قرأت في الاخبار الدعوة المقامة في دبي ضد سودانير. كما تابعت قبلها كل الأخبار السيئة عنها والتي لا حصر لها وقد تمثلت اسوأها في تصريح مدير عام سابق لها يشكو من الزياده المتطرده في السطو علي اموالها. ياحليل زمنا عندما نحضر من احد السفريات لتوريد عائد المبيعات داخل الطائره فيقوم المحاسب بمطالبتنا بجمله المبيعات حتي اخر (سنت). ياتري كيف يفكر الان اولئك الذين, وبلا رحمه, اغلقو الابواب عليهم وقررو اننا لا نصلح للعمل ويجب احالتنا للمعاش الاجباري؟ كأن الذين فعلو بنا مافعلو في نهايات القرن الماضي لم يكونوا يعرفون ان الله موجود. جريمه مكتمله الاركان. تشريد الالاف الموظفين الاكفاء في سودانير ليخلو الجو للحراميه وانصاف المتعلمين. عشنا قبلها اياما كلها ارهاب لنا ولأسرنا حتي جاء خطاب انهاء الخدمه. لعنه الله علي كاتبه ومن شارك فيه ومن وضع امضاؤه عليه. لعن الله من تفرج علينا بقلب فرح ونحن نجرجر ارجلنا مكسوري الخاطر لان الجو قد خلا له لياخذ مكاننا بلا مؤهل وظيفي او اكاديمي. لعن الله مديرها العام ونائبه ومدراء الادارات واللجان التي كتبت اسماءنا بلا درايه وكل من اوهمنا بانه المهدي المنتظر وحارقي البخور لهم. وتمر الايام. عشنا اياما كالحه نحن واطفالنا وقد كنا في ريعان الشباب. منا من اشتغل سائقا لنقل طارئ ومنا من فتح دكانا للاتصالات ومنا من عمل مزارعا وقد كنا لا نعرف شيئا غير لغه الطائرات. كثير منا بدا يتلمس طريق الهروب وقد ساعدته سيرته الذاتيه وعلاقته التي تكونت من خلال عمله في سودانير. تفرقت بنا السبل. منا من ذهب الي اقاصي الدنيا حتي يشفي الجرح الذي احدثه ذالك الخطاب بانهاء الخدمه. سنوات طويله قضيناها نحاول ان نعيد توازننا النفسي. تحدثت في تلك الايام مع احد الزملاء في اقاصي الغرب الامريكي. قال لي "لاتزال في القلب حسره" نحن اوائل الذين عملوا في سودانير وقد تم قبولنا بواسطه لجان توظيف اعلنت عن وظائفنا في الصحف اليوميه. وقد نجحنا في جميع الامتحانات والمعاينات والتي تمت بواسطه مستر شمبيرزومس موريسون. ومن ثم بدانا بوضع اللبنات الاولي لمسيره كنا نظن اننا سندخل بها المعاش ولم نكن حينها قد تجاوزنا العقد الثالث من اعمارنا. هل يمكن ان تمر تلك المجازر من دون ان يكون للعلي القدير راي فيها؟؟هل يمكن ان تكون هذه الدنيا تسير علي حل شعرها بدون ان تتدخل الايادي الالهيه فيها. وقد كانت اراده المولي ان ينتقم لنا من تلك المرأه التي حملتنا في رحمها وولدتنا ثم اصبحت عاهرا لتتركنا في قارعة الطريق. وبدا الانتقام الالهي لان دعواتنا كانت صادقه لا فكاك من قبولها. انا اعرف بعض الاشخاص والذين كانو يملاون الدنيا شبابا وحيويه, ضمر عودهم واضمحلو ولزمو سرير المرض وانتقلو الي الرفيق الاعلي قبل ان يكملوا عامهم الاربعين. لن تقوم لسودانير قائمه لانها ظالمه. لن تعمل اكثر من اسابيع وستنبطح ثانيه. سترفع ضدها الالاف القضايا وسينهبها معظم العاملين فيها وسيقوم القائمين علي امرها كالذي يتخبطه الشيطان من المس. وماذالك الا لاننا في لحظه صدق رفعنا مظلمتنا الي المولي عز وجل. شكونا له في ظلمات الليل ماحاق بنا وبابنائنا وترجيناه ان ينتقم لنا من كل الذين سرقو اللقمه من افواه ابنائنا. ان ينتقم لنا من كل اللجان التي كتبت اسمائنا في قائمه المحالون للمعاش وخصوصا اولئك الذين كانو يسمون زورا بالاسلاميين. وان ينتقم لنا من رؤسائنا الذين ظنو ان ذهابنا سيقربهم من العصبه الحاكمه وسيرفعهم درجات. وان ينتقم لنا ايضا من كل فرد في الاداره الوسيطه والعليا والذين شاركو في ذبحنا بلا حياء ولا احترام لعلاقه الزماله التي جمعتنا في ماضي تلك الايام. نحن نعرفهم فردا فردا. وسنصطف يوم القيامه كلنا وسندل المولي عز وجل عليهم ونطلب منه ان يكون عقابهم عظيما وان ينتقم لتلك المراره التي سكنت افواهنا الي هذه اللحظه. وسنترجاه ان ياخذ صالح اعمالنا كلها ثمنا لمكان سحيق في النار يرميهم فيه. يارب ياكريم انت ادري بماعانيناه وزوجاتنا وابنائنا من تلك الطغمه التي كانت تدير دفه الاداره في سودانير. ربنا لاتاخذك بهم شفقه فقد ظلمونا بلا ذنب وشردونا بلا خطيئه انك لا ترد دعوه المظلوم.