حديث غامض ومبهم لكنه لا يبعث الطمأنينة أو الراحة في أذن سامعه، ذلك الذي قاله وزير الإعلام الدكتور أحمد بلال بأن الحكومة عازمة على مواجهة حرب الشائعات الممنهجة كما وصفها بانشاء محاكم ناجزة لقضايا النشر الصحفي التي تتعلق بالدولة وكأن السيد الوزير يريد أن يضيق «خرم الأبرة» الذي تعمل فيه الصحافة بمبدأ رحم الله أمريء أهدى إليّ عيوبي.. والحديث الذي لا أدري إن كان وجهة نظر شخصية أو هو اقتراح قدمه الوزير لا زال في طور البحث أم أنها خطوة حُسِّمت واصبحت في طور التنفيذ هو حديث لا هذا وقته ولا مناسبته والحكومة نفسها وعلى لسان مسؤوليها تقول إن هامش الحريات في طريقه للاتساع وأن الرقابة القبلية قد اصبحت من ذكريات الماضي والبعيد بحسبان أن الصحافة ظلت وستظل تلعب دور وطني مسؤول تجاه كل القضايا الوطنية الحساسة والهامة بل أنها ظلت ضمير الأمة النابض الذي ينبض بإحساسها وأوجاعها ولا أدري هل هي الصدفة وحدها أم أن الكلام جاب الكلام أن يرتبط حديث الوزير عن المحاكم الناجزة بحديثه عن الفساد هذا الذي تحرك عجلاته وتسخنه كل ما بردت الأقلام الجريئة وأصوات الحق التي لا تخاف فيه لومة لائم.. والغريب أن الوزير نطق بلسان (الفي بطنه حرقص براه برقص) حيث اعتبر حكاية المحاكم هذه ليست إنذاراً أو تهديداً ولكنه مسعى للدفاع عن الحريات الصحفية التي لها مجلس للصحافة ولها اتحاد للصحفيين ولها نيابة للنشر لكن كل ذلك لم يحمي الحريات الصحفية إلا بنيابة ناجزة لقضايا النشر اخشى أن تكون كمحاكم النميري الناجزة التي لم توفر يومها للماثلين أمامها أدنى درجات العدل .. فكانت أحكامها الرَّادعة التي لن يغفر لها التاريخ ولعليّ أجدد استغرابي لحديث وزير الاعلام الذي يفترض أن لا يكون موجوداً من الأصل باعتبار أن الدول التي تمارس الديمقراطية فعلاً وقولاً قد مزقت فاتورة شيء اسمه وزارة الاعلام وتركت الاعلام لمؤسساته تديره بكامل المسؤولية والحرية لأن منح الشخص حريته ومسؤوليته في يده يشبه إمساكه بالميزانية فيكون حريصاً على كل بند صرف فيها وليس كمن يصرف عليه أحد وبذات القدر فإن المؤسسات الصحفية ستقدر حجم الأمانة التي تحملها حفظاً وصوناً للوطن!! فيا سيدي الوزير احساسنا بكيان ووجود الدولة السودانية يحتم علينا أن نقول لك هذا الكلام خطير يصنف الحكومة بكل تأكيد في موقف المضيق للحريات.. والمكمم للأفواه.. و تخوض حرباً ضروس لتجميل صورتها عند الآخر الذي لا يظن فيها الخير حتى وان فعلته فما بالك وانت «تضطرها» بمثل هذه التصريحات فتصبح جاهزة للشوت!! ٭ كلمة عزيزة اقسم بالله أننا البلد الوحيد في العالم الذي بلغ حداً في فوضى الأسعار لم يصله من قبلها أحد.. وامبارح القريبة دي ساقتني قدماي «الله يسامحن» إلى بقالة معروفة بشارع الزعيم الأزهري وطلبت منه طبقين لقطع دجاج فاخبرني ان سعرهما «761» جنيه وطبعاً لحظتها تمنيت لو أنني ديك مجنون لانتفضت في وجهه واوسعته ضرباً وطبعاً اتجهت إلى بقالة أخرى لاشتري ذات الطبقين بمبلغ «75» جنيه يعني الاثنين بسعر أقل من الثلث للبقالة الأولى فيا سادتي يا كرام ما في زول براجع هذه الأسعار أم أن هناك إختلاف في المنتج. يعني الإشتريته أنا (دجاجي يلقط الحبة.... والتاني يلقط حاجة تانية!! اللهم اني صائمة!!) ٭ كلمة أعز وكأن السادة في المرور عاجبهم عذاب الشعب السوداني وهم ينتشرون عز نهار رمضان ترصداً للمخالفات وقطعاً للايصالات ...يا إخواننا الدنيا رمضان علينا يسهل.. وعليكم يمهل!! أم وضاح