أول الصحافيين الذين استعانت بهم صحيفة "السياسة" في إختيار المحررين خاصة الجدد، وكانت صحيفة "السياسة" نوارة الفترة الحزبية السابقة مقارنة بالصحف الصادرة آنذاك، وللأسف الشديد نحن مجموعة في صحيفة السياسة نفذنا إنسحابا تكتيكيا من الصحيفة وهو الأول من نوعه أن يغادر قرابة (15) محرراً الصحيفة، وساهمنا في صحيفة الاتحاد المستقلة، والتي هي الأخرى لم تقوَ أمام سيول 1988م فكانت المفاجأة في اليوم التالي أن نجد صحيفة بكاملها تحت مياه الأمطار وإنتهى العزاء بانتهاء مراسم الدفن، وبعدها عدت مرة أخرى للسياسة حتى 30 يونيو 1989م وصدرت صحيفة السودان الحديث والتي عملت فيها سكرتيراً للتحرير مع آخرين وأنا الوحيد الذي شاركت في ميلاد السودان الحديث والانقاذ الوطني والتي واصلت فيها حتى 1993م وعملت فيها رئيساً لقسم التحقيقات ثم سكرتيراً للتحرير، وكنت مشرفاً على مجلتي "عزة والملتقى" وصحيفة "النخيل" و"الانقاذ الرياضي" وعدت مرة أخرى عبر بوابة صحيفة الشمالية التي عملت فيها عاماً مديراً للتحرير إلى السودان الحديث وعملت فيها رئيساً للمركز الفني وسكرتيراً للتحرير ثم مع الواجبات الأخرى مساعداً لرئيس التحرير، تم إيقاف السودان الحديث والانقاذ الوطني ليتم إصدار صحيفة الأنباء وكنت أول محرر يتم تعيينه مديراً للمركز الفني وطلب مني د. أمين حسن عمر قبل الصدور أن أنفذ اعدادا تجريبية وحصر الأجهزة الفنية والقوى البشرية، للأسف الشديد بعد صدور الصحيفة تقدمت باستقالتي بسبب بعض القوى الشريرة التي ترفض أي نجاح ينفذه من لم يكن في حزبهم، وهذا واحد من أسباب التردي الصحفي بفهم ضيق لمسألة التمكين والمهنة الخالية من أية شوائب..وصراحة قد أكون صاحب تجربة "غريبة شوية" فأنا انسان أحب المهنة وأحب القلق كما هو القلم، كنت دائماً وابداً أمني نفسي أن أموت وأنا داخل صحيفة، فالتجربة التي مررت بها عبر "24" صحيفة في صحف "الرأي الآخر، الجمهورية، آخر ساعة، الحدث، البيان، الشارع السياسي، الاسبوع، الأزمنة، الأنباء، والخبر" وهناك فترة دسمة جداً إستفدت منها كثيراً حينما كنت مديراً لاعلام المركز الصحفي للمركز العام للمؤتمر الوطني لأكثر من عام ثم صحيفة الرائد والشاهد، كل هذه الصحف كنت في موقع رفيع يبدو وكأنني الذي "شايل الحمل" بين مدير تحرير ورئيس تحرير فترتين ومدير تحرير فني واعتقد أن مسألة السنوات التي أمضيتها في العمل الصحفي تحتاج مني والآخرين استفادة في التأهيل والتدريب وقد يسأل أحدهم أكثر هذه الصحف قد توقفت.
*لماذا؟؟
كل التوقف للصحف كان لاسباب إدارية ما عدا صحيفة واحدة إمتنع عن ذكرها الآن..فمثلاً الأزمنة التي كنت رئيس تحريرها للأسف الشديد تدخل الادارة في العمل التحريري في غياب رئيس التحرير أدى بها إلى التهلكة وأن يتم ايقافها بواسطة سلطة عليا، كذلك البيان التي كنت رئيس تحريرها حينما "جرى القرش" في يد المؤسسين وقعت بينهم الفتنة فتخبطوا، كذلك الايقاف الاداري قد يشمل الايقاف السياسي كحالة السودان الحديث والانقاذ الوطني والأنباء وأخيراً الرائد التي إشترك فيها الأداء التحريري الضعيف في عامها الأخير مع الضعف الاداري.
*الصحافة السودانية أصبحت صحافة "الكتاب" كيف ولماذا..ماذا تقول عن ذلك وهل هذه ميزة إيجابية أم خلل كبير..أم ماذا؟؟
للأسف الشديد بعض الاخوة في قيادة العمل الصحفي من حيث لا يدرون هم الآن يذبحون في العمل الصحفي والأداء القيم، ولا ذنب لاخواننا الكتاب ولكن الذنب على بعض رؤساء التحرير أو الناشرين الذين يصرون على بعض الكتاب ويغدقون عليهم المال على حساب الصحافيين الذين "تهريهم" شمس مواقف "جاكسون" و "شروني" للمواصلات..كل ما تصدر صحيفة تقرأ إعلانها وتطالع أسماء نجوم الأفلام الهندية أن الصحيفة يكتب فيها فلان وعلان وصحيفة أخرى تنشر في اعلان صدورها أسماء "أفلام الكابوي" وإنه اسفاف واستخفاف وإحترمت اعلان صحيفة الحرة لأنه أشار إلى الموضوعات الساخنة التي تتناولها الصحيفة، أعتقد أن المسألة "مع الاحترام" "كثرت ومسخت" لأننا بقدر ما نحتاج للرأي والرأي الآخر لابد من أداء صحفي رفيع يعالج قضايا الناس وهنالك حتى الآن بعض الصحف لم تتعد قضاياها قضايا المواصلات، في حين تجد الصفحات الأخرى مليئة "دش" أدعو بمنتهى الاخلاص أن نعود إلى أرضية العمل الصحفي الجاد بقدر الامكان ونتيح الفرصة للتحليل الجاد والمسؤول، وللأسف هناك خلط قبيح بين التقارير في صحفنا وضعف في التحقيق حتى الحوار أصبح يدور حول شخصيات معروفة ومكررة، وأقول إن هناك بعض الأقلام التي تكررت في الصحف وما تكتبه الآن ليس برأي متخصص، مجرد انطباعات..الحمد لله أنا ليس بكاتب ولا أريد أن أصبح كاتباً، أنا صحفي أصنع الصحيفة وصحفي تحقيقات ولأكثر من (10) سنوات لم تشهد الصحافة تحقيقاً بالمعنى المفهوم يا حليلك يا "اسماعيل آدم" و"ياسر أحمد عمر" وبعض الصحفيين "النجيضين" وبرضو حقو أخوانا الصحفيين يساعدوا في تعريف الكاتب حتى لا تطرد جدادة الخلا جدادة البيت ونحن أهل البيت.
*من الذي أسس صحافة الكتاب..الرأي هذه.. هل هي الحكومة بممارساتها أم ملاك الصحف أم رؤساء التحرير أم القراء أم ماذا؟
جميعهم اشتركوا في الجريمة "نعم هي جريمة" لأن الصحافة من أول اهتماماتها كشف الحقائق للناس وكتاب الرأي يعتبرما يكتبونه رأياً شخصياً وليس تحقيقاً أو حواراً أو تحليلاً..ساعدت الحكومة في نشر صحافة الرأي لأنها لا تميل إلى تأييد العمل الصحفي الرصين، ملاك الصحف تعاملوا معهم كأسماء تدر عليهم مالاً..أما بعض رؤساء التحرير ساعدوا في ذلك لضعفهم في الأداء التحريري لا اعتقد ذلك ينطبق على القراء كلهم باعتبار أن القارئ يريد أن "يشوف الزول ده قال شنو عشان يضحك عليه" لأن هناك بعض الكتاب يثيرون الضحك..المسألة في النهاية تتطلب وقفة جادة لأن بها ظلم مهني على الصحفيين، وإن كنت ألمس بعض الإخفاق التحريري "ضعف الأداء التحريري" فيضطر رئيس التحرير أن يتجه لمساحات الرأي وأغلبها مقالات من "النت" أنا شخصياً لا أرى أية مناسبة لوجود صفحتي رأي في جريدة "12" صفحة لماذا؟ و"الصفحات الباقية حقت منو؟".
*كيف ترى الصحافة السودانية مقارنة بنظيراتها العربية لاسيما المصرية والخليجية؟
هنالك فرق كبير بين الصحافة السودانية والمصرية والخليجية، ويكون هذا الفرق في الإمكانيات، والدليل على ذلك أن الصحفيين السودانيين يساهمون في الصحافة الخليجية بنجاح باهر. أما المصرية فهي "ست الحبايب" رغم ما مرت عليها من هزات ولكن أساسها "ما فيه كلام..صحافة 100%.
*هنالك قول تاريخي شهير للرئيس الامريكي الثالث وأحد أشهر رؤسائها ومؤسس الحزب الجمهوري الديمقراطي توماس جيفرتون إنه لو ترك له الخيار لأن يقرر عما إذا كان من الأفضل أن تكون لنا حكومة بلا صحف أو أن تكون لنا صحف بلا حكومة فلن أتردد لحظة في الأخذ بالخيار الثاني أخي عمر لو وضعت في نفس الموقف ماذا تختار ولماذا وكيف؟؟
الصحف هي التي تأتي بالحكومة لذلك أنا أتفق مع رأيه في الأخذ بالخيار الثاني "صحف بلا حكومة" وهذا يعني أن سلطة الصحافة هي الأعلى، تشكل حكومات وتسقط حكومات، هذا في مجتمع "حر، حر، حر" أما في واقعنا نحن كدولة من دول العالم الثالث "والله يستر من الرابع" فالسودان "لسه بدري عليه" الحكومة "تربينا وتلولينا" وتشكل لنا صحافتنا التي تريدها والدول الغربية حتى هي لا توجد بها "حرية بدون حبل" فأتركونا نتحدث ونمد أرجلنا حسب مقاس قانون الصحافة وكمان قالوا في قانون جديد أخير منه القديم.
*الصحافة في أية دولة في العالم هي جزء من الحياة السياسية كيف تقرأ ذلك وإذا ما اسقطنا ذلك على السودان كيف تراه بمعنى آخر كيف تقرأ علاقة الصحافة السودانية بالسياسة السودانية وأذهب معك لأبعد من ذلك وأقول لك كيف ترى العلاقة بين الصحفي والسياسي في السودان أو بين الصحفي والاداري في الصحافة الرياضية؟
نعم الصحافة جزء من الحياة السياسية لأن أية صحيفة تعبر عن كتلة سياسية معلومة أو جماعات "متحدة" وفي السودان تصدر الصحف بقانون واحد معلوم وبالتالي أرى أن كل الصحف علاقتها السياسية لا تختلف عن الأخرى، قد يكون هنالك عدم رضا أو ما يشبه ذلك تعبر عنه أفراد وهذه العلاقة قد تنجح الحياة السياسية في الدولة أن تبعد صحيفة من "الجوقة" السياسية توقفها إذا ما حادت عن جادة الطريق والعلاقة بين الصحفي والسياسي مثل علاقة الصحفي الرياضي بالاداري وللأسف الشديد علاقة الصحفي بالسياسي لابد أن تحكمها علاقات شبه اجتماعية كاملة والسليم أن تكون العلاقة عادية لإنجاز المهمة الصحفية حتى لا تكون هناك شبهة في العلاقة بين الصحفي والسياسي، وأخص الصحافة الرياضية التي أصبحت منذ فترة عبارة عن سوق، يتضح ذلك في هزائمنا والتسجيلات الرياضية وعلى هذا قس "والله يبعدنا من لغة الحشير".
*في رأيك هل توجد جماعات أو مجموعات ضغط في السودان مثلاً في رأيي أن القبلية والجهوية أصبحت في عهد الانقاذ من أكبر جماعات ومجموعات الضغط "السلبية للأسف الشديد"؟؟
لا أعيب مسألة الانتماء القبلي أو الجهوي وأعتقد أن ذلك تنوع يجب الاستفادة منه في صهر التنوع الثقافي والاجتماعي، بل دفاع عن الحدود الكاملة للوطن..الانتماء القبلي أو الجهوي لم يبدأ مع الانقاذ بل قبل ذلك بكثير من السنوات لكن الميل نحو قبيلة وإهمال أخرى هو الذي يأتي "بالكلام الشين" فيجب أن تكون لكل قبيلة وجهة علمها المتساوي مع الآخرين حتى لا تكون هناك ضغوط تأتي بنتائج سلبية مثلما يحدث الآن من إحساس أية قبيلة أنها مظلومة وأنها أكثرية..نحن في حاجة لسودان يحمي القبيلة ويوحد الجماعات ويمنع أسباب الزعل.
*هل يمكن أن نقول إن الصحافة تدخل ضمن منظومة جماعات الضغط في السودان؟
أنا أعتقد ذلك من واقع بعض المقالات والأداء التحريري وبعض المحررين في بعض الصحف تجدهم أكثرية، ومثل هذه الصحف في النهاية تكون وبالاً على الصحافة السودانية "وأحسن ليكم يا ناس مجلس الصحافة تفتحوا عينكم قبل أن يقع الفأس في الرأس" وجماعة الضغط المقصودة عندي هي حملات صحفية محدودة لكنها قد تنمو نحو إتجاهات قد تتدنى إلى نزاعات قبلية أو جهوية والصحافة كسلطة رابعة مسؤوليتها الرقابة على الآخرين وتبصير بالدرب السليم وفي هذه الحالة تكون الصحافة محتاجة لسلطة توعيها نحو فهم جماعة الضغط بمعناها السليم في إطار الرأي والرأي الآخر.
*المجلس القومي للصحافة كيف تراه ودوره كيف تقيمه؟؟
يبدو من أول نظرة أن مجلس الصحافة والمطبوعات يصدق للصحف "وبس" إلا أننا نجد لمجلس الصحافة دوراً أكبر في التثقيف القانوني والتدريب والتأهيل بصفة مستمرة وألا يختصر دوره في الادانة بل يسعى لاصلاح الأخطاء وتهذيب العمل الصحفي وتقوية الثقة ما بين المجلس وكافة الصحفيين ويخضع عمله على آلية التفتيش الاداري الشهري ويلزم الصحف بتقرير عن الأداء الصحفي وحقوق الصحفيين.
*قانون الصحافة الساري الآن والمسودة المقترحة كيف تراهما يعني أيهما أفضل للصحافة والصحافيين القانون الحالي أم المسودة المقترحة؟
كثيراً ما فكرت ألا يكون هناك قانون للصحافة فقط الاشارة لحرية الصحافة في الدستور القومي، لكن ما دام هناك تفصيل للقوانين لا بأس مع أنني أرى أن القانون الحالي أفضل من المسودة والصحفي عموما يهمه في القانون ما ينشر وما لا ينشر وأوضاع الصحفيين بصفة عامة وأي قانون لا يحمي تطور الصحافة، راحة الصحفيين فلا يفيد.
*الاتحاد العام للصحافيين السودانيين ماذا تقول عنه أو بالأحرى كيف تراه؟
في عام 1986 كان لاتحاد الصحافيين دار في قلب الخرطوم بها شجرة ضخمة وظليلة "وهواؤها بارد" وفي ذلك الوقت كان يوجد العشرات من الصحفيين المشردين ملجأهم دار الاتحاد، أما الآن إتحاد الصحفيين في الخرطوم لكنه "بعيد شوية" وفيه شجرة ولكن أحس بالحزن وضعف مردود الاتحاد على الصحفيين، فلا يوجد نشاط يومي أو اسبوعي بصفة راتبة هذا لا ينفي الدور الكبير والعظيم للاتحاد في بعض المشروعات مثل "السكن والعربات والتمويل الأصغر" لكن أطالبه بأن يعمل بصورة جادة لمراجعة الهيكل الاداري والراتب الموحد في كل الصحف لأن المسألة الآن "فاتت الحد" ولابد من التصدي لمسألة حقوق الصحفيين جراء إغلاق صحفهم لأي سبب من الأسباب.
*ما رأيك في الصحافيين المنتمين سياسياً ويكتبون على أساس هذا الانتماء؟
أفتكر نحن في السودان إتجاهات الناس معروفة سواء كان مؤتمر وطني أو اتحادي أو أنه شيوعي فالشطارة في أن تؤدي عملك الصحفي المهني بعيداً عن الاتجاهات أو الميول، أما مسألة الرأي حتى إن لم تعلن انتماءك فالقارئ الشاطر يعرف إلى أي الاحزاب تنتمي نحن في بلد فيها اربعة حيشان سياسية المهم يجب أن يكون الأداء المهني بعيداً عن أي ميول سياسية صارخة، وليس حراماً أن انتمي إلى أي إتجاه سياسي وأعمل عمل صحفي "نظيف" إلا اذا أراد بعض الزملاء ممارسة سياسة العزل السياسي بصمت.
*قال الأستاذ محجوب عروة في حوار سابق لي معه في نفس هذه المساحة إنه إذا كان (أحمد يوسف هاشم) هو أبو الصحافة فأنه (أي محجوب عروة) هو الأب الثاني للصحافة السودانية ماذا تقول عن ذلك؟
أعتقد أن جميع الصحفيين الكبار عليهم واجب الابوة للعاملين في المحيط الصحفي، يرعوا حقوقهم ويطوروا أداءهم مع الاحترام الشديد للأستاذ عروة فهؤلاء الكبار الآن ابتعدوا عن الساحة الصحفية "وقصروا" في حق الصحفيين الصغار..ومع هذا اعتقد أن محجوب عروة ليس أبا للصحافة فقط أنما هو قائد التجديد منذ التسعينيات فهو الذي جدد الفهم بين علاقات الصحفيين طور الأداء التحريري ودفع بأرقى آليات وأجهزة الشكل الاخراجي للصحف، ومن هنا أطالب وأدعو ان يعمل الكبار منا بالتنسيق مع اتحاد الصحفيين ورؤساء التحرير دورات أو ندوات أو لقاءات لتطوير أداء الصحفيين الصغار وسأكون أول من يدعو محجوب عروة لانجاح هذه الخطوة حتى يكون أباً فعلاً ولسنا يتامى
*كم عمر مسيرتك الصحافية؟؟
30 ثلاثون عاماً دون إنقطاع
*من هو استاذك في الصحافة؟
الأستاذ أحمد البلال الطيب
*ماذا استفدت منه؟؟
أوووه كثيراً جدا جداً في استخراج الخطوط والمانشيتات والعناوين وسهر الليل ومطاردة الاخبار.
*من هو شيخك؟؟
د. محيي الدين تيتاوي وهو أول دفعة صحافة واعلام بجامعة أم درمان الاسلامية عام 1970 وأول سكرتير تحرير جامعي في الايام وتتلمذنا على يده من الايام وهو الذي دفعني لكيفية صناعة الصحيفة وتحقيق الربط بين الشكل والمضمون.
*نعم..ثم ماذا؟؟
وقد تعلمت من موسى يعقوب الضبط والانضباط والانتاج الصحفي بمعايير وأسس واضحة وإقتصاديات الصحافة..ومن عوض صالح الكرنكي فن الإدارة الصحفية.
للحوار بقية
حاوره : اسامة عوض الله


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.