مرتزقة أجانب يرجح أنهم من دولة كولومبيا يقاتلون إلى جانب المليشيا المملوكة لأسرة دقلو الإرهابية    بعثة منتخبنا تشيد بالأشقاء الجزائرين    منتخبنا المدرسي في مواجهة نظيره اليوغندي من أجل البرونزية    إتحاد الكرة يحتفل بختام الموسم الرياضي بالقضارف    دقلو أبو بريص    هل محمد خير جدل التعين واحقاد الطامعين!!    كامل إدريس يلتقي الناظر ترك ويدعو القيادات الأهلية بشرق السودان للمساهمة في الاستشفاء الوطني    أكثر من 80 "مرتزقا" كولومبيا قاتلوا مع مليشيا الدعم السريع خلال هجومها على الفاشر    شاهد بالفيديو.. بلة جابر: (ضحيتي بنفسي في ود مدني وتعرضت للإنذار من أجل المحترف الضجة وارغو والرئيس جمال الوالي)    حملة في السودان على تجار العملة    اتحاد جدة يحسم قضية التعاقد مع فينيسيوس    إيه الدنيا غير لمّة ناس في خير .. أو ساعة حُزُن ..!    إعلان خارطة الموسم الرياضي في السودان    غنوا للصحافة… وانصتوا لندائها    ترتيبات في السودان بشأن خطوة تّجاه جوبا    توضيح من نادي المريخ    حرام شرعًا.. حملة ضد جبّادات الكهرباء في كسلا    تحديث جديد من أبل لهواتف iPhone يتضمن 29 إصلاحاً أمنياً    شاهد بالفيديو.. بأزياء مثيرة وعلى أنغام "ولا يا ولا".. الفنانة عشة الجبل تظهر حافية القدمين في "كليب" جديد من شاطئ البحر وساخرون: (جواهر برو ماكس)    امرأة على رأس قيادة بنك الخرطوم..!!    ميسي يستعد لحسم مستقبله مع إنتر ميامي    تقرير يكشف كواليس انهيار الرباعية وفشل اجتماع "إنقاذ" السودان؟    محمد عبدالقادر يكتب: بالتفصيل.. أسرار طريقة اختيار وزراء "حكومة الأمل"..    وحدة الانقاذ البري بالدفاع المدني تنجح في إنتشال طفل حديث الولادة من داخل مرحاض في بالإسكان الثورة 75 بولاية الخرطوم    "تشات جي بي تي" يتلاعب بالبشر .. اجتاز اختبار "أنا لست روبوتا" بنجاح !    "الحبيبة الافتراضية".. دراسة تكشف مخاطر اعتماد المراهقين على الذكاء الاصطناعي    الخرطوم تحت رحمة السلاح.. فوضى أمنية تهدد حياة المدنيين    المصرف المركزي في الإمارات يلغي ترخيص "النهدي للصرافة"    أول أزمة بين ريال مدريد ورابطة الدوري الإسباني    أنقذ المئات.. تفاصيل "الوفاة البطولية" لضحية حفل محمد رمضان    بزشكيان يحذِّر من أزمة مياه وشيكة في إيران    لجنة أمن ولاية الخرطوم تقرر حصر وتصنيف المضبوطات تمهيداً لإعادتها لأصحابها    انتظام النوم أهم من عدد ساعاته.. دراسة تكشف المخاطر    مصانع أدوية تبدأ العمل في الخرطوم    خبر صادم في أمدرمان    اقتسام السلطة واحتساب الشعب    شاهد بالصورة والفيديو.. ماذا قالت السلطانة هدى عربي عن "الدولة"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان والممثل أحمد الجقر "يعوس" القراصة ويجهز "الملوحة" ببورتسودان وساخرون: (موهبة جديدة تضاف لقائمة مواهبك الغير موجودة)    شاهد بالفيديو.. منها صور زواجه وأخرى مع رئيس أركان الجيش.. العثور على إلبوم صور تذكارية لقائد الدعم السريع "حميدتي" داخل منزله بالخرطوم    إلى بُرمة المهدية ودقلو التيجانية وابراهيم الختمية    رحيل "رجل الظلّ" في الدراما المصرية... لطفي لبيب يودّع مسرح الحياة    زيادة راس المال الاسمي لبنك امدرمان الوطني الي 50 مليار جنيه سوداني    وفاة 18 مهاجرًا وفقدان 50 بعد غرق قارب شرق ليبيا    احتجاجات لمرضى الكٌلى ببورتسودان    السيسي لترامب: ضع كل جهدك لإنهاء حرب غزة    تقرير يسلّط الضوء على تفاصيل جديدة بشأن حظر واتساب في السودان    استعانت بصورة حسناء مغربية وأدعت أنها قبطية أمدرمانية.. "منيرة مجدي" قصة فتاة سودانية خدعت نشطاء بارزين وعدد كبير من الشباب ووجدت دعم غير مسبوق ونالت شهرة واسعة    مقتل شاب ب 4 رصاصات على يد فرد من الجيش بالدويم    دقة ضوابط استخراج أو تجديد رخصة القيادة مفخرة لكل سوداني    أفريقيا ومحلها في خارطة الأمن السيبراني العالمي    الشمالية ونهر النيل أوضاع إنسانية مقلقة.. جرائم وقطوعات كهرباء وطرد نازحين    شرطة البحر الأحمر توضح ملابسات حادثة إطلاق نار أمام مستشفى عثمان دقنة ببورتسودان    السودان.. مجمّع الفقه الإسلامي ينعي"العلامة"    ترامب: "كوكاكولا" وافقت .. منذ اليوم سيصنعون مشروبهم حسب "وصفتي" !    بتوجيه من وزير الدفاع.. فريق طبي سعودي يجري عملية دقيقة لطفلة سودانية    نمط حياة يقلل من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 40%    عَودة شريف    لماذا نستغفر 3 مرات بعد التسليم من الصلاة .. احرص عليه باستمرار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حقائق حول شرطة أمن المجتمع بالسودان
نشر في النيلين يوم 27 - 10 - 2013

ﻷﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻲ ﺃﻥ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺷﺮﻃﺔ ﺃﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺗﻤﺜﻞ ﺻﻤﺎﻡ ﺍﻷﻣﺎﻥ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﺰﻻﻕ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﺴﺎﻟﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺗﺄﺧﺬ ﺣﻴﺰﺍ ﻛﺒﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﻬﺪﻩ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻋﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﺍﻟﻬﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺮﺑﺖ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺎﺕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﻓﺘﺪﺍﺧﻠﺖ ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ﻓﺄﻓﺮﺯﺕ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺘﻮﺍﻓﻖ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺮﻑ ﺑﻤﺤﺎﻓﻈﺘﻪ ﻋﻠﻲ ﻋﺎﺩﺍﺗﻪ ﻭﺗﻘﺎﻟﻴﺪﻩ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻨﻔﺼﻞ
ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﺒﻘﻲ ﺷﺮﻃﺔ ﺃﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺃﺳﺎﺳﺎ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﻤﻌﺎﻓﻰ.
ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺗﺆﺩﻱ ﺷﺮﻃﺔ ﺃﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺩﻭﺭ ﻫﺎﻡ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﻣﻦ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻻﺳﺘﻬﺪﺍﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺘﻌﺮﺽ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺃﺧﻼﻗﻨﺎ ﻭﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻻﻧﻔﺘﺎﺡ ﻋﻠﻲ ﺍﻵﺧﺮ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻣﺎ ﺃﻧﺘﺠﺘﻪ ﺍﻟﻌﻮﻟﻤﺔ ﻭﻭﺳﺎﺋﻄﻬﺎ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﺚ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻜﺜﻒ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻤﺖ ﻟﻨﺎ ﺑﺼﻠﺔ ﻭﻧﺴﺒﺔ ﺇﻟﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺚ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺒﺢ ﻣﺒﺎﺷﺮﺍ ﺗﺠﺪﻧﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﺎﺳﺔ ﺇﻟﻲ ﺷﺮﻃﺔ ﺃﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺣﺘﻰ ﻧﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺇﺣﻴﺎﺀ ﺷﻌﻴﺮﺓ ﺍﻋﺘﺒﺮﻫﺎ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺮﻛﻦ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻣﻦ ﺃﺭﻛﺎﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ.
ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻷﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻮﻟﻲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺟﻌﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﺧﻴﺮ
ﺃﻣﺔ ﺃﺧﺮﺟﺖ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺗﺄﻣﺮﻭﻥ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻭﺗﻨﻬﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﻭﺗﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻲ ﻷﻧﻨﺎ ﻧﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻨﻔﺼﻞ ﺑﺄﻱ ﺣﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻟﺬﻟﻚ ﻷﺑﺪ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺷﺮﻃﺔ ﺃﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺣﺎﺿﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﻃﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﺗﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺨﺼﻮﺻﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻳﺤﻔﻆ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﺰﻻﻕ ﻭﺭﺍﺀ ﻣﺎ ﻳﻨﺘﺠﻪ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻣﻦ ﻇﻮﺍﻫﺮ ﺑﺪﺃﺕ ﺗﺄﺧﺬ ﺣﻴﺰﻫﺎ ﻟﺪﻱ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﻦ ﻣﺜﻼ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻷﻓﻼﻡ ﺍﻟﻔﺎﺿﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻢ ﺑﺜﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻧﻮﺍﺩﻱ ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺪﺓ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ .
ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﺠﺪ ﺷﺮﻃﺔ ﺃﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻗﺎﻃﺒﺔ ﺣﺘﻰ ﺗﺆﺩﻱ ﺭﺳﺎﻟﺘﻬﺎ ﺍﻹﺻﻼﺣﻴﺔ ﻷﻥ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﺟﻪ ﻟﻬﺎ ﻧﻘﺪﺍ ﻫﺪﺍﻣﺎ ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﻄﻖ ﺭﻏﻤﺎ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻬﻨﺎﺕ ﻭﻫﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﺍﻷﻋﻢ ﻓﺮﺩﻳﺔ ﻭﻻ ﺗﻨﺴﺤﺐ ﻋﻠﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻋﺎﻣﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﺻﻤﺪﺕ ﺷﺮﻃﺔ ﺃﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺤﻤﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﺷﻨﻬﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺃﻥ ﻛﻨﺖ ﻋﻠﻲ ﻗﻨﺎﻋﺔ ﺗﺎﻣﺔ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻲ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﻓﺈﻥ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﺭﺍﺩﻋﺔ ﺑﻘﺪﺭ ﺍﻟﺠﺮﻡ ﺍﻟﻤﺮﺗﻜﺐ ﻓﻲ ﺣﻖ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺒﺮﺯ ﻣﻨﻪ ﻓﺌﺔ ﻣﺎ ﺗﻄﺎﻟﺐ ﺑﺈﻟﻐﺎﺀ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺣﺘﻰ ﻳﺠﺪﻭﺍ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﻓﻲ ﺑﺚ ﺃﻓﻜﺎﺭﻫﻢ ﺍﻟﻬﺪﺍﻣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﺪﺍﻓﻊ ﺍﻷﻫﻮﺍﺀ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻓﺎﻟﺒﻌﺾ ﻣﻨﻬﻢ ﻏﺎﺭﻗﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﻮﻥ ﻭﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﺠﺒﻬﻢ ﻭﺟﻮﺩ ﺭﻗﺎﺑﺔ ﺗﻤﻨﻌﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﻮﻉ ﻓﻲ ﺑﺮﺍﺛﻦ ﺍﻟﻤﺂﺛﻢ ﻭﻫﻲ ﻃﺮﻕ ﺗﻘﻮﺩﻫﻢ ﻭﺁﺧﺮﻳﻦ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻷﺑﺪ ﺃﻥ ﻧﺆﻣﻦ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻋﻠﻲ ﺃﻥ ﺷﺮﻃﺔ ﺃﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﺄﻣﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻭﺗﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﻓﺎﻟﺨﻄﺄ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻘﺮﻩ ﺃﻱ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻋﻠﻲ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺒﺴﻴﻄﺔ.
ﻭﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﻟﻦ ﺍﻏﻔﻞ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻣﻦ ﻳﻮﺟﻬﻮﻥ ﻧﻘﺪﺍ ﻟﺸﺮﻃﺔ ﺃﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﻘﻮﻳﻢ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﻭﺗﺠﻨﺐ ﺍﻟﻮﻗﻮﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻨﺎﺕ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻤﻨﺤﻮﺍ ﺩﻋﺎﺓ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻓﺮﺻﺔ ﻟﻠﺘﺸﺠﻴﻊ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻀﻼﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﻇﻨﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻓﻬﻲ ﻣﻤﺎ ﻻ ﺷﻚ ﻓﻴﻪ ﺣﻴﺎﺓ ﺧﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻘﻴﺪ ﺑﺎﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺷﺮﺕ ﺇﻟﻲ ﺃﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻨﻔﺼﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻧﺎﺳﻴﻦ ﺃﻭ ﻣﺘﻨﺎﺳﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻲ ﺍﻋﻠﻢ ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺩﻭﺍﺧﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﻣﻘﺎﺻﺪ ﻓﻲ
ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﻥ .
ﻟﺬﻟﻚ ﻳﺮﻱ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻄﺮﻗﺖ ﻟﻬﻢ ﺃﻥ ﺷﺮﻃﺔ ﺃﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺿﺪ ﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻻ ﺗﻤﺖ ﺑﺼﻠﺔ ﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺄﺛﺮ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﺘﺄﺛﺮ ﺑﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﺤﺎﺭﺑﺔ ﺷﺮﻃﺔ ﺃﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻟﻠﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﺴﺎﻟﺒﺔ ﺿﺪ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻓﻠﺘﻜﻦ ﻛﺬﻟﻚ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻠﻘﻲ ﺍﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻲ ﻣﺮﻭﺟﻲ ﻭﻣﺘﻌﺎﻃﻴﻲ ﺍﻟﺨﻤﻮﺭ ﻭﺍﻟﻤﻨﺠﺮﻓﻴﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﺗﻴﺎﺭ ﺍﻟﺮﺫﻳﻠﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﺤﺮﻓﻴﻦ ﺑﺎﻷﺧﻼﻕ ﻭﺍﻟﻘﻴﻢ ﻭﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﻓﻬﻲ ﺃﻱ ﺷﺮﻃﺔ ﺃﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺗﻜﺸﻒ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﺩﺍﺧﻞ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﻘﻖ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻓﺮﺯﺕ ﺍﻟﺨﻠﻮﺍﺕ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﺟﻞ ﻭﺍﻟﺸﻌﻮﺫﺓ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﻮﻟﻲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﺏ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻭﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺒﻌﻮﻥ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ﺃﻥ ﻳﻤﻴﻠﻮﺍ ﻣﻴﻼ ﻋﻈﻴﻤﺎ ﻭﻫﻢ ﻗﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﺤﻤﺪﻟﻠﻪ.
ﻭﻣﻦ ﺃﻭﺟﺐ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﻌﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻋﻢ ﺷﺮﻃﺔ ﺃﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﻤﻨﻮﻁ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺮﺍﺳﺔ
ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﺴﺎﻟﺒﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺒﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺪﺩﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﻔﻀﻞ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻧﺘﺠﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﻮﻟﻤﺔ ﻭﻭﺳﺎﺋﻄﻬﺎ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺧﺬ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺶﺀ ﻭﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﻦ ﺍﻟﺴﻮﺍﻟﺐ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﻌﻠﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﺳﻄﺤﻴﺔ ﺩﻓﻌﺘﻬﻢ ﺇﻟﻲ ﺇﺳﻘﺎﻁ ﺃﺧﻼﻗﻨﺎ ﻭﻗﻴﻤﻨﺎ.
ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﺃﻥ ﻧﻨﻈﺮ ﺇﻟﻲ ﺷﺮﻃﺔ ﺃﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻣﻦ ﺯﺍﻭﻳﺔ ﺿﻴﻘﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧﻮﺍﺯﻥ ﺑﻴﻦ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺇﻃﻼﻕ ﺍﻹﺣﻜﺎﻡ ﺟﺰﺍﻓﺎً ﺣﺘﻰ ﻧﻜﻮﻥ ﻋﺎﺩﻟﻴﻦ ﻭﺍﻟﻌﺪﻝ ﻳﺄﻣﺮﻧﺎ ﺑﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻲ ﻭﺍﻥ ﻻ ﻧﻤﻀﻲ ﻋﻠﻲ ﻫﺪﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺘﺎﺩﻳﻦ ﻋﻠﻲ ﻣﻬﺎﺟﻤﺔ ﺷﺮﻃﺔ ﺃﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.