حتماً سأجد صعوبة في إقناع القُراء بما سماه معتمد الخرطوم اللواء عمر نمر (أسواقًا نموذجية) وأخرى متنقلة لتخفيف أعباء المعيشة على مواطنيه بعد رفع الدعم عن المحروقات بالمناسبة المحروقات هي نحن وليس البترول ومشتقاته لأنني لست واثقة من قدرة نمر على ضبط السوق وفي ذهني تجربة أسواق البيع المخفض حيث شوهدت دفارات تنقل السكر المخفض لمراكز البيع غير المخفض حتى أصبح كله غير مخفض، وأصبح الفرق بينه وبين سعر السوق لا يستحق عناء البحث عن مركز بيع. حسب نمر سيفتتح اليوم (10) مراكز نموذجية إضافة لسوق أبو حمامة بجانب «51» مركزًا للبيع المخفض فإذا التزم المنتجون الذين حشدهم نمر في قاعة المحلية الرئيسة بالبيع بفارق «30%» عن سعر السوق بواقع 45 جنيهاً للحم الضأن و30 للعجالي و28 للبقري و20 لطبق البيض و20 لكيلو الفراخ واستطاعت آليات نمر التي من بينها لجنة تخفيف أعباء المعيشة برئاسة اللواء حسن ضحوي إحكام الرقابة على السوق فإن مواطني المحليات الأخرى سيحسدون مواطني محلية الخرطوم، تمنيت لو أخبرنا منتج اللحوم حافظ الجزار أين تقع مراكزه التي تبيع كيلو العجالي ب 20 جنيهًا لأنهم يشترون كيلو العجالي ما بين 40 45 أما الضأن فغير معروف سعره لشطبه من قائمة الضروريات زمآآن. ثقتنا كبيرة في تنفيذ وجبة لطلاب الداخليات والجامعات إضافة لوجبة التلميذ عن طريق اتحاد طلاب الخرطوم الذي خاطب رئيسه اللقاء متحدثاً عن خدمات لدعم الطلاب بتخفيض 50% ووعد بتوزيع 200 ألف دفتر، وكشف عن اتفاق على 50 بصاً ستقدمها الولاية لترحيل الطلاب منها 30 بالخرطوم مرتبطة بجوال لتحديد مناطق الازدحام، وأعلن عن خط دائري لتفادي الزحام بالتنسيق مع المناطق المعنية. وكشف رئيس الاتحاد عن محفظة دراسية لغرض توحيد قناة الدعم للطلاب غير القادرين على سداد الرسوم بالتنسيق مع لجان الأحياء. لم توفق ممثلتا الزكاة بالمحلية في تقديم برنامج الزكاة للمحتاجين لمواجهة رفع الدعم إذ استغرقتا وقتًا طويلاً في سرد برنامج الزكاة في رمضان الذي سبق طرحه ولم تفسحا وقتاً كافياً للبرنامج الأساسي، ولكن فهمنا أن الزكاة ستقدم دعم 150 جنيهاً كدعم شهري ل 1360 أسرة. إعلان رفع الدعم تسربت أخباره قبل خروج الرئيس من قاعة المؤتمر الصحفي بقاعة الصداقة وقد نقلها الدكتور الجميعابي الذي كان الاستياء يفوح من كلماته رغم تأكيده بأن الزيادات لن تمر بل كاد أن يجزم بثورة شعبية ولكنه جزم بالفعل بصعوبة السيطرة على السوق. الرسالة التي أكدت رفع الدعم شتت انتباهنا عن حديث وزير زراعة الخرطوم المهندس خلف الله وقد رغبنا في مغادرة القاعة للحاق بالطلمبات وتعبئة (التنك) قبل أن يتسرب الخبر إليها ولكن ما استطعنا التقاطه من حديثه أن اللقاء امتداد لبرنامج لعام ونصف لتقديم حزمة من المعالجات لتحقيق الأمن الغذائي، وكان الحل المنطقي الوحيد الذي قدمه هو أن يجتهد كل مواطن لديه مساحة في منزله في زراعتها بالمواد الغذائية على أن تسهم معه الوزارة بالتقاوى والشتول. غادرت القاعة على عجل لألحق بالبنزين فوجدت الخبر قد تفشى وأوقفت الطلمبة المجاورة للمحلية البيع لحين استئنافه غدًا بالسعر الجديد بينما امتدت الصفوف في بعض الطلمبات وأفادني عامل بالطلمبة أن إدارة النقل والبترول أمدتهم بالأسعار الجديدة وطالبت بتنفيذها فورًا مع ملاحظة أن الرئيس لم يغادر القاعة بعد! إذًا هل أتى نمر متأخرًا ولسان حاله يردد: (ياربي جيت قبل الميعاد ولا الزمن غفلني فات)! صحيفة الإنتباهة